إقصاء الإخوان ليس فى مصلحة المجتمع وعلى الرئيس القادم إعادة دمجهم فى الحياة السياسية
التصالح مع الحزب الوطنى مرتبط بتشكيل لجنة للعدالة الانتقالية لمحاسبتهم أولاً
يجب على الحكومة القادمة إلغاء قرار تصنيف الإخوان جماعة إرهابية
لا مشكلة لدى الحزب فى دعم مرشح عسكرى لا يعادى الشريعة الإسلامية
أبوالفتوح غير مناسب للمرحلة الحالية ولن نؤيد مرشحاً يسارياً
يجب على الداخلية احترام الحريات والسماح لظباطها بإطلاق اللحية
يعكف حزب النور على إنشاء مكتب سياسى يكون حلقة للتواصل بين الاحزاب والكتل السياسية للتنسيق فيما بينها خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة والوصول إلى تحالفات انتخابية مع احزاب ذات ايديولوجية متوافقة مع منهج الحزب.
ونفى حزب النور الدفع بأى مرشح رئاسى فى الانتخابات القادمة تابع للحزب أو التيار الاسلامى بشكل عام. وقال الدكتور بسام الزرقا نائب رئيس الحزب للشئون السياسية فى حواره مع «البورصة» ان الحزب فضل عدم خوض الانتخابات الرئاسية حاليا بمرشح ينتمى للحزب وذلك لعدم وجود قواعد عادلة حاليا للعبة السياسية فى مصر، بالإضافة إلى ان الحزب يرى ضرورة الاستفادة من التجارب السابقة للآخرين، وعدم ظهوره كمن يسعى وراء السيطرة على الحكم، واعتبر ان نقطة الانطلاق الحقيقية للحزب ستكون فى الانتخابات البرلمانية القادمة.
واشار الزرقا إلى ان من ضمن المعايير التى وضعها الحزب لدعم مرشح رئاسى بعينه هو ان يستطيع تحقيق مصالحة حقيقية بين جميع اطراف الصراع المتواجدين وخاصة جماعة الاخوان المسلمين الذين ظلموا بتصنفيهم جماعة ارهابية، مضيفا ان الحكومة التى اصدرت قرار تصنيفها كجماعة ارهابية لم تأتِ من خلال الصناديق، وعندما تأتى حكومة الصناديق ستكون اكثر عقلانية فى التعامل مع هذه الازمة والغاء قرار اعتبار الاخوان جماعة ارهابية والسماح لها بالدخول فى الحياة السياسية مرة أخري.
أضاف نائب رئيس حزب النور ان جماعة الاخوان “دراماتيكية ” تجيد التكيف مع الظروف والحالة التى هى عليها الآن والتى تصنف بأنها حالة استثنائية، نظراً لضياع الحلم الذى عملت على تحقيقه لمدة 85 سنة.
قال الزرقا ان التصالح مع الحزب الوطنى قد يكون مطروحا مع بعض الافراد الذين كانوا ينتمون للحزب وخاصة انهم يتعدون الـ3 ملايين شخص ولكنهم لم يتسببوا فى الفساد الذى كان يحدث خلال الفترة السابقة، أو استغلوا نفوذهم الاقتصادى، فكل فرد من الحزب الوطنى يريد الدخول فى مصالحة سيتم النظر اليه كحالة منفرده بعيدا عن كيان الحزب الذى كان ينتمى له.
واستبعد الدخول فى مصالحة مع رموز الحزب الوطنى، خاصة انه لم تتم معرفة من قتل المتظاهرين خلال احداث يناير حتى الان، مشيراًً إلى ان المصالحة ستبدا بعد ان يتم تشكيل لجنة للعدالة الانتقالية يتم خلالها اكتشاف وتوثيق الحقائق وبعد ذلك نبدأ فى النظر إلى القيادات التى يجب فتح باب المصالحة معهم، وهذه النظرة تختلف عن الاخوان المسلمين والذى تسببت حماقتهم فى الكثير من الأخطاء بينما الحزب الوطنى فهو مدان إدانة بالغة ولا يمكن وضعه هو والاخوان فى كفة واحدة.
ودعا الزرقا الرئيس القادم للقيام بثورة تشريعية ومراجعة جميع القوانين التى تحكمنا منذ عشرات السنين وحتى اخر برلمان فى عهد الاخوان المسلمين والذى شهد استحواذاً تشريعياً من جانبهم، وذلك للعمل على تنقية الغابة التشريعية.
ووصف الزرقا ممارسات الاخوان الاقصائية لحزب النور خلال وجودهم على رأس السلطة بأنها “ممارسة الضحية لدور الجلاد”، فربما من خضع للاستبداد طويلاً اصبحت لديه عقيدة بضرورة فرض ارادته بأى شكل.
وتابع ان الرئيس القادم يجب ان تتوافر لديه القدرة على العمل الجماعى مع جميع الاطياف السياسية المتواجدة فى المجتمع، وألا ينفرد بصنع القرار دون مشاركة لان الشعب لا يريد ” ناصر اخر ولا سادات آخر ولا مبارك آخر”، بينما يريد رئيساً أن يصنع نسيجاً من العمل الجماعى يجمع به طوائف المجتمع.
وصف الزرقا دستور 2013 بأنه دستور استثنائى وضع ليحكم فترة استثنائية، وربما يتم تعديله بقدوم أول برلمان تشريعى ووضع دستور يعبر عن حالة وفاق حقيقى بين جميع قوى المجتمع.
وتعليقاً على ترشح حمدين صباحى لرئاسة الجمهورية، قال نائب رئيس حزب النور للشئون السياسية ان الخلفية الايديولوجية تمثل عاملاً مهماً لدى الحزب فى دعم مرشح رئاسى بعينه، فيجب ان تتسق هذه الخلفية مع الحزب، وان يكون برنامجه متفقاً مع الشريعة الاسلامية، والحزب لن يقبل بمرشح رئاسى يسارى أو لمن يتجه لدعم السوق المفتوح بالنظام الأمريكى لان هذا يعتبر مراوغاً اكثر منه سياسي، ومن يأتى يجب أن تعكس طموحاته وبرامجه ما يحدث على ارض الواقع، وان تتفق مع أيديولوجيته واذا كانت عكس ذلك فستعتبر خداع لنا جميعا، وسيتم النظر إلى اربع معايير عند اختيار مرشح بعينه وهى الخلفية الايدلوجية للمرشح، وان يكون الحل الذى يقدمه متفقاً مع هذه الخلفية، وقدراته الحقيقية ومراعاة كل هذا مع الواقع الموجود داخل مصر وعالمياً”.
أضاف انه فى حالة عدم توافر المرشح الذى تتفق أيديولوجيته مع حزب النور ويستطيع تقديم حل للوقت الراهن سيتم دعم المرشح الاقل سوءاً أياً كان توجهه الايديولوجى.
واشار الزرقا فى تعليقه على احتمالية ترشح المشير عبدالفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية إلى أن حزب النور ليس لديه اى حساسية فى انتمائه السابق للمؤسسة العسكرية، فما دام تخلى عن زيه العسكرى فسيخضع للمعايير التى وضعها حزب النور وربما يكون هو الذى يقع عليه الاختيار حال توافرت فيه جميع المعايير التى وضعها حزب النور.
وانتقد الزرقا تدخل القوات المسلحة وتفويض المشير عبدالفتاح السيسى للترشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، موكدا ان هذا التدخل ربما يؤكد الشكوك لدى الشارع فى رغبة القوات المسلحة فى السيطرة على الحكم، فهو وان كان شيئا جيدا من المؤسسة العسكرية الا ان توقيته سيئ.
ووصف رفض الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح بالترشح للانتخابات الرئاسية بالشئ الجيد وذلك حتى لا يظهر الأمر بأنه صراع استحواذ على السلطة دون تحقيق انجازات على ارض الواقع، فالتنافس فى المرحلة القادمة يجب ان يكون بلغة الانجازات وليس بلغة الاستقطابات، فمقاييس اليوم تعتمد على مدى الامكانيات المتوافرة للمرشح الرئاسى لتحقيق حلم المواطن، وهذا ما قد لا يتحقق فى بعض المرشحين فى الوقت الحالى نظراًً لظروف المرحلة.
وفى سياق متصل اعتبر الزرقا الصراع الداخلى الذى يحدث حاليا بين حزب النور والجبهة السلفية صراعاً مصطنعاً لانه حتى الآن لا يعلم الجهة التى تنتمى اليها الجبهة السلفية، وانها تتحدث عن نفسها بعيدا عن الدعوة السلفية التى لا يوجد خلافات بينها وبين الحزب.
واكد ان الحزب حاليا يتعرض لبعض الازمات المالية التى يحاول التغلب عليها عن طريق الاشتراكات وربما تتم زيادتها ولكن كل هذا يرجع إلى رأى اللجنة المشكلة من الحزب لدراسة الموقف المالى ومحاولة حله، والتى لم تخرج بقرار نهائى حتى الآن.
ولفت نائب رئيس حزب النور إلى انه عندما تفتح الرئاسة النقاش على قانون الانتخابات البرلمانية سيتقدم حزب النور بمقترحاته والتى تدور حول تأييد نظام القائمة لما له من فائدة حيث ان الفترة الحالية لا تحتاج إلى انتخابات فردية بقدر ما تحتاج إلى احزاب متكاملة تحقق مشاريع تنموية جماعية.
أكد الزرقا ان ما حدث فى مصر وعزل الرئيس السابق سيؤثر على الوجود الامريكى بشكل أو بآخر حيث ان الإدارة الامريكية كانت تريد ان تصنع مثلثاً فى الشرق الاوسط من تركيا ومصر وقطر لضمان مصالحها فى الشرق الاوسط، لكن ما حدث فى مصر من تغيير الإدارة الحاكمة ادى إلى اختلال موازين الادارة الامريكية فى الشرق الاوسط، ومما دعم ذلك فى الفترة الاخيرة صفقة السلاح الروسى التى اتمها المشير عبدالفتاح السيسى الاسبوع الماضى والتى تعتبر فى ذات الوقت رسالة غير مباشرة لامريكا.
شدد على ضرورة وضع تعاريف محددة للاحزاب التى تقوم على اساس دينى وذلك منعا للخلط الذى يحدث بين الاحزاب التى تقوم على اساس دينى والاحزاب التى تعتبر مرجعيتها اسلامية، وذلك لوضع حد لمطاطية كلمة “على اساس دينى”، حيث ان حزب النور يرفض رفضاً قاطعا ان يتم استغلال الدين فى السياسة بأى شكل من الاشكال، ويجرمه، مؤكدا فى الوقت ذاته ان الأحزاب الإسلامية هى أحد اللاعبين الرئيسيين فى الساحة الدولية العالمية فى خلال 50 سنة من الآن، ولاعب سياسى فى الخريطة العالمية ولا غنى عنه فى اى دولة.
وتوقع الزرقا يكون ان حزب الكنبة هو البطل خلال الفترة القادمة خاصة بعد ان حولت 30 يونيو الكثيرين من حزب الكنبة إلى اشخاص فاعلين ودفعتهم إلى النزول إلى الشارع.
ودعا جهاز الداخلية إلى ارتداء ثوباً جديداً يواكب الواقع المصرى الجديد وأن يحترم الحريات التى سالت من اجلها الدماء، وان يبدأ اولا باحترام حريات العاملين به، بالسماح لهم بإطلاق اللحية، حيث انها قضية حريات ولا علاقة لها بتوجه أمنى.