شركات الخليج أبرز ضحاياها والخسائر المدمرة تفوق المواجهات العسكرية
توغل قراصنة إيرانيون إلى عشرات المنظمات الدولية، من بينها أكبر ست شركات بترول وغاز طبيعى، وأنظمة كمبيوتر حكومية فى العديد من دول الخليج.
وقال الباحثون، إن الهجمات الأخيرة التى قامت بها نفس مجموعة القراصنة الإيرانيين التى هاجمت شبكة البحرية الأمريكية عام 2012، ويهدف مرتكبوها فى المقام الأول إلى ابراز قدرتهم على إحداث دمار مادي.
وصدر تقرير عن شركة «سيلانس» الامريكية التى تعمل فى مجال تقييم المخاطر الأمنية للشركات يؤكد تحول إيران من ضحية بارزة فى العدوان الالكترونى فى العالم إلى واحدة من أكثر الدول قدرة ونشاطا فى السنوات الثلاث الماضية.
وقالت صحيفة الفاينانشيال تايمز إنه لا يبدو حتى الوقت الراهن أن هناك تباطؤاً فى هجمات القرصنة وسرقة البيانات للشركات الكبيرة فى العام الجارى على الاطلاق، حيث ما زلنا نشاهد عمليات كبيرة من خرق لبيانات الشركات والسجلات الشخصية بالاضافة الى سرقة المعلومات المالية وبيعها فى السوق السوداء.
وذكرت أنه منذ اختراق اجهزة الكمبيوتر الخاصة بمنشآت تخصيب اليورانيوم فى ايران من قبل الولايات المتحدة عام 2010 عبر فيروس الكترونى، وهو ما أدى الى توقف عدد هائل من أجهزة الطرد المركزى داخل المفاعلات النووية، اندفعت الدولة نحو انفاق المزيد من الاموال لحشد الدفاعات، وبناء ترسانة انترنت خاصة بها الامر الذى جعلها توصف بأنها من بين الأكثر تقدما فى مجال القرصنة الالكترونية فى العالم.
وقال تقرير سيلانس، إن فريق القرصنة الإيرانى، الذى أطلق عليه اسم «الساطور» حقق نجاحات كبيرة خاصة فى مساومة شركات الطيران وامن المطارات، حيث وصل الى الأجزاء الأعمق فى بعض أكبر شركات الطيران فى العالم ومراكز المطارات، وامتلك القدرة على التحكم فى بوابات المطار وتزوير وثائق الركاب.
واخترق «الساطور» أنظمة التحكم الصناعى لتشغيل مرافق البترول والغاز الكبيرة، وفى الوقت نفسه، لديه قوة تدميرية هائلة شملت منظمات أخرى واستهدف ثلاث شركات للطاقة، ومجموعة المواد الكيميائية وشبكة النقل.
وكانت معظم المنظمات التى استهدفها «الساطور» فى الشرق الأوسط وآسيا فى المملكة العربية السعودية وقطر واسرائيل وباكستان بالاضافة الى الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وتم استهداف المطارات وشركات الطيران، والجامعات والمصانع وصور لمخططات البنية التحتية المهمة فى البلاد.
أفاد جوستين كلارك، الباحث الأمنى لدى سيلانس، بأن هذه الهجمات كانت ضد البنية التحتية الحيوية فى بلدان محددة فى جميع أنحاء العالم وتفاصيل الشبكات، والأوراق، وصلت إلى مستوى عال وشملت سجلات الموظفين فى المناصب الحساسة.
وأضاف كلارك، أن هذه المعلومات تعطى المهاجمين القدرة على إلحاق أضرار كبيرة وقد طورت هذه البرامج الضارة التى أصابت بعض الأنظمة دون أن يتم اكتشافها وبدقة عالية وصفت بأنها انقضاض كامل.
وعلى الرغم من قدرة الإنترنت فى إيران على التطور بشكل كبير فإن قدرات روسيا والصين والولايات المتحدة تفوقها بكثير.
وتتخذ ايران القدرة على ضرب أعدائها مثل الولايات المتحدة من خلال القرصنة الإلكترونية أداة جاذبة للنظام خوفا من الهجمات العسكرية حال انتهاء المحادثات الدولية للحد من أنشطتها النووية دون جدوى.
وذكر التقرير ان إيران كانت مسئولة عن هجوم 2012 ضد «ارامكو» شركة البترول الحكومية السعودية والذى دمر الآلاف من أجهزة الكمبيوتر وكمية كبيرة من البيانات.