قالت شركة “بريتش بتروليوم” البريطانية قبل عامين، إن العقوبات الدولية ضد روسيا، يمكن أن تضر أعمالها هناك، لكن ذلك لم يحدث.
وبدلاً من ذلك، وجدت الشركة، التى تتخذ من لندن مقراً لها، روسيا كملاذ استثمار آمن خاصة بعد تراجع قيمة الروبل، وخفض الضرائب، بجانب تمتعها بأقل تكاليف تشغيل بين أكبر شركات البترول فى العالم.
وذكرت وكالة «بلومبرج»، أن شركة «بى بى» حصلت على 22% من الأرباح قبل خصم الضرائب من حصتها فى شركة «روسنفت» فى موسكو، العام الماضى، وهى أكبر نسبة أرباح منذ شرائها حصة نسبتها 19.75% فى عملاق النفط الروسى عام 2013.
وقال إلدر دافليتشين، محلل لدى «رينيسانس كابيتال» فى لندن: «هناك كثير من البترول، وطالما أن الشركات الكبرى يمكنها استخراجها بكفاءة، فيمكن أن تكون روسيا، بمثابة التحوط ضد ركود الأسعار».
وأضاف دافليتشين، أن تراجع أسعار البترول يعنى خفض الضرائب فى روسيا، فى الوقت الذى يساعد فيه الروبل الضعيف فى تقليل التكاليف، وهذا كان بمثابة دعامة حقيقية لشركة «بريتيش بتروليوم» خلال هذه الأزمة.
وتواجه شركات الطاقة خارج روسيا، وقتاً عصيباً، وعلى سبيل المثال سجّلت شركة «بى بى» التى أنتجت نحو 28% من إجمالى إنتاجها من البترول والغاز من الولايات المتحدة العام الماضي، خسارة بنحو 1.6 مليار دولار قبل خصم الضرائب والفوائد من أعمالها للتنقيب والانتاج فى البلاد، وضربت القيود التجارية المفروضة على روسيا، بسبب توغلها فى أوكرانيا، وتراجع أسعار الخام، قطاعها الأكثر ربحية.
وبلغ متوسط قيمة العملة 61.25 روبل مقابل الدولار فى العام الماضى مقارنة بـ 38.62 روبل لكل دولار فى العام السابق، الأمر الذى عزز أرباح شركة «بريتيش بتروليوم» قبل خصم الضرائب وبلغت الفوائد من حصتها فى «روسنفت» الروسية نحو 80 مليار روبل من 72 مليار روبل فى عام 2014، وفقاً لحسابات بلومبرج استناداً إلى بيانات الشركة، وتكسب «بى بى» حصتها من الربح من «روسنفت» بالروبل، وتقوم بتحويل ذلك إلى دولارات عند الإبلاغ عن نتائجها.
وأوضح سكوت دين، المتحدث باسم الشركة البريطانية، عن طريق البريد الإلكتروني: «لانزال ملتزمين باستثماراتنا الاستراتيجية فى روسنفت»، مضيفاً أن شركة «بريتيش بتروليوم» تمتثل لجميع العقوبات الأوروبية والأمريكية ذات الصلة.
وأشار إلى أنه فى ظل البيئة المنخفضة لأسعار البترول، إلا أن «روسنفت» لاتزال تقدّم أداءً تشغيلياً وماليا قويا، ما يدل على المرونة فى نموذج أعمالها، وكشفت 5 من أكبر شركات البترول فى العالم «اكسون موبيل» و«رويال داتش شل» و«شيفرون كورب» و«توتال» و «بى بى» عن تراجع أرباحها العام الماضي، فى حين ارتفعت أرباح شركة «روسنفت» الروسية بنسبة 2%، وارتفع الإنفاق الرأسمالى فى الشركة بنسبة 12% ليسجل نحو 595 مليار روبل فى الفترة نفسها، لأنها تمول مشاريع جديدة لمنع خفض الإنتاج.
جاء ذلك فى الوقت الذى خفّضت فيه الشركات الرئيسية الأخرى الاستثمارات لحماية ميزانياتها العمومية من انهيار سعر برميل البترول.
وأصبحت «روسنفت» فى 11 أبريل الحالى الشركة الروسية الأكثر قيمة، والتى تجاوزت قيمتها السوقية مصدر الغاز الطبيعى «جازبروم» للمرة الأولى.