حسن المستكاوى – الشروق
●● سأهنئ الرئيس المنتخب حتى لو جاء بعكس اختيارى.. وأسأل الله أن تكون التهنئة أيضا لصورة الانتخابات ومشاهدها، فتمضى عملية الانتخاب وما بعدها كما نحلم جميعا.. ولا يوجد شك فى أن المصريين يلبون النداء فى اللحظات الفارقة التى يدركون أهميتها بحسهم الوطنى وفطرتهم، فهم يعطون ظهرهم لأصوات تصيح بما لا تفعله، ويعطون ظهرهم رفضا لمحاضرات وحصص سياسية لا تمسهم، وهم يعطون ظهرهم للعنف، لأنه لا يعكس طيبتهم، وللفوضى لأنها لا تعبر عنهم، لكنهم أبدا لا يعطون ظهرهم فى لحظة يريدهم فيها البلد.. وينفجرون بالغضب دفاعا عن تلك اللحظة ودفاعا عن حقهم وحق الوطن.
●● منذ يوم 25 يناير انضمت أيام تاريخية إلى أيام فى حياة جيلنا.. منها يوم 19 مارس بهذا الإقبال المنقطع النظير، وبتلك الطوابير المنتظمة للآلاف أمام كل لجنة بلا تأفف، وبلا غضب، وبلا تجاوز.. يومها كان المصريون يحتفلون بوطنهم على الرغم من ساعات الانتظار الطويلة المرهقة.. كذلك كانت أيام اختيار أعضاء مجلس الشعب، فهى أول ممارسة للانتخاب الحر والنزيه لنواب الشعب.. وقد احتفلت بهذا الاختيار، بغض النظر أنه كان اختيارى أو لم يكن اختيارى.. فتلك هى الديمقراطية التى أعرفها وأفهمها..
●● الديمقراطية ليست نشيدا أو شعارا يرفع حين يكون الاختيار على هواك، ثم تسقط الديمقراطية ويغمد الشعار حين يكون الاختيار على غير هواك.. فهذا منطق مخيف يعكس ديكتاتورية الفكر والاتجاه.. وهذا التهديد الصادر من عدة أطراف وتيارات واتجاهات فى حالة اختيار بعض المرشحين، هو تهديد للأغلبية من المصريين، فحين يفوز مرشح بفارق نصف فى المائة فإن هذا النصف يساوى الأغلبية كما يحدث فى أى انتخابات سياسية متحضرة.. ولا أعتقد أن أحدا يقبل بهذا التهديد الذى يصادر حرية الرأى والاختيار، ويصادر الكرامة والأمان.. ويصادر الوطن ويحتكر الوطنية..
●● اليوم هو يوم مصر المستقبل.. اليوم هو يوم صياغة المستقبل.. مستقبلكم ومستقبل أولادكم.. ومستقبل الأجيال القادمة.. اليوم هو يوم مشهود فى حياتنا، لم نعرف مثله أبدا من قبل. لم نعرف حرية الاختيار بين مجموعة من المرشحين.. ومنذ أسابيع لا يلتقى مصريان إلا وسأل كلاهما الآخر من تنتخب؟، وهو سؤال كنت أظن أنى لن أسمعه ابدا، لا أنا ولا أولادى ولا أولادهم.. ولو كانت ثورة يناير قدمت لنا هذا اليوم فقط فإنه لأمر يستحق الإحتفال.
●● الزمن لا يعود بالدول التى تحكمها الشعوب.. ومصر اليوم تنادى أهلها وشعبها وهى اليوم بحاجة إليكم، فى أشد الحاجة إليكم، فى تلك اللحظة الفارقة والمهمة فى كتابة التاريخ..
●● عاشت مصر حرة وقوية وآمنة ومستقرة..