ارتفعت تكلفة حج الأقباط إلى القدس بنسبة 100% في العام الجاري مقارنة بالعام الماضي؛ نتيجة زيادة أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الجنيه بعد قرار المركزي بتعويم الجنيه .
قال وجيه رزق الله ميخائيل، رئيس مجلس إدارة شركة إيسترا باص للسياحة، إن أسعار الحج المسيحى لم تتغير هذا العام، مقارنة بها فى العام الماضي. لكن ما تغير هو ارتفاع قيمة الدولار مقابل الجنيه.
وأوضح أن الرحلة كانت تتراوح تكلفتها بين 12 و13 ألف جنيه فى العام الماضي، فى حين تتراوح بين 20 و22 ألف جنيه حالياً؛ بسبب انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار بعد التعويم.
أضاف أن ارتفاع الأسعار خفض الأعداد بنسبة لا تقل عن 25%، إذ إن الحالة الاقتصادية للمواطنين تحول دون قدرتهم على توفير الأموال اللازمة للسفر.
ويبدأ موسم الحج المسيحي اليوم ، وتتسابق الشركات حالياً فى الإعلان عن برامجها للحصول على أكبر عدد من الحجاج.
قال «ميخائيل»، إن شركته تجمع جوازات السفر ممن تنطبق عليهم الشروط وتقدمها للجهات الأمنية للحصول على الموافقات، ثم بعد ذلك تحصل على موافقات الكنيسة عليهم وتنظم الرحلات بعد ذلك إلى القدس .
وأضاف: «لدواعٍ أمنية تم وقف السفر براً، والتعامل إما مع شركة إير سيناء التابعة لمصر للطيران، أو الخطوط الملكية الأردنية. ويفضل المسافرون التعامل مع شركة مصر للطيران لأن الرحلة تتم مباشرة إلى القدس، عكس من الخطوط الجوية الملكية الأردنية، إذ يسافر الحجاج إلى الأردن ومنها إلى القدس، وهو ما يكون مرهقاً بالنسبة لهم».
وأوضح أن «إير سيناء»، تحتكر الموسم، وتنقل 95% من الأعداد وترفع أسعار التذاكر بشكل كبير، رغم أن الرحلة لا تزيد مدتها على ساعة فقط.. فكانت قيمتها 5163 جنيهاً خلال العام الماضى، ثم أعلنت أنها ستكون 10 آلاف جنيه العام الحالى.
قال «ميخائيل»، إن «إير سيناء» تغير أسعار التذاكر يومياً وقت عودة الحجاج.. فكل يوم من أيام الأسبوع يكون له سعر مختلف، ولا يوجد سعر موحد أمام الحجاج.
وقالت مونيكا نصيف، رئيس مجلس إدارة شركة مونيكا للسياحة، إن أسعار الحج المسيحى ارتفعت بنسبة 100% العام الحالي، مقارنة بها العام الماضى بعد تعويم الجنيه وتحرير أسعار الطاقة.
أوضحت أن أسعار البرامج للعام الحالى تتراوح بين 25 و30 ألف جنيه، بدلاً من 12 ألف جنيه العام الماضي. وحاولت شركات السياحة تخفيض الأسعار قدر المستطاع، واقتطعت ذلك من أرباحها لضمان جلب أكبر عدد من الحجاج .
كشفت عدم سفر حجاج مسيحيين خلال العام الحالى بشكل أكبر منه العام الماضى لأداء الحج، بسبب الزيادة الكبيرة فى الأسعار، وتراجع الحالة الاقتصادية للمواطنين، ما يغير أولوياتهم.. فلا يكون الحج فى المقام الأول ويتم تقديم الاحتياجات الأساسية عليه.
ولفتت «نصيف»، إلى أن الحج بدأ، ويستمر حتى نهاية الشهر. وتقدم الشركات للحجاج إمكانية زيارة قبر السيد المسيح، وقبة الصخرة والصلاة فى القدس وغيرها من الطقوس التى يسعى المسيحيون لأدائها وتميز هذه الطقوس بين الشركات .
وانتقدت ارتفاع أسعار الطيران بشكل كبير، حيث أعلنت مصر للطيران عن أنها تصل إلى 10 آلاف جنيه على الرغم من أن المسافة ليست كبيرة حتى تكون الأسعار بهذا الحجم.
قالت إنه لا يمكن ضغط أيام الحج عن أسبوع واحد حتى يتمكن الحجاج من أداء الصلوات بجميع أيام الأسبوع. كما أن الشركات تجد رغبة من عملائها فى أن تكون مدة البرنامج 10 أيام .
وقال ماجد جريس الخبير فى مجال الحج المسيحي، إن الاشتراطات الأمنية من جانب مصر أو إسرائيل كبيرة. كما أنها لا تسمح للسفر لأقل من 45 عاماً من الرجال أو النساء.
وأوضح أن ارتفاع الأسعار العام الحالى بعد تعويم الجنيه، سيدفع الحجاج المصريين للسفر إلى اليونان ومنها إلى القدس، للهروب من زيادة أسعار تذاكر «مصر للطيران»، بعد أن أصبحت محتكرة لهذه الرحلات فى ظل وقف السفر برا.
أضاف أن توحيد الاحتفال بالعيد بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية سيزيد أعداد الحجاج، وهو ما سيؤدى لرفع أسعار الفنادق بالقدس لقلة أعدادها.
ولفت إلى عدم وجود دعم من الدولة أو من الكنيسة للمسيحيين على رحلات الحج، رغم تدهور الحالة الاقتصادية للمواطنين.