خلق بيئة تنافسية لحماية الشركات دون التضييق على المستخدمين ..و%68 من سوق أوروبا فى قبضة «جوجل»
وصل الاستياء فى أوروبا من « جوجل » عملاق التكنولوجيا الأمريكية الى حد اصدار البرلمان الأوروبى تصويت غير ملزم بتفكيك الشركة لضمان فرص متكافئة للشركات الأوروبية والمستهلكين.
وفى الواقع لم يمتلك البرلمان قوة لتنفيذ هذا التهديد ولكنه يتطرق إلى المسألة التى أثيرت من قبل السياسيين حيث تجمع جميع أنواع القضايا من أول الخصوصية حتى السياسة الصناعية وعن ازدياد القلق من الهيمنة على الانترنت من قبل جوجل وحفنة من الشركات الأخرى بما يشبه الاحتكار.
وأفاد بعض خبراء القانون بأن عملية تفكيك شركة جوجل فى أوروبا من المؤكد أنها لن تحدث، وأن مختلف التحركات السياسية القائمة هدفها الحد بشكل كبير من العمليات التجارية للشركة فى جميع أنحاء المنطقة.
وذكرت مجلة الإيكونوميست أن شركة جوجل تهيمن على %68 من سوق البحث على شبكة الإنترنت فى أمريكا وأكثر من %90 فى العديد من البلدان الأوروبية مثل الفيسبوك، والأمازون وغيرهما من عمالقة التكنولوجيا، فهى تستفيد من آثار الشبكة حيث إن شعبية الخدمة يجذب المزيد من المستخدمين وبالتالى تصبح مستديمة.
وتسيطر جوجل بشكل واضح على سوق البحث على شبكة الانترنت ويتم اتهامها بمحاباة خدماتها الخاصة فى نتائج البحث، مما يجعل من الصعب للمعلنين إدارة حملات عبر عدة منصات على الانترنت، وتقديم إجابات على بعض صفحات البحث مباشرة بدلا من الإشارة للمستخدمين إلى مواقع ويب أخرى.
وتتضمن بعض المميزات التى تضر منافسى جوجل ويستفيد منها المستهلكون، إعطاء الناس تفاصيل الرحلة، وقاموس تعريفات أو حتى خريطة الطريق التى توفر لهم الوقت.
وهناك أيضا أسباب وجيهة لتحرك الحكومات لتنظيم الاحتكارات على الإنترنت أولها، الحواجز أمام دخول أقل فى عالم التكنولوجيا الرقمية. فإنه لم يكن من السهل إطلاق منتج جديد أو خدمة جديدة عبر الإنترنت. وبالنظر الى الارتفاع السريع فى إنستجرام، والواتساب أو سلاك. فبناء البنية التحتية للمنافسة هو أكثر تكلفة بكثير ونتيجة لذلك توجد منافسة أقل بكثير وأكثر حاجة للتنظيم فى العالم الحقيقي.
وفى الحقيقة، دائما ما تقوم الشركات الكبيرة بشراء المنافسين كما فعل الفيسبوك مع إنستجرام والواتساب، وجوجل مع وايز وابتشر، وغيرها الكثير. ولكن مثل هذه الاستحواذات تخلق مزيدا من المنافسة لشاغلى الوظائف.
ويأتى الدرس المستفاد من العقود الأخيرة فى أن محتكرى التكنولوجيا قد يهيمنون لفترة من الوقت، ولكن تتم عملية الاطاحة بهم فى نهاية المطاف عندما يفشلون فى التحرك لمواكبة العصر، أو عندما تتوسع التكنولوجيات الجديدة فى السوق بطرق غير متوقعة، مما يعرضهم لمنافسة جديدة.
واشارت المجلة الى أنه بدلا من مهاجمة زعماء اوروبا الشركات الأمريكية الناجحة، يتعين عليهم أن يتساءلوا لماذا لم تنتج قارتهم جوجل أو فيسبوك.
يأتى ذلك فى الوقت الذى ينبغى تنظيم سلوكيات الشركات، وليس قوتها السوقية فمزيد من التفكير الأكثر وضوحا من قبل السياسيين الأوروبيين يأتى بالمنفعة على المواطنين فى القارة العجوز.