س: ما تقييمك لمدير استثمار قام ببيع جانب من المحافظ التى يديرها فى أعلى نقطة قبل تراجع السوق؟
ج: مدير استثمار محترف نجح فى تحقيق مهمته بتحقيق أفضل عائد للمستثمرين طالما لم يخالف قواعد التعامل وياحبذا لو ارتبط هذا العائد بدرجة أقل من المخاطر.
الإجابة السابقة صحيحة وفقاً للقواعد العلمية وأساليب تقييم أداء مديرى الاستثمار إلا أن القاعدة أيضاً تقول إن هناك استثناءات لذلك، فلابد من توجيه السؤال بطريقة مختلفة مراعاة للاستثناءات.
س: ما تقييمك لمدير استثمار قام ببيع جانب من المحافظ التى يديرها فى أعلى نقطة قبل تراجع السوق صبيحة إعلان المشير السيسى عزمه الترشح للرئاسة؟
ج: مدير استثمار متآمر وخائن لوطنه ولابد من التحقيق معه ومن المؤكد انتماؤه لجماعة الإخوان الإرهابية ومن المحتمل أنه يعمل لدى مؤسسة قطرية ولابد من تحويله للمحاكمة.. طبعاً العسكرية لتجرؤه على البيع فى يوم العيد المرتقب بترشح المشير.. يسقط البائعون.
على مدار أسابيع صعد المؤشر الرئيسى للبورصة مرات عديدة لمستويات قياسية على وقع تنبؤات من عينة حسم المشير أمر الترشح.. المشير يستقيل يوم كذا.. المشير يستعد ورغم ما تعانيه مؤشرات الاقتصاد الكلى من ضعف والحياة على جهاز تنفس صناعى بمساعدات الخليج لم يخرج أحد ليطالب بعزل رئيس البورصة أو التحقيق مع هذا المشترى غير الرشيد أو أن يطالب بإلغاء العمليات التى أسهمت فى صعود السوق.
وتثير الهجمة الشرسة على مديرى الاستثمار الذين قاموا بالبيع فى جلسة الخميس الماضى المخاوف من عودة التدخل الإدارى والحكومى فى البورصة، فقد عشنا زماناً كان مديرو الاستثمار يتلقون اتصالات بإلغاء الطلبات والعروض من جهات معينة أو تغيير طريقة حساب المؤشر بحذف تأثير عمليات معينة عليه ليظهر مرتفعاً بخلاف الحقيقة.
ويذكرنى هؤلاء الخبراء فى علم الفنكوش الذين استضافتهم الفضائيات للتعليق على الكارثة بالتجرؤ على البيع يوم ترشح المشير بمدير مكتب رئيس وزراء سابق شهير بسنواته فى الحلم والصدام والعزلة كان يقوم بالاتصال برئيس إحدى الجهات المسئولة عن السوق يومياً بعد نهاية الجلسة للاستفسار عن المؤشر، مما استدعى «تظبيط» المؤشر لسنوات طويلة حتى تكون الإجابة «طالع يا فندم».
وقبل سنوات انتشرت فى السوق أخبار استدعاء أحد أشهر المحللين الفنيين لجهة أمنية للتحقيق معه فى تقرير أصدره توقع فيه تراجع السوق وبالفعل تحققت توقعاته، وتعرض نفس المحلل لهجوم إعلامى عنيف عقب توقعه تراجع سهم مدينة الإنتاج الإعلامى بعد سيناريو صعوده لمستوى 75 جنيهاً دون تحرك أى جهة بوقف تلك المهزلة رغم تحذيرات من خبراء أذكر منهم المهندس هانى توفيق إلا أن صديقى المحلل الفنى قامت الدنيا عليه عندما قال إنه لم تعد هناك أى مستويات لدعم السهم سوى قيمته الاسمية عند 10 جنيهات وهو ما تحقق بالفعل، بل وظل السهم تحت تلك القيمة عدة سنوات.
ما جرى عقب نهاية جلسة الخميس الماضى هو إرهاب للعاملين بالسوق وإرساء للغوغائية ويدخل البورصة فى متاهة السياسة ويجعل تعاملاتها مشكوكاً فيها وكل صعود وهبوط يتحول من طبيعة سوق طالما لم تكشف الهيئة والبورصة عن أى ممارسات تخالف القانون وقواعد التعامل إلى شراء وهمى لدعم قرار أو أشخاص أو نظام وكذلك البيع يتحول إلى مؤامرة على السوق والاقتصاد والنظام وقد يصل بنا الحال إلى توجيه تهمة إرهابى إلى مدير الاستثمار الذى قام بالبيع وصاحب ذلك هبوط البورصة.
مرت البورصة المصرية بمراحل عديدة وأزمات متتالية وشهدت خلال الأشهر الماضية انفراجة وسط التحديات التي تمر بها البلاد سياسياً واقتصادياً ولا تحتاج إلى بداية جديدة للهواة وأشباه المحللين والإعلاميين والخبراء ولابد أن تتحوط إدارة هيئة الرقابة والبورصة للآثار السلبية لتلك التوجهات وتأثيرها على الرأى العام بسرعة التعامل معها وقطع الطريق على من يريدون العودة بالسوق لجلباب الماضى، فعمل الهيئة والبورصة اليومى يتضمن مراجعة العمليات والرقابة عليها وقبل جلسة اليوم من الأفضل أن يكون هناك بيان ينهى حالة التشكيك فى عمليات السوق.
ولنا أن نتخيل التحقيق مع مدير الاستثمار وفقاً لمطالب خبراء الفنكوش
س: لماذا قمت بالبيع يوم الخميس؟
ج: طبيعة عملى تقتضى اقتناص الفرص لعملائى.
س: ولكن ألا تعلم أن المشير أعلن ترشحه أمس؟
ج: أعلم واعتبرتها فرصة جيدة للبيع بعد طول انتظار وصعود للأسهم.
س: وهل يجوز أن تنخفض البورصة مع ترشح المشير؟
ج: أنا لم أقم ببيع سوى كمية محدودة من الأسهم؟
المحقق: ولكن بيعك ترتب عليه تكالب المستثمرين على البيع؟
مدير الاستثمار: طب حضرتك شايف المفروض أعمل إيه؟
المحقق: أنت متهم بالتحريض على البيع والإساءة للنظام وتعكير صفو الأجواء الاحتفالية بترشح المشير؟
مدير الاستثمار: يا فندم أنا مجرد مدير استثمار بنفذ سياسة استثمارية.
المحقق: هل تتعاون مع مؤسسات قطرية.. أقصد أجنبية؟!
مدير الاستثمار: البورصة سوق مفتوح ولا توجد قيود على الاستثمار الأجنبى.
المحقق: إذن أنت تعترف بتلقى أوامر من مؤسسات أجنبية بالبيع لتنفيذ مخطط إرهابى يظهر البورصة المصرية رافضة لترشح المشير للرئاسة؟
مدير الاستثمار: يا فندم البورصة بتطلع منذ عدة أشهر احتفالاً بالمشير حتى قبل ما يترشح طب نعمل إيه تانى.
المحقق: تدخل تشترى بكرة علشان مصر تبقى أد الدنيا.
مدير الاستثمار: بس يا فندم كده المستثمرين فى المحافظ والصناديق ممكن يخسروا.
المحقق: بقولك مصر تقولى المستثمرين أنت متآمر وإرهابى ولابد من محاكمتك.
يحول المذكور للمحكمة العسكرية لتعكير صفو الانتخابات الرئاسية.