الاضطرابــات السياسيـة والتغيـرات المناخيـة خلـف هـذه القفـزة الحـادة فى الأسعـار
بعد سنة حميدة نسبياً فى 2013 والتى استقرت فيها أسعار معظم السلع الزراعية أو انخفضت، تذبذبت أسعار البن والقمح والسكر بشكل كبير هذا العام، ما أثار رداً فورياً من المجموعات التى تنفق مئات ملايين الدولارات على المواد الخام.
توقعت «يونيليفر» مجموعة السلع الاستهلاكية أن الأسعار سوف ترتفع، ولتعويض الزيادة فى التكاليف فسوف تضطر لرفع أسعار بعض المنتجات.
وفى وقت سابق من هذا الشهر، لاحظت شركة «نستلة» أيضاً زيادة فى تكاليف المدخلات بسبب ارتفاع أسعار البن، فى الوقت الذى حذّرت فيه شركة «بروكتر أند جامبل» من أن «ارتفاع تكاليف السلع» عامل يؤثر فى هوامش الربح الإجمالية.
وكانت القهوة المحرك الرئيسى وراء الزيادة الحادة فى تقلب الأسعار. فقد ارتفعت توقعات السوق لتغيرات الأسعار فى البن العربى والفول عالى الجودة %112 منذ بداية العام. كما أضر الجفاف غير المسبوق فى البرازيل الانتاج من البن.
دفعت المخاوف بشأن إنتاج القمح بعد شتاء قاس فى الولايات المتحدة والأزمة فى أوكرانيا أعلى عشر منتجين إلى زيادة أسعار الحبوب بنسبة وصلت إلى %51.
ووفقاً لبعض المحللين فإن ارتفاع المخاطر هذا العام من أسعار السلع الأساسية الزراعية ليس عابراً، بل سوف يستمر على المدى الطويل، كما يعتقدون أن العوامل الدورية والهيكلية خلف هذه القفزة من ارتفاع الأسعار.
وعلى المستوى الدورى، فإن التغيرات التى شهدها الطقس والتغير فى الظواهر المناخية أثر على الأسعار منذ عقد من الزمان.
ويشير «ديفيد شترايت» لدى مجموعة «كوميدتى ويزر» فى الولايات المتحدة إلى أن التحولات فى أنماط الطقس بما فى ذلك الفيضانات والجفاف زادت خلال العقد الماضى بعد فترة هدوء نسبى.
وأضاف أن العالم تمتع بفترة مستقرة بعد 20 عاما من الظواهر الجوية الأكثر تطرفا فى السبعينات والثمانينات، لكنه عاد للمعاناة من الظواهر المأساوية مرة أخرى.
وازدادت التقلبات أيضاً بسبب التغيرات الهيكلية، مثل زيادة التعاملات المالية، فضلاً عن النمو فى العرض والطلب وتجارة المحاصيل.
وأفاد عبد الرضا عباسيان، كبير الاقتصاديين فى منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» التابعة للأمم المتحدة ومقرها روما، بأن هناك المزيد من التقلبات فى أسعار السلع الزراعية، لأنها أصبحت مرتبطة على نحو وثيق مع غيرها من السلع مثل البترول والإيثانول.
وتشير الفاينانشيال تايمز إلى أنه فى حالة زيادة الإمدادات من سلعة أو محصول ما، فسيتم تخفيض سعره للحد من الإنتاج، بينما فى الحالة المعاكسة عندما ينقص سلعة أو محصول ما، فإنهم يرفعون الأسعار لزيادة المساحات المزروعة.