التفاوض مع «بتروجت» لإنارة مبنى الشركة بالطاقة الشمسية
1.2 مليون يورو تكلفة مروحة الرياح.. ونمتلك 70 ألف مروحة فى جميع أنحاء العالم
تستهدف شركة «vestas» للرياح إنتاج 1300 ميجاوات العام الجارى تمهيداً لضخها فى العديد من المشروعات التابعة للشركات الحكومية والقطاع الخاص.
وقال المهندس صلاح إبراهيم، رئيس مجلس ادارة المكتب العربى الاستشارى وكيل شركة «vestas» للرياح إنهم فى مرحلة التفاوض مع شركة بتروجت لادخال الطاقة الشمسية إلى مبناها فى التجمع الخامس.
وأوضح أن الشركة تأهلت فى مناقصة كوم أمبو الشمسية بالتحالف مع شركة التوكل، وفى انتظار البت فيها نهاية الشهر الجارى.
أشار إبراهيم إلى أنهم عرضوا على المسئولين تركيب 50 ألف برج رياح فى ترسانة السويس منذ 7 سنوات باستثمارات 10 مليارات دولار ولكن المعوقات الحكومية تسببت فى عدم تنفيذ المشروع فى مصر ونقله إلى لبنان.
أوضح أن منطقة الزعفرانة تعد من أكثر المناطق انتاجاً للرياح فى مصر ويبلغ حجم انتاجها حوالى 550 ميجاوات وتعمل فيها شركات فوردكس الدنماركية وشركة جاميسا الأسبانية وشركة VESTAS التى تستحوذ على %48 من حجم المراوح فى العالم.
أضاف أن شركة VESTAS ابتكرت مروحة جديدة عملاقة «8 جيجا» تكفى لتشغيل 7 ألاف منزل أوروبى و17 ألف منزل أمريكى أما المراوح التى تعمل فى مصر فلا تتعدى قدرتها 850 كيلو وات.
وشدد على أن طاقة الرياح من الممكن استخدامها فى مصانع الاسمدة ومصانع الألومنيوم والأسمنت والحديد بسبب شدة المراوح التى تولد كمية كبيرة من الطاقة تكفى للصناعات كثيفة الاستهلاك ومن أكثر الشركات استخداما لهذه الطاقة فى الوقت الراهن «بريق والسويدى وتويوتا».
ونوه وكيل الشركة فى مصر على أن اكبر المراوح الموجودة فى مصر هى مروحة تنتج 2 ميجا توجد فى منطقة جبل الزيت مشيراًًً إلى أن «فيستاس » تمتلك حوالى 70 ألف مروحة فى جميع أنحاء العالم.
وفيما يخص تكلفة مروحة الرياح فى مصر قال إبراهيم إن تكلفة المروحة تصل إلى 1.2 مليون يورو شاملة الصيانة ويتم تغيير الزيت الخاص بها كل 6 أشهر تقريبا أما شركة vestas فتمنح حق الصيانة لعملائها لمدة 20 عاماً وتقوم أيضاً بصرف تعويضات مادية لهم حال توقف المروحة فى أى وقت.
وتستحوذ طاقة الرياح على %2 من حجم انتاج الكهرباء فى مصر وتستهدف إنتاج 1000 ميجاوات فقط عام 2020 بينما تستحوذ نفس الطاقة على %50 من انتاج الكهرباء فى أسبانيا و%60 فى ألمانيا.
وكشف إبراهيم أن أطلس الرياح فى مصر يقتصر على 4 مناطق هى منطقة الزعفرانة وجبل الزيت والمنيا وبنى سويف ويمكن توليد 20 ألف ميجاوات فى حالة استغلال هذه المناطق بالكامل.
وأكد على أن مصر بها 9 شركات تعمل فى طاقة الرياح منها فيستاس واكسيونا ورى باور بالإضافة إلى شركات أخرى تعمل على تصنيع الأبراج الخاصة بالمروحة مثل شركات السويدى اوراسكوم وسياج وشركة الحوامدية للسكر ولاتتعدى تكلفة تصنيع البرج 50 ألف يورو.
أضاف أن حجم مروحة الرياح كبير جداً حيث يصل طول «البرج» إلى 100 متر والريشة إلى 233 مترا وتمنع القوات المسلحة زيادة طول المروحة عن 100 متر فى جبل الزيت و150 متراً فى شرق وغرب النيل بجانب أن عدم وجود شبكة سليمة للطرق يعوق عملية نقلها بشكل كبير.
وشدد على وجود مشكلة فى طرح المناقصات فى مصر حيث ترغب الشركات الأجنبية فى الدخول بمشروعات مضمونة لذلك لا تغامر فى الاستثمار فى مصر لأنها لايمكن أن تستثمر إلا من خلال مناقصات يمكن أن تفوز بها أو تخسرها.
وذكر أن عدم تدريب المهندسين يعد من أبرز مشكلات طاقة الرياح فى مصر خاصة أن %50 من المهندسين المهرة فى ذلك المجال أحيلوا إلى المعاش فى هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة أو استقالوا منها ليعملوا فى أماكن أخرى.
تابع أن ذلك يضاف إلى الاضطرابات السياسية حيث كان من المستهدف أن يصل إلى مصر وفد من 8 أشخاص من فروع فيستاس من أسبانيا وايطاليا وألمانيا غير أن الظروف السياسية فى مصر حالت دون وصول 5 منهم.
وأشار إلى أن محاولات بعض الشركات المصرية لإنتاج الرياح بدأت منذ عامين فقط وأهمها شركة السويدى والهيئة العربية للتصنيع، موضحاً أن 20 جيجا من الرياح تكفى لتغطية احتياجات مصر كلها بالمنازل والمصانع.
وعن معوقات الاستثمارات الخاصة بالشركات الكبرى، أشار إبراهيم أن البيروقراطية من أبرز هذه المعوقات حيث لايعى كبار الموظفين بالوزارات المعنية بأهمية طاقة الرياح ولذلك تلقى معظم المشروعات الخاصة بها تجاهلا من الوزارات.
أضاف أن البيروقراطية الحكومية تسببت فى العجز عن توفير قطع غيار 10 مراوح توقفت فى جبل الزيت مما اضطرت الشركات إلى استيراد قطع الغيار من الخارج بالطائرة لتجنب توقف المراوح.
وعن مميزات طاقة الرياح أكد أنها لا تلوث البيئة وبالتالى لا يجد مستثمريها أى مشكلات مع وزارة البيئة نفسها، ولكن من المحظور انشاء محطة للرياح فى مناطق الطيور المهاجرة بجانب أن هذه الطاقة تختلف عن الطاقة الشمسية فى أن الأولى غير موجودة فى كل مكان كما أنها تحتاج إلى تجهيزات قبل البدء فى انتاجها بعامين متتاليين لتوفير المعدات بالإضافة إلى حاجتها إلى بطارية باهظة الثمن لابد من استبدالها كل ثلاثة أعوام.
وعن تعاون البنوك مع شركات الرياح قال إبراهيم: «البنوك متعاونة جداً معنا وتمنح خطابات ضمان لنا على الرغم من أن العائد الخاص بطاقة الرياح بعيد المدى».
وأضاف أن تجارب الدول العربية تعد جيدة فمثلاً السعودية ترغب فى إقامة مشروع ربط مع مصر لتبادل طاقة الرياح بحجم 50 ميجا وسيتم تنفيذ المشروع خلال 5 سنوات بالإضافة إلى وجود 3 أحزمة بين الأردن وسوريا ولبنان، موضحاً أن «فيستاس» تستهدف ضخ 117 ميجاوات فى الأردن بتكلفة 250 مليون يورو.
وفى ذات السياق أعلنت شركة «فيستاس» الدنماركية لصنع أبراج الطاقة الهوائية أنها بدأت تشغيل أكبر توربينة من هذا النوع فى العالم وهى تحتل مساحة توازى مساحة ثلاثة ملاعب لكرة القدم، وتبلغ قدرة هذه التوربينة التجريبية 8 ميجاوات. أضاف إبراهيم أن التوربينة ستكون المنتج الرئيسى لتعاون بين «فيستاس» وشركة «ميتسوبيشى هيفى انداستريز» اليابانية تنتج كمية توازى استهلاك 7500 أسرة أوروبية وقد وضع هذا النموذج الأول فى مركز تجارب فى اوتسريلد «شمال غرب الدنمارك».