دبي – البورصة نيوز
أكد خبراء أن العائد السنوي على الاستثمار العقاري في الإمارات يتباين حالياً حسب نوع الاستثمار، ليتراوح بين 6% و12%، بمتوسط مقداره 9% سنوياً، مشيرين إلى أن مشاريع التطوير الفندقي تأتي في المقدمة من حيث العائد السنوي، تليها مساحات التجزئة، ثم الوحدات السكنية المتوسطة، وأخيراً الوحدات التجارية والعقارات السكنية الفاخرة.
وقال هؤلاء: إن انخفاض أسعار بيع وتطوير العقارات في الدولة، بمعدل 10% خلال الاثني عشر شهراً الماضية، تزامن مع انخفاض أقل بمستوى العائدات الفندقية، وإيجارات مساحات التجزئة، والوحدات السكنية والتجارية، مما يعني ارتفاع متوسط العائد على الاستثمار العقاري بشكل عام.
وأوضحوا في حديثهم لصحيفة الاتحاد الإماراتية اليوم السبت 25 مارس 2017، أن تحسن العوائد على الاستثمار العقاري في الإمارات، لاسيما بدبي، دفع المطورين إلى تسريع وتيرة إطلاق المشروعات والاستمرار في البناء، رغم المتغيرات الاقتصادية العالمية التي يشهدها العالم.
القرار الاستثماري
ويعد العائد على الاستثمار العقاري من الأمور الرئيسة لاتخاذ القرار الاستثماري في هذه النوعية من المشروعات، ويمثل نسبة الحصيلة الإيجارية السنوية للعقار، مخصوماً منها «رسوم الخدمات» إلى سعر تطوير أو شراء العقار.
قالت مدير الأبحاث في شركة «نايت فرانك – الشرق الأوسط» للاستشارات العقارية دانا سلبك، إن السوق العقاري المحلي لا يزال قادراً على توليد أعلى عائد على الاستثمار العقاري، مقارنة بباقي الأسواق العقارية في منطقة الشرق الأوسط والعديد من المناطق الأخرى في العالم.
وأضافت أن الانخفاض الأخير في أسعار بيع العقارات خلال الاثني عشر شهراً الماضية، تزامن مع انخفاض أقل بمستوى العائدات الفندقية، وإيجارات مساحات التجزئة، والوحدات السكنية والتجارية، ما يعني ارتفاع متوسط العائد على الاستثمار العقاري بشكل عام.
ولفتت سلبك إلى تباين نسبة العائد على الاستثمار العقاري، حيث يأتي الاستثمار في مجالي الفنادق ومراكز التسوق في المقدمة، لتسجل هذه العقارات متوسط عوائد سنوية تبلغ نحو 12% من إجمالي سعر العقار أو تكلفة بنائه، مشيرة إلى تميز عائدات التجزئة بالاستدامة، والاستقرار النسبي.
الفرص والمخاطر
وأشارت إلى أن القطاع السكني يأتي في الترتيب التالي، مسجلاً متوسط عوائد استثمارية سنوية تبلغ نحو 8%، حيث تحسنت نسبة العائد الاستثماري في هذا القطاع على نحو كبير مع انخفاض تكلفة شراء وحدة سكنية واستقرار مردودها الإيجاري.
ون جانبه، أكد المدير التنفيذي لشركة «هاربو العقارية مهند الوادية، أن تحديد متوسط العائد السنوي على الاستثمار العقاري جزء لا يتجزأ من عملية صناعة القرار الاستثماري داخل أي شركة عقارية، لكنه لا يمثل كل شيء، ولابد من دراسة الفرص والمخاطر الحالية والمستقبلية لكل قطاع.
وأشار إلى وجود قطاعات عقارية تحقق عوائد استثمارية سنوية تفوق مستوى 12% من إجمالي تكلفة بناء أو شراء العقار، مثل سكن العمال الخاص بشركات المقاولات على سبيل المثال، الذي يشهد رواجاً كبيراً في الوقت الحالي، رغم ما ينضوي على مخاطر تتعلق بموسمية الطلب، بمعنى زيادته في حالات انتعاش حركة البناء، وتراجعه في الحالات الأخرى، لافتاً إلى أن العوائد الإيجارية على سكن الموظفين الخاص بشركات الطيران وغيرها أكثر استقراراً.
وأكد الوادية أن العائد على الاستثمار في مجال الفنادق يعد الأفضل في الوقت الراهن بعد أن سجل 12%، مستفيداً من السمعة الدولية، والمكانة العالمية التي تتمتع بها الإمارات على الخريطة السياحية العالمية، موضحاً أن الفنادق من فئة الخمس نجوم تعد الأعلى في متوسط العائد، بينما الفنادق من فئتي الثلاث والأربع نجوم تتمتع بعوائد استثمارية أكثر ثباتاً نتيجة نقص المعروض على المدى المنظور.
الإسكان الفاخر
ولفت إلى أن الاستثمار في قطاع التجزئة يؤمن عوائد إيجارية تتراوح بين 9% و10% سنوياً، مؤكداً صعوبة احتساب عوائد القطاع ضمن سلة واحدة، حيث تتباين العوامل والمعطيات المؤثرة على نسبة العوائد الإيجارية على الاستثمار في الإسكان المتوسط الذي يسجل إيرادات عند مستوى 8%، بينما يسجل الإسكان الفاخر والفلل السكنية عائدات أقل عند مستوى 6%.
وقال المدير العام لشركة الرواد للعقارات إسماعيل الحمادي، إن العوائد على الاستثمار العقاري في الإمارات مرتفعة ويصعب تحقيقها في أي سوق آخر في منطقة الشرق الأوسط، وفي الكثير من الأسواق العقارية العالمية.
وأضاف أن الشركات العقارية تركز حالياً على إنجاز مشاريع الإسكان المتوسط، لارتفاع عوائدها الإيجارية، مقارنة بتكلفة تشييدها، لافتاً إلى أن هذا الاتجاه سيكون له وقع كبير في تحسين أداء السوق في المرحلة المقبلة، لأن هذا النوع من المشروعات جاء لتلبية احتياجات فعلية، وطلب حقيقي في السوق المحلية.
وقال الحمادي: إن قطاع الفنادق في الإمارات يستحوذ على 32% من إجمالي الغرف الفندقية قيد الإنجاز بالشرق الأوسط، ورغم ذلك لا يزال القطاع يحقق مردوداً استثمارياً جيداً، ويحظى بمعدلات نمو مرتفعة.