انتهت القرعة الهيكلية التي أجريت أمس بالكاتدرائية المرقصية، عن اختيار الأنبا تواضروس الثاني البابا الـ 118 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية خلفاً للبابا شنودة الراحل، والذي سيأخذ لقب تواضروس الثاني، نسبة للبابا الـ45 للكنيسة تواضروس الأول.
وقال الأنبا مرقص مطران شبرا الخيمة والمسؤول الإعلامي للكنيسة الأرثوذكسية، في تصريحات خاصة لـ”البورصة”، أن اختيار البابا الجديد عيداً لشعب مصر بأكمله، واصفاً شخصيته بأنه رجل حكيم ومنظم وإداري وروحي، ومتمنياً له التوفيق في قيادة الكنيسة لبر الأمان، مشيراً إلى أن أهم الملفات التي تحتاج لاهتمام من البابا الجديد خلال الفترة القادمة هي بناء الكنائس والأحوال الشخصية وبالأخص لائحة 38.
صرح الأنبا باخوميوس مطران الجيزة لـ”البورصة”، أن أهم ما يميز البابا الجديد أنه الأقرب في فكره للبابا الراحل شنودة الثالث في كلماته وسلوكياته، فضلاً عن انتماءاته العربية وللدولة، مطالباً البابا الجديد أن يهتم بملف العلاقة بين المسلمين والمسيحيين والمشكلات التي تواجه بناء الكنائس.
وأضاف باخوم أن لائحة 38 والتي تمنع الزواج مرة ثانية لن يتغير فيها شيء، حيث يرى أن البابا الجديد سيلتزم بمنهج البابا شنودة وبنص المادة الذي يقول :”لا طلاق إلا لعلة الزنا”.
وأكد الأب أغسطونيوس راعي الكنيسة بشبرا الخيمة، في تصريحات خاصة لـ”البورصة، أن اختيار البابا الجديد هو اختيار إلهي لما يتميز به البابا الجديد من إدارة حكيمة، معتبراً الكنيسة في ظل ولايته ستتعاون بشكل شامل في كافة المجالات مع الدولة، متمنياً أن تظل علاقة الكنيسة بالدولة في شكل متنامي ومستقر.
ووجه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تهنئته للبابا الجديد، متمنِّيًا له السداد والتوفيق فى مهمَّته، ومؤكداً اعتزازه وتقديره لهذا الاختيار، والذى يُعلِّقُ عليه جموع الشعب المصرى مسلميه ومسيحييه آمالاً كبيرة فى ترسيخ دعائم الوحدة الوطنية التى كثيرًا ما أكَّد عليها البابا الراحل شنودة الثالث بكل هيئاته ومؤسساته.
تقدم عدد من السياسيين بالتهنئة للأقباط وللأنبا تواضروس الثاني، بفوزه بمنصب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، معربين عن أملهم في مواصلة مسيرة البابا شنودة وتدعيم الوحدة الوطنية والنسيج الوطني.
وهنأ عمرو حمزاوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة رئيس حزب مصر الحرية، البابا الجديد الأنبا تواضروس، واصفاً إدارة البابا شنودة للكنيسة خلال الفترة الماضية بـ “الراقية”.
كما هنأ عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، الإخوة الأقباط، بمناسبة اختيار الأنبا تواضروس البابا الـ118 للكنيسة المرقسية فى مصر.
قال وائل غنيم، الناشط السياسي على حسابه الشخصي بـ “تويتر”، مهنئاً المسيحيين على اختيار الأنبا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة الأرثوذكسية، سائلاً الله أن يوفقه في منصبه الجديد ونشر المعروف والتسامح والإخاء بين أبناء الوطن.
كما تفاوتت ردود فعل الأحزاب السياسية للخبر فمنهم من امتنع عن التهنئة ومنهم من أرسل برقيات تهنئة للبابا الجديد.
حيث امتنع الدكتور هشام كمال، المتحدث الإعلامى باسم الجبهة السلفية فى تصريحات لـ”البورصة”، عن تهنئة الكنسية باختيار البابا إلا بعد أن تقدم بعض الضمانات ومن أبرزها أن تعود لدورها الروحي وعدم التدخل في الشئون السياسية، والكف عن التدخل في شئون المسلمين الجدد، وأن يساهم البابا الجديد بصورة حقيقية في دعم الوحدة الوطنية، وتعود الدول لأحضان الوطن فلا تصبح دولة داخل الدولة.
ومن جانبه هنأ حزب الحرية والعدالة البابا الجيد لاختياره بطريركاً للكنيسة القبطية الأرثوذكسية باعتباره زعيماً روحياً، آملاً له أن يساهم في نشر الأخلاق الحميدة والتأكيد على قيم الحرية والعدل والمساواة.
كما تقدم التيار الشعبة بتهنئته للبابا الجديد والكنيسة الأرثوذكسية والأقباط باختيار البطريرك الـ118، متمنياً له التوفيق له فى ترسيخ أواصر التسامح والمحبة بين أبناء الوطن.
كما هنأ الدكتور أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار أقباط مصر والأنبا تواضروس بابا الكنيسة الأرثوذكسية ويتمنى لاقباط مصر وكل شعبها دوام المحبه والسلام.Top of Form
ومن الجدير بالذكر أن الأنبا تواضروس، أسقف عام البحيرة، كان المرشح الفائز بثاني أعلى نسبة تصويت فى انتخابات البطريرك الـ118، كما كانت أكثر اهتماماته إنشاء معهد لإعداد خدام كنائس بالمهجر لإطلاعهم على الثقافات المختلفة فى الدول الأوروبية وأمريكا وكندا.
ووُلِد الأنبا تواضروس، في 4 نوفمبر 1952، بدمنهور، ويتوافق ميلاده مع تاريخ إجراء القرعة الهيكلية، الأحد، وهو حاصل على بكالوريوس صيدلة، جامعة الإسكندرية عام 1975، وبكالوريوس الكلية الإكليريكية وزمالة الصحة العالمية بإنجلترا، وفي 20 أغسطس 1986 ذهب إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون طالبًا الرهبنة، حتى تمت رسامته قسًا في 23 ديسمبر 1989، ثم انتقل للخدمة بمحافظة البحيرة في 15 فبراير 1990 حتى نال درجة الأسقف في 5 يونيو 1997.