توقع مستوردون ومصدرون تأثر التبادل التجارى مع روسيا وأوكرانيا حال نشوب حرب بينهما بعد تهديد الأولى بالتدخل العسكرى حال عدم عودة الرئيس المنتخب.
ويرى المتعاملون بالأسواق الخارجية أن الصادرات المصرية ستتأثر بصورة أكبر من الواردات خاصة بعد انتهاء موسم استيراد القمح واقتراب موسم حصاد الإنتاج المحلى خاصة أن الدولتين تستحوذان على %70 من إجمالى الواردات المصرية من القمح.
قال هشام أبوالدهب، عضو غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات ان انتهاء موسم حصاد القمح بالخارج واقتراب موسم الحصاد محلياً أنقذ البلاد من أزمة حقيقية نظراً للاعتماد على روسيا بشكل كبير فى توريد القمح بجانب أوكرانيا التى تعد من اكثر الدول المنافسة فى مناقصات الهيئة العامة للسلع التموينة.
سجل التبادل التجارى بين مصر وروسيا 3.6 مليار دولار خلال العام المالى 2011-2012، ويميل الميزان التجارى لصالح روسيا بشكل كبير، وتبلغ صادرات روسيا للسوق المصرى 3.3 مليار دولار، بينما صادرات مصر للسوق الروسى بقيمة 300 مليون دولار.
فيما يصل حجم التبادل التجارى بين مصر وأوكرانيا بنحو866 مليون دولار.
واشار إلى ان روسيا وأوكرانيا تستحوذان على %70 من حجم واردات القمح سنوياً والاسواق البديلة لهما مرتفعة التكلفة والاسعار.
وتوقع أبوالدهب تأثر واردات القمح الفترة المقبلة حال استمرار الأزمة بين روسيا وأوكرانيا لفترة طويلة بصورة تدفع أسعار نولون النقل إلى الزيادة ليتجاوز 18 دولاراً للطن بدلاً من 15 فقط حالياً وذلك حال اعتبار شركات الشحن ان منطقة روسيا من المناطق الخطرة.
واستبعد أحمد شيحة، رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية أن تؤثر الأحداث الجارية بين روسيا وأوكرانيا على الواردات المصرية من الأخيرة لأنها ضعيفة وتقتصر على القمح وبعض الآلات
والمعدات فقط.
من جهته قال محمود غنيم، عضو شعبة المصدرين بغرفة القاهرة التجارية، ان الأزمة السياسية الأوكرانية ستؤثر على حجم صادرات الموالح المصرية إلى الخارج ، وتأتى أوكرانيا فى المرتبة الثالثة فى استيراد الموالح المصرية.
قال صلاح حجازى، رئيس شركة اجروفود للحاصلات الزراعية إن دخول روسيا فى حرب مع أوكرانيا سيكون لها تأثير سلبى على حجم الصادرات بصورة عامة والبطاطس بصورة خاصة نظراً لأن روسيا تحتل المرتبة الثانية فى استيراد البطاطس، أشار إلى أن أسعار العملة الروسية الروبيل انخفضت امام الدولار الأمريكى بنسب تتراوح بين 15 و%20 منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية الامر الذى يعرض المستوردين الروس لخسائر نظراً لأنهم يدفعون للمصدر المصرى بالدولار بينما تباع المنتجات بالروبيل.
واضاف ان فارق العملة والتخوف لدى المستوردين الروس دفعاهم إلى وقف الاستيراد بصورة مؤقتة لحين استقرار العملة.
وقال محمد توفيق، وكيل شركة حديد عز ان الأزمة السياسية فى أوكرانيا تهدد %30 من استثمارات منتجى الحديد بالسوق المحلى الذين يعتمدون على استيراد الخامات من أوكرانيا مثل الخردة والبيليت.
وقال حسن المراكبى العضو المنتدب لشركة المراكبى للصلب ان مصر تستورد من أوكرانيا حوالى %70 من حجم واردات البيليت والتى تبلغ 1.5 مليون طن سنوياً.
قال محمد حنفى، مدير عام غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، إن أسعار خام البيليت مهددة بالارتفاع خلال الفترة المقبلة بسبب الأزمة السياسية فى أوكرانيا.
أضاف ان أوكرانيا من أكبر الدول المنتجة لخام البيليت وتنتج مليون طن شهريا، وتصدر ثلاثة أرباع إنتاجها.
أوضح أن اسعار الحديد المحلية مهددة بالارتفاع حال استمرار الأزمة السياسية فى أوكرانيا والتى يترتب عليها ارتفاع الأسعار ببورصة لندن للمعادن.
ويعد البيليت من الخامات الأساسية لمصنعى الحديد على المستويين المحلى والعالمي.
أشار حنفى إلى ان استمرار الأزمة السياسية فى أوكرانيا يهدد استمرار صادرات البيليت، فى ظل توقف حركة التصدير والاستيراد خلال الفترة الحالية لحين استقرار الوضع.
كانت أسعار البيليت شهدت ثباتاً خلال تعاملات الأسبوع الماضى ببورصة لندن للمعادن عند 525 دولاراً للطن.