هل هناك فاتورة لـ 30 يونيو على مسئولى الدولة ورئيس وزرائها أن يسددوها للقنوات الفضائية ولمجموعة المذيعين الذين يتقاضون ملايين الجنيهات شهرياً مقابل موقفهم من «الإخوان».. والتأييد المطلق لعسكرة الدولة سياسياً واقتصادياً.
الإجابة.. نعم هناك فاتورة ولكن على من يريد سدادها أن يدفع من «جيبه» لا من موارد الدولة وليس على حساب تخريب أحد أصولها التى تنزف ميزانية الدولة بما يزيد على 250 مليون جنيه شهرياً بسببها وإذا كان رئيس الوزراء إبراهيم محلب تدخل لإلغاء اتفاق التليفزيون المصرى مع وكالة شويرى وقناة MBC من أجل عيون أصحاب القنوات الخاصة، فإننا أمام عملية إهدار للمال العام لابد أن تتدخل فيها الأجهزة الرقابية وعلى رأسها الجهاز المركزى للمحاسبات.
التليفزيون المصرى لا يحظى بإعلانات تكفى لسداد مرتبات موظفيه الـ 42 ألفاً وقنواته التى لا يشاهدها أحد وأرشيفه الذى يستغله القاصى والدانى فى الحقل الإعلامى دون مقابل وكوادره الذين قامت عليهم جميع الفضائيات فى غياب أى قوانين أو قواعد تمنع العاملين من العمل فى شركات وقنوات منافسة وتجرم قيام القنوات بتشغيل موظفى التليفزيون وفى أوقات عملهم داخل هذه القنوات.
كل ما سبق شىء قليل مما ستحصل عليه إذا سألت أحد ديناصورات الفضائيات عن رأيه فى التليفزيون المصرى وسيعود للوراء وهو يحدثك عن ضرورة تسريح العمالة فى التليفزيون وإغلاقه وإنه لا مجال لإنقاذ من مات بالفعل.
ومع نجاح د. درية شرف الدين، وزيرة الإعلام فى الاتفاق مع وكالة شويرى، أكبر شركة للإعلان فى الشرق الأوسط وقناة MBC على تحالف يعيد للتليفزيون جزءاً من الكعكة الإعلانية التى استحوذ عليها ديناصورات الفضائيات عبر وكالات الإعلانات التى أسستها كل قناة بدأ الإطلاق الكثيف للنيران فى كل اتجاه لاجهاض التحالف الذى يضمن للتليفزيون المصرى إيرادات بنحو 400 مليون جنيه سنوياً بخلاف الحصول على محتوى مجانى بالتبادل مع MBC وهو ما يمنح التليفزيون قوة ضاربة بقنواته الأرضية وبخبرة MBC ونفوذ شويرى الإعلانى بما يعد بدء تصحيح لأوضاع التليفزيون المزرية.
تحولت درية شرف الدين إلى متهمة وخائنة لمصر وتراثها لأنها تعاملت بقواعد السوق والمنافسة وتحالفت مع شريك قوى يضمن للتليفزيون الدولة المنافسة بقوة مع جميع شاشات القطاع الخاص التى سبق لها التعاون مع MBC وشويرى فى أكثر من مشروع مشترك وبرامج ومسلسلات بحثاً عن الأرباح ونسب المشاهدة العالية لشاشاتها ولكن غير مسموح بذلك للتليفزيون المصرى.
رئيس إحدى القنوات الخاصة انتقد ما فعلته وزيرة الإعلام واصفاً التعاقد بالمهزلة فى حين أن المهزلة الحقيقية هو تدخله فى عمل التليفزيون المصرى الذى يعد منافساً له والمهزلة أن يتحول السادة أصحاب المعالى الصحفيين والمذيعين ممن يقدمون أنفسهم للمجتمع على أنهم قادة رأى وفكر لمجرد أبواق لأصحاب الفضائيات التى يعملون بها.
وإذا كان من صلاحيات رئيس الوزراء وحقه أن يوقف اتفاق التليفزيون مع MBC وشويرى تحت ضغط أصحاب القنوات فعليه أن يخرج علينا بحل عبقرى يحصل بمقتضاه التليفزيون على قيمة أكبر من التعاقد مع شويرى ويرحم ميزانية الدولة من هذا النزيف الذى لا يستفيد منه أحد سوى الفضائيات الخاصة وإذا كان قد اقتنع أن التليفزيون يمكن أن يحقق أضعاف قيمة عقد شويرى فليعين صاحب هذا الرأى على الفور رئيساً للتليفزيون أو يمنحه الوكالة الإعلانية، أما تقديمه التليفزيون هدية لديناصورات الفضائيات مقابل الرضا عنه فهو إهدار للمال العام ولا مجال هنا لأكاذيب من عينة أجهزة أمنية قالت.. وجهات سيادية رأت.. الوزيرة أحرزت هدفاً غالياً فى مرمى المنافسين وعلى الدولة أن تساندها لا أن تتخلى عنها وإن كانت ليست المرة الأولى فوزيرة البيئة لم تنتصر فى معركة الفحم لينتصر محلب لشركات الأسمنت رغم الرفض المجتمعى لاستيراد الفحم ولابد أن يكون لنقابة العاملين فى التليفزيون المصرى وقفة واضحة ضد تدخل الفضائيات فى عمل التليفزيون، ووعد محلب لديناصورات الفضائيات بوقف الاتفاق مع شويرى وMBC.