قد تؤدي الاضطرابات في روسيا إلى تراجع أرباح شركات المشروبات الرائدة في موسكو بما يزيد عن 10%، إذ تسبب انهيار قيمة الروبل في حدوث بلبلة بالنسبة للشركات العاملة في البلاد.
وتسعى الشركات الدولية التي تبيع منتجات مثل الملابس والمشروبات والسجائر والأثاث للحفاظ على انخفاض التكاليف نظرا لأن هبوط قيمة “الروبل” زاد تكلفة الواردات، وأجبر عدم الاستقرار في روسيا الشركات على رفع الأسعار وتعليق المبيعات ووصل الأمر إلى وقف العمليات التجارية في البلاد تماما.
وأوضحت مجموعة “سيتي” أن شركات المشروبات هي أكثر الشركات غير المالية تعاملا مع روسيا، حيث تشكل موسكو 30% من مبيعات شركتي “كارليسبيرج” و”كوكاكولا”.
وأشارت شركة “كارليسبيرج”، التي أعلنت أنها لا تعتزم التخارج من السوق الروسي، أن تراجع العملة الروسية بنحو روبل واحد مقابل اليورو سيؤثر على أرباح التشغيل المتوقعة بنحو 10 مليون جنيه استرليني.
وقال محلل لدى سوسيتيه جينرال، أندرو أولاند، أن انهيار قيمة الروبل في ديسمبر قد يخفض أرباح “كارليسبيرج” لعام 2014 بنحو الثلث، ولكن التحركات اليومية في العملة جعل من الصعب التنبؤ بالتأثير النهائي على الأرباح.
وأوضحت صحيفة الفاينانشيال تايمز أن تراجع قيمة “الروبل” له تأثير مضاعف على الشركات العاملة في روسيا، إذ تتأثر أرباح المبيعات عندما يتم تحويلها إلى عملات أخرى وترتفع أيضا تكاليف شراء البضائع من خارج البلاد جراء هبوط قيمة العملة.
وتتوقع شركة “دانون”، شركة المشروبات والأغذية الفرنسية التي تعد أكبر منتج للألبان في روسيا حيث تشكل 11% من مبيعات الشركة، أن تأثير انخفاض العملة على أرباجها سيكون أقل وطأة لأنها تتاجر في روسيا كثيرا على المستوى المحلي مع العلامات التجارية المحلية.
ورفع تجار التجزئة الأسعار في محاولة لحماية هوامش أرباحهم، إذ علقت شركة الأثاث السويدية “أي كيا” مبيعات بعض منتجاتها على موقعها الالكتروني الأسبوع الماضي بعد أن هرع المستهلكون إلى شراء البضائع قبل ارتفاع الأسعار.
واستأنفت “أي كيا” بيع جميع منتجاتها يوم السبت، إلا أن شركة “آبل” التي أوقفت جميع عملياتها التجارية على موقعها الروسي يوم الأربعاء الماضي، لم تستأنف مبيعاتها بعد.
وكانت روسيا مصدرا للمشاكل بالنسبة للعديد من شركات التجزئة الدولية التي تعمل في روسيا، وتخارجت شركة الازياء البريطانية “نيو لوك” من البلاد في نوفمبر الماضي، وأغلقت عشرين محلا لها في روسيا، في حين وضعت شركات “موذركير” و”ماركس” و”سبينسر” و”أسوس” في اعتبارها تكلفة عدم الاستقرار التي تشهدها روسيا في تصريحات لها العام الجاري.
وتقول لوكا سولسا، محلل لدى “بي إن بي باريبا”، إن إنفاق السائحين الروس تراجع في الخارج ولكن مازال الانفاق المحلي قويا حتى وقتنا هذا.
ومن المتوقع أن تعاني شركات التبغ أيضا وطأة هبوط قيمة “الروبل” ، حيث تعد روسيا ثاني أكبر سوق للتبغ في العالم بعد الصين، وقال كريس ويكهام، محلل لدى “أوريل سيكيوريتيز”، رغم أن شركات التبغ اعتادت على العمل في البلدان التي تعاني عدم الاستقرار، فسوف يؤثر انخفاض قيمة “الروبل” على المبيعات.