استمرار اختفاء السيارات.. والوكلاء: السوق وصل إلى مرحلة «العطش»

رصدت «البورصة» السبب الرئيسى وراء ظاهرة اختفاء السيارات من داخل توكيلات ومعارض السيارات، والذى يرجع إلى عدم تقدير وكلاء السيارات لمعدل نمو السوق بعد عام على الثورة فى بداية العام الحالى، ما أدى إلى نقص كمية المعروض فى معظم الماركات عن كمية الطلب ، علاوة على أن الاضرابات العمالية التى حدثت بالشركات الام خلال العام 2012 كان لها بالغ الأثر فى الامدادات القادمة من الخارج.

ويعد توكيل «سوزوكى» أول معارض السيارات التى تجولت داخلها «البورصة» لاستكشاف حقيقة عدم وجود سيارات بالسوق، فسعر السيارة «سوزوكى سويفت 1200 CC» موديل 2013 يقدر بنحو 84500 جنيه «اللون لا يؤثر فى السعر» يتم دفع مبلغ 5000 جنيه كدفعة تعاقد والاستلام بعد شهر من تاريخ الحجز.

وعند سؤال توكيل «سوزوكى» عن سبب تأخر ميعاد التسليم كان الرد أن السيارات موجودة بالفعل بالجمارك إلا أن الشركة تصرح بالإفراج عن نوع واحد أو نوعين، حيث إن «ألتو» و«ماروتى» تتمتعان حاليا بفترة الإفراج الجمركى، وأن «سويفت» سيتم الإفراج عنها بعد شهر من الآن، حتى وإن كثر الطلب عليها.

أكد التوكيل أنه لا يسمح بدفع أى مقابل مادى لتقليل المدة الزمنية بين الحجز والتسليم، وأن العميل لديه حرية الاختيار بين الوكيل المعتمد والمعارض التجارية الأخرى التى تبيح دفع مبلغ معين نظير الحصول على السيارة المشتراة فى وقت أقل مما يتيحه الوكيل المعتمد.

يبلغ سعر «نيسان صنى – مانيوال» موديل 2013 داخل توكيل “نيسان” 97 ألف جنيه أما «صنى ـ أوتوماتيك»، فيبلغ سعرها 102 ألف جنيه، فى حين يبلغ سعر «صنى – سوبر صالون» 112 ألف جنيه، ويبلغ سعر “نيسان قشقاى” 175 ألف جنيه خارج معارض الوكيل المعتمد يبلغ 195 ألف جنيه ويكون ميعاد تسليم الـ “الأوتوماتيك” بعد 4 أشهر من تاريخ الحجز نظرا لزيادة الطلب عليها، أما الـ “مانيوال” فيتم تسليمها بعد شهرين على الأكثر من تاريخ الحجز، والـ “قشقاى” تسلم للعميل بعد 6 أشهر من ميعاد الحجز.

قال مسئولو توكيل “نيسان” إن طول الفترة ما بين حجز وتسليم السيارة يرجع إلى أن الكمية المستوردة من سيارات “نيسان” تقل كثيرا عن الكمية المطلوبة، وأن السيارات الموجودة فى معارض التوكيل إنما هى للعرض فقط، مؤكدين أن تلك المشكلة سيتم حلها أوائل العام المقبل حيث إن الوكيل طلب زيادة كمية السيارات المستوردة خلال 2013 على الكمية التى طلبها خلال العام الحالى.

أوضح مسئولو التوكيل أن “نيسان” لا تسمح مطلقا بأخذ مبالغ مالية تزيد على سعر السيارة من أجل تقديم ميعاد التسليم، لافتين إلى أن العملاء هم من يعرضون ذلك بمبالغ تتعدى الـ 15 ألف جنيه إلا أن مسئولى “نيسان” يرفضون، وأن تجار السيارات كـ “أوتو سمير ريان” و “المصرية للسيارات” هم من يقبلون تلك المبالغ التى تصل إلى 8 آلاف جنيه للسيارة الواحدة.

أما السيارة “أوبل أسترا” موديل 2013 الجديدة كليا فيتراوح سعرها حسب الفئة المصنفة بداخلها السيارة، فالـ “أسترا” فئة “إنجوى” يبلغ سعرها 155 ألف جنيه، وفئة “كوزمو” يبلغ سعرها 167 ألف جنيه، فى حين يبلغ سعر فئة “كوزمو توربو” 210 آلاف جنيه، وقيمة مقدم الحجز للفئات الثلاث 20 ألف جنيه ويكون التسليم بعد نحو 3 أشهر من ميعاد الحجز.

وأرجع مسئولو توكيل “أوبل” سبب طول المدة الزمنية بين الحجز والاستلام إلى أن كمية طلب العملاء على السيارة يفوق بكثير كمية المعروض منها، حيث أشاروا إلى أن السفن القادمة المحملة بالـ “أسترا” تم بيع ما عليها من سيارات بالكامل قبل أن تأتى إلى مصر، وأن الذى يقوم بالحجز خلال الفترة الحالية إنما يشترى سيارة لم تخرج من بلد منشائها بعد.

قال مسئولو “أوبل” إن العجز الحقيقى ينحصر فى كمية المعروض فى ماركات السيارات الكورية كـ “هيونداي” و “كيا” حيث تعانى مصانعهما عجزا فى المعدات، بينما نفوا أى عجز فى سوق السيارات الأوروبية كالـ “مرسيدس” أو “بيجو” أو “بى إم دبليو”.

ومن داخل توكيل “رينو” قال مسئولو المعرض إن سعر السيارة “لوجان – مانيوال” يبلغ 72.5 ألف جنيه والـ “أوتوماتيك” منها يبلغ سعره 79.5 ألف جنيه، واكدو أن الفترة الزمنية بين ميعاد حجز واستلام السيارة لن تقل عن ثلاثة أشهر، حيث أن دفعتى شهرى ديسمبر ويناير تم حجزهما بالكامل، إلا أنهم نفوا وجود عجز فى المعروض عن المطلوب.

يبلغ سعر “تويوتا كورولا” موديل 2013 حوالى 155 ألف جنيه يتم تسليمها للعميل بعد شهر ونصف الشهر، واعترف مسئولو توكيل “تويوتا” بعجز كمية المعروض عن الطلب، وقالوا إن الكميات بالسوق قليلة للغاية، موضحين أن السوق وصل إلى حالة “العطش” ـ على حد وصفهم.

وعن إمكانية زيادة كمية وارداتهم من السيارات قالوا إن لا أحد يملك زيادة كمية السيارات التى يستوردها متى يشاء حيث إن ذلك يتوقف على انتاج المصنع.

وصل سعر سيارة “شيفرولية لانوس” إلى 70.75 ألف جنيه ووصل سعر الـ “أوبترا” إلى 103 آلاف جنيه، ويكون استلام السيارة بعد عشرة أيام فقط من دفع قيمة مقدم الحجز والذى يبلغ 5000 جنيه، ونفى مسئولو توكيل «شيفرولية» وجود أى عجز لديهم فى كمية السيارات المعروضة.

جدير بالذكر أن ابرز ملامح تأخر الإمدادات القادمة من الخارج على مستوى قطع الغيار والسيارات تامة الصنع بدا واضحا فى تاثر مبيعات هيونداى خلال سبتمبر الماضى وتراجعها بـ 50% حيث انخفضت من 4.8 الف سيارة سبتمبر 2011 الى 2.4 الفا سبتمبر الماضى.

من ناحية أخرى، تراجعت أرباح «جى بى أوتو» خلال الربع الثالث من العام الجارى بنحو 26.5% الأمر الذى ارجعه الدكتور رءوف غبور رئيس مجلس ادارة الشركة الى النقص الكبير الذى شهدته الشركة فى الامدادات القادمة من هيونداى كوريا.

وعلى مستوى مبيعات الأشهر التسعة الأولى من العام الجارى لم يخالف سوق السيارات توقعات المحللين واستمر فى أداء تصاعدى وحقق زيادة تقدر بنحو 10% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى.

استطاع السوق أن يبيع ما يزيد على 141 ألف سيارة هذا العام مقابل 128 ألفا العام الماضى، ومن المتوقع أن تستمر الوتيرة فى تصاعد خلال الربع الأخير بدعم من الطروحات الجديدة التى شهدها السوق من موديلات 2013 والموديلات الجديدة واخرها إعلان جى بى أوتو عن طرح سيارتها الصينية الجديدة «EMGRAND».

كانت توقعات العاملين بالسوق والمحللين لأداء المبيعات مع بداية العام الجارى قد تنبأت بحالة من الارتفاع العام بالمبيعات بين 10 و15%، وذلك فى ظل حالة شبه الاستقرار السياسى التى حلت بالبلاد خلال أحداث العام 2012.

خاص البورصة