في مقتبل العام الجديد، يلتقي عالم التقنية في مدينة لاس فيجاس بولاية أريزونا الأمريكية ويعطي مؤشرات تعلن عن توجهات الشهور القادمة.
وهذا العام يبدو أن الشركات لن تتنازل عن حلمها القديم في جعلك ترتدي الإلكترونيات، فبعد تجارب لم تحظى بالنجاح المرجو خلال العام المنصرم، يستعيد المصنعين تركيزهم وواقعياتهم ويكف معظمهم عن محاولة إرغام المستخدم على الانخراط في تجارب لا تلبي احتياجاته، لكن لا يزال الأمل معقودا على تعميم فئة جديدة من المنتجات تغذي النمو في قطاع لا يمكن أن يعيش دون جديد.
لا تزال هناك بالطبع بعض المنتجات التجريبية مثل النظارة الذكية من جوجل وأخرى تعتزم إطلاقها سامسونج، لكن المنتج الأقرب إلى الانتشار الفعلي بين عموم المستهلكين هو ما يسمى بالساعة الذكية. أو بمعنى أصح برز هذا العام: السوار الذكي. فبعد محاولات عدة لم تحقق نجاح تجاري يذكر خلال العام المنصرم، أدرك عمالقة التقنية عبثية الطريقة التي طورت بها الساعات الذكية خلال عام 2013، المنتجات التي صدرت حاولت ضغط أكبر قدر من خواص الهاتف الذكي على شاشة ضئيلة الحجم وربطها حول المعصم لتشبه الساعات التقليدية. ثبت فشل تلك الفلسفة في إقناع المستخدمين بينما نجحت شركات صغيرة في شق مكانها وتحقيق مبيعات معتبرة بطريقة مختلفة، الأسورة الذكية المختصة بمراقبة اللياقة البدنية التي قدمتها شركات مثل Fitbit وJawbone وGarmin وحتى منتج الملابس الرياضية Nike لاقت استحسانا ورواجا تصاعدا خلال العام حتى بلغا ذروتهما في موسم الأعياد.
سر نجاح تلك المنتجات تقليدي للغاية: منتج بسيط يؤدي غاية مفيدة للمستخدم. روبرت برانر مؤسس وحدة التصميم الصناعي في أبل في التسعينات قدم سلف الهاتف الذكي في شكل المفكرة الذكية نيوتن آنذاك. كما صمم نجاحات تجارية مدوية مؤخرا كالسماعات الفاخرة Beats by Dre والقارئ الإلكتروني Nooq للناشر الأمريكي “بارنز أند نوبل”. ويرى أن الحاجة الآن للمصممين أن يدرسوا كيف يستخدم الناس الساعة وليس فقط الهاتف الذكي عند تصميم ساعة ذكية. فهو لا يريد شاشة صغيرة تعمل باللمس يجب أن يضعها قرب عينيه، يريد أن يلمح ساعته الذكية عن بعد ويعرف المعلومة بنفس الطريقة والسلاسة التي يستخدم بها ساعته التقليدية.
لذا ينوى عملاقا الإلكترونيات الأسيوية LG وسوني الاستفادة من تلك الدروس هذا العام والتقاط هذا السوق قبل انقسامه بين الشركات الصغيرة خلال تلك المرحلة التي ستشهد تعميمه، لذلك قدمت سوني جهازها الصغير المقاوم للمياه Core الذي يتم تثبيته في سوار ذكي أو على الملابس ليقوم بتقييم النشاط البدني خلال اليوم من خلال تطبيق على الهاتف الذكي. كما قامت LG بالتباهي بسوارها الذكي الجديد Lifeband الذي يعمل كنظرائه من ناحية اللياقة البدنية بل وأفضل بفضل استشعار ومجسات أكثر تطورا كما يبلغ المستخدم بتلقيه الاتصالات والرسائل ويمكنه من تغيير الموسيقى التي يستمع إليها. وهو من المنتجات التي من المتوقع أن تحقق نجاحا كبيرا هذا العام، بجانب الجيل الجديد من Fuelband الذي تقدمه Nike وهو المنتج الأكثر نضوجا في السوق.
وستراقب الأسواق الأداء التجاري لساعة Toq الذكية من مطور المعالجات كوالكم وتنتظر الساعة الذكية التي تعمل عليها أبل منذ فترة طويلة دون إحراز تقدم ظاهر. وفي النهاية سيظهر إذا ما كان اللهاث وراء تلك الفئة الجديدة له جدوى اقتصادية أم أن التشبع بالتكنولوجيا يحتاج إلى فترة ركود لاستيعاب ما تم إدخاله خلال الفترة السابقة قبل أن ينمو شغف في صفوف الجماهير لنوع جديد من المنتجات.
اريبيان بزنس