تعرض القطاعان التجارى والصناعى لمشكلة كبيرة نتيجة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى الأمر الذى عرض الشركات والمصانع لخسائر مادية بالجملة.
قال محمد جنيدى، نقيب المستثمرين إن انقطاع التيار الكهربائى يشوه صورة المنتج المصرى لدى مستورديه ويكبد الصناعة خسائر مادية فادحة، بالإضافة إلى الخسائر اليومية الناتجة من انقطاع الكهرباء تقدر بنسبة تتراوح بين 15 و20% فقط فى الإنتاج اليومى للمصنع لحين عودة الكهرباء خاصة فى المصانع التى تستخدم أفراناً.
أضاف أن ما يتعرض له المستثمر المصرى الآن لا يحدث لأى مستثمر فى العالم، ولو استمرت الأوضاع على هذا الحال ستنهار الصناعة المصرية، وأن المنظومة الاقتصادية الآن تواجه مشكلات كبيرة سواء انقطاع الكهرباء أو المياه أو الزحام فى الشوارع، مما يؤدى إلى تأخر العمال ووقف خطوط الإنتاج وتغير وزراء المجموعة الاقتصادية كلها مشكلات تضع الصناعة المصرية فى مأزق.
وقال أن الأزمة تتفاقم ولا تقل، إضافة إلى خروج الأهالى لقطع الطرق اعتراضاً منهم على انقطاع التيار، بالإضافة للشروط الجزائية على أصحاب المصانع المتأخرين عن تسليم البضائع فى موعدها تصل إلى 5 و10%.
أكد جنيدى أن الحل هو البدء فى تشغيل محطات توليد الكهرباء وزيادة أعدادها لوقف نزيف الخسائر، التى تمر به الصناعة المصرية، والتى لم تشهدها من قبل.
قال عماد عابدين، سكرتير شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية، إن انقطاع الكهرباء له تأثير سلبى كبير على قطاع المواد الغذائية، لأن محلات البقالة والسوبر ماركت تتعرض إلى قطع الكهرباء فى اليوم الواحد أكثر من مرة، وفى كل مرة يظل التيار منقطعاً لنحو ساعة أو ساعتين، مما يعرض اللحوم والدواجن التى يحفظها البقال فى الثلاجات للتلف، بالإضافة إلى أنه أثناء عودة التيار فجأة يعرض الثلاجات أيضاً للتلف.
أوضح عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة، أن انقطاع الكهرباء يؤثر على أصحاب محلات الدواجن، لأن ماكينات تجهيز وتنظيف الدواجن تعمل بالكهرباء، بالإضافة إلى تعرض الدواجن المحفوظة بالثلاجات إلى التلف بسبب توقف عمل الثلاجات يومياً لأكثر من مرة ولأوقات طويلة نسبياً.
أشار عادل الشافعى، عضو شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية إلى أن انقطاع التيار الكهربائى المتكرر يترتب عليه توقف عمليات البيع والشراء لساعات، مما يؤدى إلى تعرض التجار إلى خسائر فادحة.
وفى سياق متصل، أكد سامح عبدالرحمن، صاحب شركة «كراون» للصرافة، أن شركات الصرافة تضطر إلى وقف تعاملاتها فترة انقطاع التيار الكهربائى، كذلك تقوم بسحب جميع الأموال من الشباك خوفاً من أى عمليات سرقة خلال تلك الفترة خاصة مع عدم توفير الأمن وانتشار عمليات السطو المسلح على الشركات فى الفترة الأخيرة.
قدر عطية حماد، نائب شعبة المخابز بالاتحاد العام للغرف التجارية حجم الفاقد اليومى لكل مخبز ينقطع عنه التيار الكهربائى بحوالى 1000 رغيف أى أنه فى حالة انقطاع التيار الكهربائى عن ألف مخبز يومياً سيكون الفاقد مليون رغيف يومياً، وأشار إلى أن الخبز يفسد بعد نصف ساعة فى حالة عدم خبزه فى ظل حرارة الجو فى الوقت الحالى.
قال محمد حنفى، المدير التنفيذى لغرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، إن خسائر مصانع الحديد نحو 800 ألف جنيه يومياً، نتيجة انقطاع التيار الكهربائى عن المصانع وخسارة 160 طن حديد يومياً، وأن خسائر مصانع الألومنيوم بلغت نحو 650 ألف جنيه يومياً.
طالب حنفى بضرورة التوسع فى إنشاء محطات توليد الكهرباء والطاقة وإعادة النظر فى عملية تسعير الطاقة للمصانع كثيفة الاستهلاك، باعتباره حلاً قصير الأجل.
فى السياق ذاته، قال د. أسامة السعدى، وكيل المجلس التصديرى للصناعات الدوائية، إن صناعة الأدوية تختلف عن غيرها من الصناعات، مستنداً فى ذلك أنها قائمة على التركيبات وانقطاع التيار الكهربائى فى أى مرحلة يستوجب معه إعادة تلك المراحل مرة أخرى.
وتوقع اختفاء بعض عقاقير علاج القىء والسعال من السوق، نتيجة استمرار انقطاع التيار الكهربائى مؤخراً.
فيما أبدى محمد المرشدى، رئيس غرفة الصناعات النسيجية تخوفه من هروب استثمارات تقدر بالمليارات فى القطاع، نتيجة استمرار انقطاع التيار الكهربائى من المناطق الصناعية.
أوضح أن تلك الظاهرة أتلفت معدات الكترونية بمليارات الجنيهات نتيجة انقطاع التيار، فضلاً عن تراجع الطاقة الإنتاجية لنحو %25 بمعظم المصانع، وهو ما يمثل أعباء مالية إضافية على صاحب المنشأة الصناعية.
طالب بعدم إدراج المناطق الصناعية ضمن مناطق قطع التيار الكهربائى لحماية الاستثمارات المحلية والأجنبية على السواء.
واتهم المرشدى الجهات الحكومية بالتقصير فى توفير الطاقة للمناطق الصناعية وهو ما يعيق المناخ الاستثمارى.
قال يحيى زنانيرى، نائب رئيس شعبة الملابس باتحاد الغرف التجارية، إن انقطاع التيار الكهربائى بصورة متكررة له تأثيره السلبى على القطاع التجارى، نظراً لانتظار المستهلك لفترات طويلة خارج المحلات حتى عودة التيار الكهربائى مرة أخرى.
أضاف أن انقطاع التيار الكهربائى بالنسبة إلى قطاع الملابس يضر كلاً من مصانع الملابس، وذلك نظراً لتوقف المصانع يومياً لمدة ساعتين أو أكثر يؤدى إلى زيادة التكلفة على صاحب المصنع، وذلك لتحمله أجر العمالة والضرائب فى حين تراجع معدلات الإنتاج.
وأشار إلى أن المحلات – أيضاً – تتوقف عن البيع أثناء فترة انقطاع التيار الكهربائى خوفاً من تعرضها للسرقة.
كتب – إنعام العدوى وبسمة ثروت ونهال منير