أعلنت مجموعة “حياة” اتمام بيع مباني خضراء تشتمل على وحدات سكنية لـعدد 1,026 طالب بجامعة برادفورد.
وجاءت الفكرة خلال حكم حزب العمال في العام 2005 وتحت خطة إعادة تطوير المنطقة التعليمية باستثمار 750 مليون جنيه إسترليني. واشتمل التطوير على مشروع القرية الطلابية المستدامة بتكلفة 150 مليون جنيه، والتي تمثل المباني الخضراء التي تم الانتهاء منها في العام 2011 كمرحلة أولى للمشروع الكلي، حيث كانت “حياة” المستثمر الرئيس فيه بتكلفة إجمالية جاوزت 40 مليون جنيه. وقد بيعت المباني الخضراء لصندوق خاص بالكويت محققة عائداً تجاوز 170 في المائة متخطياً الربح المستهدف.
وتعتبر الأبنية الخضراء والتي تمثل المرحلة الأولى من القرية المستدامة، هي المكون الرئيس لما قدمته مجموعة “حياة” من خلال استثمار 150 مليون جنيه في المنطقة التعليمية لجلب التميز ليوركشايرعبر التصميم والتعليم والتصميم والابداع.وقد جاءت الفكرة كجزء من خطة حكومة العمال لتجديد المواقع غير الخضراء بالبلاد،حيث أعطى المشروع مثالافريدا للجمع بين القطاعين العام والخاص بفاعلية من أجل جلب مشروعات مبتكرة وهامة اجتماعيا بوقت محدد ووفقاً للميزانية الموضوعة له.
وتقدم الأبنية الخضراء مساكن حديثة ومريحة لـعدد 1,026 طالب، وقد تم تصميمهاوفقاً لمعايير الاستدامة وبهدف تشجيع الطلاب على تبني نمط حياة يحافظ على الطاقة ويخفض من الإسراف فيها، فالتدفئة المركزية وعملية تسخين الماء يتم تزويدهما بالسولار، كما أن المباني معزولة بكفاءة مما يقلل فقدانها للحرارة، أماماء الأمطار فإنه يُجمع ويُنقى ثم يُستخدم لأغراض مختلفة، وكل الطاقة والمياه المستخدمة ستكون مرصودة ومُقاسة بحيث يعرف كل طالب بالضبط حجم استهلاكه لها مما يتيح له المقارنة مع أقرانه والوحدات السكنية حوله فيما يتعلق بالكمية.
ومنذ بناء تلك الأبنية من عامين وهي تقوم باستهلاك طاقة أقل بنحو 25%، مما يُستهلك عادة في أبنية تحوي نفس عدد الطلاب في أماكن أخرى من المملكة المتحدة. فقد نجحت الأبنية الخضراء من خلال تصميمها وبناءها في تحقيق واحدة من أفضل النتائج حسب نظام برييم. ويعتبر برييم الأسلوب الرائد في تقييم المباني المستدامة بوضعه المعاييرلأهم مواصفات إنشاء وتصميم وعمل المباني المستدامة حتى باتت أكثر مقاييس أداء المباني الصديقة للبيئة انتشاراً، حيث تم تقييم أكثر من مليون بناية وفقاً لهذه المعايير حتى الآن.
ولقد حققت هذه الأبنية نتيجة متقدمة بحصولها على 95,05% مصنفة من قبل برييم بتقدير “ممتاز”. كما تأتي ضمن 15 مبنى حول العالم حظي بالتصنيف الذهبي، وواحد من أفضل 1%من مليون بناء أخضر في أنحاء العالم مسجل لدى برييم. بالإضافة إلى ذلك، فإن تقديرات برييم أعطت الأبنية الخضراء عدد من الجوائز الأخرى بما فيها الجائزة الذهبية لتقدير البنائين للعام 2012، وكذلك جائزة التمييز للبناء للعام 2012 وجائزة البناء الأخضر للعام 2012، وجائزة البناء للعام 2012 وجائزة قطاع العقار 2012، وجائزة التفاح الأخضر للعام 2012، ومؤخراً حصلت على جائزة كأفضل سكن طلابي بالجامعات والكليات للعام 2012.
وعندما تم إنشاء المنطقة التعليمية لجامعة برادفورد كان الإتجاه نحو تمويلها وتطويها ذاتياً من قبل الجامعة، غيرأنه وبعد مناقشات مع “إم آي 7” الشركة المختصة بالتمويل وإدارة الأصول والتي تمثل مجموعة “حياة” بالمملكة المتحدة، وافقت الجامعة على إدخال ما يتعلق بالسكن ضمن الترشيحات، وكنتيجة لذلك دخلت “حياة” على الخط عبر “إم آي 7” لتقديم خبرتها المالية والتشغيلية. وفي البداية كان التمويل من قبل البنك الملكي الاسكتلندي، لكنه ومع تصاعد الأزمة المالية العام 2008، أصبح من الضروريالاستعانة بالأسهمالإضافية اللازمة والتي جاءت من “يلبيكلاند”المحدودة، الذراع التطويرية من عقارات “هواردديوالدن”الذي تم تقديمهمن قبل مجموعة “حياة”. ورغم التحديات التي خلفتها الأزمة المالية اكتمل المشروع بنجاح وتم افتتاحه رسمياً في العام 2011.
وتمثل الأبنية الخضراء المرحلة الأولى من التزام مجموعة “حياة” نحو 750 مليون جنيه استرليني للمنطقة التعليمية، فتطوير القرية الطلابية المستدامة بليسترهيل الذي قد تصل قيمته إلى 150مليون جنيه يسيرعلى قدم وساق استناداً إلى الخبرة المكتسبة من تجربة إنشاء الأبنية الخضراء. وهكذا فإن مجموعة “حياة” لطالما تعاملت مع استثماراتها على اعتبارها أكثر من مجرد استثمارات بسيطة سعياً لإضافة قيمة ما عبر ما تمتلكه من معرفة وخبرة ومن خلال جذب شركاءها الآخرين.وخارج المملكة المتحدة فإن مجموعة حياة تعمل على عدة مشاريع أبرزها بمنطقة شمال أفريقيا، حيث تجذب المنطقة أكبر الشركات العالمية المعنية بقطاع النفط لوجود عدة اكتشافات لحقول برية وبحرية من النفط والغاز في كل من تنزانيا وموزمبيق، مما يوضح أن المنطقة قد تمثل وجهة صناعية جديدة، وهو ما قد يُعلن عنه قريباً.
وتعليقاً على الإعلان، قال محمد إخلاق، العضو المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة “حياة”: “نحن فخورون جداً بإنجاز الأبنية الخضراء ونتطلع لتعاون أكبر مع جامعة برادفورد إسهاماً في تطوير المنطقة التعليمية. إن رؤية المشروع منذ أن كان فكرة وحتى إتمامه تمثل انتصاراً كبيراً وذلكنظرا لظروف السوق الرهيبةالتي كانت سائدةفي مرحلةهامةمن تطوير المشروع، الذي يعتبر مثالاً مضيئا لاستطاعة القطاعين الخاص والعام،والعمل سوياً للقيام بما يخدم المجتمع.”
وأضاف: “أريد بوجه خاص أن أجزل الثناء لمحمد اشياق من “إم آي 7” لإنشاء وتطوير وتقديم ما يبدو أكثر المشروعات تميزا ومواجهةً للتحديات في مجال الإستدامة ومشاريع الإسكان الطلابي، كما أنني أتقدم بالشكر لمارتن باوز من “ويلبيك لاند” والذي لم نكن لنتجاوز تحديات الأزمة المالية 2008 دون دعمهم وتوجيههم.”
وأردف محمد إخلاق قائلاً: “إن حصيلة المعرفة والتجربة التي أضيفت لنا في المشروع هي تطبيق مباشر للصناعة النفطية، حيث تركز التخصصات النفطية على المناطق النائية لاستكشاف وتطوير المنتجات الهيدروكربونية، في حين ستكون هناك حاجة متصاعدة إلى مساكن ملائمة للموظفين والعاملين في تلك المناطق، وتبدو المساكن المستدامة هي الحل لتمكين شركات الطاقة إسكان موظفيها بتلك الظروف، فمع إرساء معايير جديدة نحن مستعدون لمناقشة عدة أطراف من أجل تكرار نجاح تجربة الأبنية الخضراء بمناطق مختلفة شرق أفريقيا.”