أثارت خطوة البنك المركزي المتعلقة بالبدء في إجراء عمليات ربط ودائع للبنوك لديه لامتصاص فائض السيولة لدي الجهاز المصرفي وإلغاء عمليات إعادة الشراء « الريبو » ردود أفعال متباينة في السوق.
وقال مسئول بالبنك المركزي، إن الآلية الجديدة ستقلص ارباح البنك المركزي السنوية إذا استمرت لفترة طويلة، مشيراً إلي ان المركزي فقد أهم مصدر من مصادر الدخل المؤثرة في حجم الربحية الخاصة بأعلي سلطة مصرفية في البلاد.
واشار إلي ان المركزي كان يتلقي 9.75% عائداً من عمليات اعادة الشراء « الريبو » لأجل 7 ايام ادت إلي زيادة ضخمة في ربحيته التي وصلت نهاية العام المالي الماضي إلي نحو 13.18 مليار جنيه بزيادة قيمتها 9.99 مليار علي العام المالي 2010-2011 ولكن بعد تفعيل الآلية الجديدة فهو مطالب بتحمل عائد 10.25% يدفعه للبنوك.
ولكنه أكد ان التأثيرات لن تكون كبيرة نظراً لأن الآلية الجديدة ستكون لفترة قصيرة وتم تفعيلها نظرا لحالة الركود الاقتصادي التي يعانيها السوق ونتيجة عدم وجود قنوات توظيف امام الجهاز المصرفي لاستغلال السيولة التي زادت بعد قرار المركزي رفع العائد علي الايداعات إلي 9.75%.
وقال ان البنك المركزي ليس من ضمن اهدافه تحقيق ارباح ولايهمه إذا سجل خسارة فهو يعمل لضبط ايقاع السوق وهو الدور الرئيسي له والمحرك الاساسي لأي قرارات يصدرها. في المقابل، أكدت مصادر مصرفية ان اكثر من 50% من البنوك العاملة في السوق لن تدخل الآلية الجديدة نتيجة العجز الذي تواجهه في السيولة، مشيرة إلي ان حجم السيولة الموجودة يتم استهلاكه في السوق ولا توجد زيادات تستدعي اعادة تفعيل الية ربط الودائع.
وقالت انه لا يوجد تغييرات جوهرية في السوق تستدعي اطلاق الالية خاصة ان الجزء الاكبر من الإيداعات مستهلك في أدوات الدين الحكومي ولذلك لا يوجد ما يستلزم اعادة تفعيلها في هذه المرحلة وإذا كان هناك ركود اقتصادي فانه في المقابل الاموال المتاحة علي قدر الاستخدامات.
وأضافت ان ارباح المركزي ستتأثر بلا شك نتيجة تحمله تكلفة امتصاص السيولة في البنوك ولكن ذلك سيكون في حالة واحدة فقط هي نجاح الالية في جذب سيولة كبيرة من البنوك والاقبال عليها من القطاع المصرفي وهو امر مشكوك في تحققه في الوقت الراهن. كانت المشكلات الاقتصادية التي مرت بها مصر بعد الثورة قد أدت إلي ارتفاعات تاريخية في أرباحه نتيجة تدخل البنك لاتاحة السيولة للبنوك العاملة في السوق عبر الأدوات والآليات المختلفة منها الريبو والكوريدور وهو ما يجعله يحصل علي ارباح من تلك العمليات تمثل الفائدة علي الأموال التي يضخها في السوق.
وقال أسامة المنيلاوي، رئيس قطاع الخزانة ببنك الشركة المصرفية ان البنك المركزي مؤسسة مالية غير هادفة للربح وهو يسعي من خلال الآلية الجديدة إلي امتصاص فائض السيولة لدي البنوك التي تكونت نتيجة ضعف قنوات التوظيف الاخري وخاصة الطلب علي التمويل.