فؤاد فاروق: افتتحنا 5 فروع خلال 3 سنوات.. ونؤسس شركة لإدارة الصيدليات المحلية
450 دواءً ناقصاً أغلبها منخفضة السعر.. وأسعار البدائل تزيد 5 أضعاف
الهوس الجنسى وراء ارتفاع مبيعات المنشطات بين الشباب و%70 لا يحتاجونها
فاروق: المريض يُفضل المستورد لجودته وفاعليته رغم ارتفاع أسعاره
على خطى أكبر سلاسل الصيدليات المصرية «العزبى وسيف»، بدأت مجموعة صيدليات الفؤاد استثماراتها فى المجال الطبى والخدمي، حيث تحولت من كيانات صغيرة تقدم منتجات طبية فحسب إلى كيان طبى متكامل يقدم خدمات طبية وتجميلية وتوعوية لجميع أفراد العائلة، وفقاً لـ فؤاد فاروق، رئيس المجموعة فى حوار لـ«البورصة».
يقول فاروق «31 عاماً» الذى بدأ عمله فى سلاسل الصيدليات الأشهر «سيف والعزبى»، إن «الفؤاد» بدأت نشاطها منذ 3 سنوات، أنشأت خلالها 5 فروع بحى المهندسين كمرحلة أولى لخطتها الاستثمارية فى التحول إلى كيان متكامل ينافس الصيدليات الكبرى ويساهم فى إدارة الصيدليات الأصغر غير القادرة على التطور.
وفقاً لفاروق تعتزم المجموعة إضافة 6 صيدليات جديدة، بمدينة 6 أكتوبر والقاهرة الجديدة بتكلفة استثمارية 18 مليون جنيه خلال عامين، حيث تبدأ بافتتاح الأولى بالتجمع الخامس بتكلفة 2 مليون جنيه يونيو المقبل.
أكد أن المجموعة تعتمد على القروض الميسرة من البنوك لتجهيز الصيدليات، وشراء البضائع، فيما تؤجر أماكن الصيدليات، وهو ما يوفر عليها رأسمال كبير لبدء مشروعها.
قال إن المجموعة تسعى الفترة المقبلة إلى التوسع فى نشاط إدارة الصيدليات الصغيرة وإعادة تطويرها لتصبح أكثر قدرة على المنافسة مع الصيدليات الكبري، موضحاً أن كبرى الصيدليات المصرية تعتمد على ذلك الإسلوب فى إدارة عشرات الصيدليات التى تحمل ذات الأسم التجاري.
فى سياق متصل، أشار رئيس المجموعة، إلى أن السوق المصرية تستوعب كم أكبر من الصيدليات فى ظل زيادة أعداد المرضى، وهو ما دفع الكيانات الجديدة إلى الخروج عن الشكل النمطى للصيدلية، كما أن تدنى ربحية الدواء دفعها إلى التوسع فى ادخال منتجات جديدة،كأدوات التجميل ومستحضراته والعاب الأطفال التى تساعد على زيادة التركيز وتنشيط الذاكرة.
قال فاروق، إن مجموعة «الفؤاد» تقدم كل الخدمات الصحية للعميل وليس العلاج فقط، من خلال ما عرفته بـ«كارت الولاء» الذى يوفر خصومات بمعامل التحليل ومراكز «الجيم» والتخسيس والتغذية، إضافة إلى خفض قيمة الكشف بعيادات الأطباء، موضحاً أن المجموعة تتعاقد لعملائها مع مقدمى الخدمات مباشرة وتحصل على نسب خصم تقدمها كامتيازات للعميل.
أشار إلى أن اغلب الصيدليات تعتمد فى الوقت الحالى على مبيعات مستحضرات التجميل لتحقيق أرباح فى ظل تدنى أسعار الدواء وربحيتها، موضحاً أن حجم مستحضرات التجميل باتت تشكل %60 منتجات الصيدلية، حيث يتراوح مكسبها بين 12 و%15.
أضاف أنه فى الفترة الماضية برزت انشطة شركات التجميل العلاجى التى تستحوذ على النصيب الأكبر من منتجات الشركات، مثل «الكريمات والشامبوهات» التى تصرف بـ«الروشتات» لعلاج تساقط الشعر والعناء بالبشرة.
من جهة أخرى، قال فاروق، إن قطاع الصيدليات لم يشهد زيادة خلال الفترة الماضية، وأن أغلب استثماراته تركزت فى الاحلال والتجديد للصيدليات القديمة لتواكب التطور الكبير فى تقديم الخدمة الصحية.
وأوضح أن قطاع الصيدليات يواجه عدة مشكلات تؤثر على نموه بشكل طبيعي، حيث ترفض عددا كبير من الشركات قبول المرتجعات منتهية الصلاحية والتى تتجاوز نسبتها %7 من حجم منتجات الصيدلية سنوياً، مما يدفعها لتقديم خصومات تصل إلى %10، حتى تستطيع تصريف منتجاتها قبل انتهاء الصلاحية.
وأكد أن تفاقم أزمة المرتجعات فى الآونة الأخيرة جاء نتيجة ضعف موقف نقابة الصيادلة فى التعامل مع شركات الدواء، كما أن الصيدليات لم تستطع التخصيم الاجبارى لقيمة الأدوية المنتهية من مستحقات الشركات خشية من وقف التوريد وهو ما اضاع حقها.
وأضاف فاروق أن جزءاً أساسياً من مشاكل الصيدليات يتركز فى العلاقة غير الطيبة بين الأطباء فى العيادات الخاصة والصيادلة، حيث يشدد الطبيب على المريض بشراء دواء بعينه دون آخر برغم توافر 10 بدائل لكل دواء، إضافة إلى اتجاه عدد من العيادات لتوفير صيدلية بداخلها.
وأوضح أن الشركات الأجنبية والمحلية الكبرى تنظم العديد من المؤتمرات وتقدم خصومات وعمولات لحث الأطباء على كتابة منتجها للمريض دون غيره، كنوع من الدعاية غير المباشرة، لذلك تركزت أغلب الصيادلة فى الآونة الأخيرة على أدوية معينة.
فى سياق آخر، يرى فاروق أن المريض ما زال يفضّل الدواء المستورد على حساب المحلى برغم زيادة أسعاره 6 أضعاف، مرجعاً السبب إلى جودة وفاعلية الدواء الأجنبي.
قال إن الصيدلى المصرى على عكس المريض لا يحبذ التعامل مع الدواء المستورد، خاصة أن المحلى يحقق ربحاً أعلى نسبياً، كما أن الصيدليات لا تستطيع ارتجاعه حين تنتهى صلاحيته.
وعن الأدوية المهربة التى انتشرت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، أوضح فاروق أن هناك نوعين منها: معلومة المصدر وتتمثل فى الفيتامينات وعدد من أدوية البرد والكحة التى لا تصرف بروشتة، وتورد للصيدليات من خلال «تجار المستورد»، وأخرى مجهولة المصدر وتباع على الرصيف وتتركز فى المنشطات الجنسية، مشيراً إلى أن الادوية المجهولة تتجاوز %5 من حجم سوق الدواء البالغ 30 مليار جنيه.
فى سياق متصل، استنكر رئيس مجموعة «الفؤاد» زيادة مبيعات المنشطات الجنسية خلال السنوات الأخيرة خاصة بين فئة الشباب، قائلاً: «الشعب يعانى من هوس جنسى و%70 من حجم المقبلين على شرائها لا يحتاجونها» .
وفيما يخص الأدوية الناقصة بالسوق، أكد فاروق على زيادتها إلى نحو 450 صنفا خلال شهر ابريل الجاري، تتضمن أدوية لعلاج أمراض القلب والغسيل الكلوى والأورام وعدد من أدوية السكر والكبد خاصة عقار «الهيومن البومين»، إضافة إلى مجموعات كاملة من الملينات.
قال إن اختفاء عقار الكبد «هيومن البومين» من الصيدليات أدى إلى انتشار كميات كبيرة مجهولة المصدر، حيث يروجه «تجار المستورد» بأسعار تصل إلى 260 جنيهاً بزيادة 25 جنيهاً على سعره.
أضاف أن كل بدائل الـ «هيومن البومين» المستورد غير متوفرة، وهو ما يمثل كارثة حقيقة على مرضى الكبد، مطالباً وزارة الصحة بتوفير كميات كبيرة من العقار لحل الأزمة وتشديد الرقابة على السوق لمنع تداول مجهول المصدر.
عزا زيادة نواقص الأدوية خلال الفترة الأخيرة إلى ارتفاع أسعار الدولار، وما ترتب عليه تخفيض استيراد المواد الخام،علاوة على تدنى أسعار الأدوية وانخفاض ربحيتها مما دفع الشركات إلى التوقف عن إنتاج بعضها.
كشف فاروق أن %90 من الأدوية الناقصة تتركز فى المستحضرات رخيصة الثمن، وأن بدائلها تزيد أسعارها على 6 اضعاف، لافتا إلى أن بعض الشركات توقفت عن إنتاج الأدوية الخاسرة وقامت بتسجيل مثيلتها بأسعار مضاعفة لتحقيق أرباح.
من جهة أخرى انتقد فاروق الانقطاع المستمر للكهرباء خلال الأونة الأخيرة، ما أدى إلى فساد عدد من الأدوية التى تحتاج الحفظ فى درجة تبريد منخفضة، مشيراً إلى أن مجموعة «الفؤاد» أضافت مولد لكل صيدلية لمواجهة الأزمة.
