«عامر» تقود الارتفاعات بنمو %671.. و%48 لـ«بالم هيلز».. و«سوديك» تتحول للربحية
محفظة أراضى «طلعت مصطفى» تولد 26 ضعف إيرادات الشركة و11 مرة لـ«عامر جروب»
2 مليون جنيه متوسط سعر الوحدة فى مشروعات «سوديك» و«بالم هيلز» و1.2 مليون جنيه فى «طلعت مصطفى»
شهد عام 2014، تألقاً ملحوظاً للأداء المالى لشركات القطاع العقارى، فبعضها ارتفعت أرباحه بنسب قياسية، وأخرى تحولت للربحية، لاسيما «سوديك»، الأمر الذى أرجعه خبراء القطاع إلى المشروعات القومية للدولة، والاتجاه نحو الاستثمار بالقطاع، لانخفاض معدلات المخاطر الاستثمارية، التى ارتفعت فى اوجه الاستثمارات الاخرى، بعد ارتفاع معدلات التضخم، وتراجع العملة أمام نظيراتها.
قادت شركة «عامر جروب» معدلات نمو أرباح القطاع، محققة زيادة مطردة فى أرباح 2014 بنسبة %670.5 لتصل إلى 246.5 مليون جنيه فى عام 2014، مقابل صافى ربح 32 مليون جنيه خلال عام 2013، فيما نمت الأرباح الصافية لشركة «بالم هيلز» بنحو %47.9، لتسجل 353.3 مليون جنيه خلال 2014، مقابل 238.9 مليون جنيه عن عام المقارنة، وتحولت شركة «سوديك» للربحية خلال العام الماضى بقيمة 154 مليون جنيه، مقابل تكبدها خسائر صافية بقيمة 447.1 مليون جنيه خلال 2013.
كما أوضح رياض رفعت، مدير علاقات المستثمرين بالمجموعة، أن السبب الرئيسى وراء الارتفاع المطرد فى الأرباح، يرجع إلى زيادة حجم تسليمات القطاع العقارى، وإيرادات المطاعم والفنادق، ما أدى إلى نمو إجمالى إيرادات العام بمعدل %44، حيث سجلت 4 مليارات جنيه مقابل 2.8 مليار جنيه عن العام الأسبق 2013.
لفت إلى أن تسليمات القطاع العقارى تٌمثل %77 من إجمالى إيرادات النشاط، حيث نجحت المجموعة فى تسليم 3.437 وحدة خلال العام الماضى، بإجمالى إيرادات 1.677 مليار جنيه، مقارنة بمبلغ 588 مليون جنيه خلال العام الأسبق، بنسبة زيادة %185، وجاء ذلك نتيجة تسليم وحدات فى مشاريع «بورتو مارينا – جولف بورتو مارينا– بورتو كايروفيلا- بورتو مطروح– ريزدينس– مشروع الجولف باى مارينا– بورتو ساوث بيتش– بورتو كايرو مول– جولف بورتو السخنة».
من ناحية أخرى، ساهمت إيرادات المطاعم بشكل مباشر فى نمو الأرباح، والتى تمثل %11 من إجمالى الايرادات، حيث ارتفعت بمعدل %21 خلال العام الماضى لتسجل 238 مليون جنيه، مقابل 197 مليون جنيه خلال العام الأسبق 2013، وتمتلك «عامر جروب» 8 علامات تجارية هى (تشيليز، وكارينوز، وحلقة السمك، وستوديو مصر، ولونوتر، وهم هم، وفرشى).
كشف رفعت أن شركة تروبيكانا التابعة للمجموعة قامت مؤخراً بتوقيع عقد جديد لتوكيل سلسلة مطاعم «اوشن باسكت»، والتى تمتلك 189 فرعاً فى جنوب أفريقيا، وقبرص، فيما نمت ايرادات الفنادق بمعدل %77، حيث بلغت خلال العام الماضى 67 مليون جنيه، مقابل 52 مليون جنيه خلال العام الأسبق 2013، وبنسبة أقل ارتفعت ايرادات المولات بمعدل %69 إلى 38 مليون جنيه مقابل 26 مليون جنيه عن فترة المقارنة.
فى سياق متصل، حققت «عامر جروب» حجم تعاقدات عقارية بقيمة 7.5 مليار جنيه خلال عام 2014، مقابل 6.03 مليار جنيه خلال العام الأسبق 2013، بنسبة زيادة قدرها %24.4، وتعتزم الشركة تسليم تلك التعاقدات خلال 3 سنوات أى بنهاية 2017.
نجحت إدارة الشركة فى خفض القروض والتسهيلات إلى 125 مليون جنيه خلال عام 2014، مقارنة بمبلغ 232 مليون جنيه خلال العام الأسبق 2013، بانخفاض قدره 107 ملايين جنيه، وبمعدل %46، ما أدى إلى خفض المصروفات التمويلية التى تتكلفها المجموعة بشكل كبير.
ارتفعت أرباح شركة «مصر الجديدة» للاسكان والتعمير بنسبة %36 خلال 2014، وبنسبة أقل نمت الأرباح الصافية لـ«طلعت مصطفى» %16.5 فى العام ذاته، وبنسبة %15 لشركة «مدينة نصر» للإسكان والتعمير.
امتدت حالة تحسن الأداء المالى للقطاع العقارى على مستوى جميع شركاته، فعلى صعيد الشركات المتوسطة، قفزت الأرباح الصافية لشركة مرسيليا المصرية للاستثمار الخليجى بشكل حاد فى 2014 بحوالى %1923، محققة 12.1 مليون جنيه، مقابل 601.84 ألف جنيه عن العام 2013، وهو ما عزاه اسلام عبدالحميد المدير المالى للشركة، إلى ارتفاع معدلات تسليمات مشروعاتها المختلفة، الأمر الذى تولد عنه إيرادات مالية ضخمة للشركة، موضحاً ان شركته سلمت 445 وحدة من مشروع «مرسيليا فلورنس المنتزه» بنسبة %65 من إجمالى وحدات المشروع، الذى تقدر وحداته بنحو 620 وحدة، وبتكلفة استثمارية تبلغ حوالى 500 مليون جنيه.
فى سياق متصل، أرجعت بحوث شركة «الوطنى كابيتال» لتداول الاوراق المالية فى مذكرة بحثية، حول كبرى شركات قطاع العقارات فى البورصة المصرية، التى ارتفعت ربحيتها بشكل كبير خلال العام المنتهى 2014، لارتفاع مبيعات القطاع، وتماسكه خلال الظروف الاقتصادية والسياسية السيئة التى مرت بها البلاد، فضلاً عن الطلب المتزايد على الوحدات الاسكانية، فى ظل قلة المعروض الحالى، اذا ما قورن مع الطلب المطرد، واتجاه شريحة عريضة من رؤوس الاموال نحو الاستثمارات العقارية، تحوطاً ضد ارتفاع معدلات التضخم، وانخفاض قيمة الجنيه امام العملات الاخرى.
أرجعت «الوطنى كابيتال» الاداء المالى القوى لـ«طلعت مصطفى»، إلى محفظة الاراضى الكبيرة التى تمتلكها، وتنوع منتجاتها، حيث تستهدف شريحة متوسطى الدخل ذات الملاءة المعقولة والطلب المرتفع، وهو السبب أيضاً وراء تميز أداء «سوديك» لامتلاكها مساحات كبيرة من الاراضى فى شرق القاهرة وهى المنطقة التى تنتظرها انتعاشة كبيرة، بعد الاعلان عن مشروع العاصمة الادارية الجديدة، فيما تتميز «عامر جروب» بالتنوع الجغرافى لمشروعاتها، وارتفاع مبيعاتها، ومن ثم مصادر دخلها، بينما ينقصها عدم وجود محفظة كبيرة للاراضى فى مناطق محورية مثل شرق القاهرة، الامر الذى يؤدى إلى تخلفها عن ركب النمو المتوقع لقريناتها.
من ناحية أخرى، توقعت «الوطنى كابيتال» نمواً كبيراً لشركات القطاع، بدعم من ارتفاع الطلب على الوحدات السكنية من الشباب لاتمام الزواج، مدفوعة بتوقعات نمو التعداد السكانى بمعدل %2 سنوياً، منها %60 تحت سن 30 سنة.
أضافت ان ارتفاع معدلات التضخم فى مصر خلال عام 2015 وصولاً لمستويات %13.5، مقارنة بـ %10.1 خلال عام 2014، والارتفاعات المستقرة فى اسعار منتجات قطاع العقارات يؤديان بشكل مباشر إلى ارتفاع الطلب على المشروعات العقارية من خلال توجيه الاستثمارات نحوه باعتباره اكثر امانا، لافتاً إلى أن الأمر يتجلى فى ارتفاع اسعار وحدات مشروع «ايستاون» التابع لـ«سوديك» بنسبة %66 منذ منتصف 2013، مرجحة ارتفاع جديد فى الاسعار وحدات مشروعات الشركة، بمتوسط نسبته %9، ليواكب ارتفاع تكاليف الوحدة بمتوسط %7 سنوياً.
أما بالنسبة لشركة «طلعت مصطفي»، فقد أوضحت «الوطنى كابيتال»، أنها تمتلك اكبر محفظة من الاراضى غير المنماة بمساحة 27 مليون متر مربع، ما يؤهلها لتوليد ما بين 24-26 ضعف ايرادات الشركة الحالية، تليها مجموعة عامر، حيث تمتلك 3.4 مليون متر مربع، ما يولد لها حوالى 10-11 ضعف الإيرادات، فضلاً عن «سوديك» التى تمتلك محفظة أراضى كبيرة تبلغ 2.4 مليون مترمربع، تؤهلها لتوليد مبيعات بقيمة 17 مليار جنيه، بما يمثل 12 ضعف إيراداتها الحالية.
أشارت «الوطنى كابيتال»، إلى أن شركتى «بالم هيلز» و«سوديك»، تستهدفان الشريحة الغنية من السوق، بينما تنظر شركات «عامر جروب» و«طلعت مصطفى» للطبقات الأقل دخلاً، حيث يبلغ متوسط سعر الوحدة مثلا فى مشروع مدينتى التابع لـ«طلعت مصطفى» 1.2 ميلون جنيه مقارنة بأسعار تصل إلى 2 مليون جنيه فى مشروعات «سوديك» و«بالم هيلز».
من جانبه، قال محمود إبراهيم، محلل القطاع العقارى بشركة «مباشر» لتداول الأوراق المالية، إن قطاع العقارات فى مصر شهد طفرة ملحوظة خلال العام 2014، تجلت فى الأداء المالى القوى لشركاته التى حقق اغلبها ارباحا كبيرة، فضلاً عن الشركات التى تحولت للربحية مثل «سوديك»، وأرجع ذلك لاتجاه فئات عريضة من المستثمرين نحو الاستثمار فى القطاع العقارى لاستقراره وانخفاض معدلات المخاطرة به، وضخ تحويلات المصريين فى الخارج نحو القطاع، فضلاً عن ارتفاع معدلات التضخم، بالإضافة إلى انخفاض قيمة الجنيه المصرى امام الدولار الأمريكى.
ذكر ان المشروعات القومية للدولة فى القطاع، ستسهم فى مزيد من الرواج، لاسيما مشروع العاصمة الإدارية الجديدة للقاهرة، ومشروع محور قناة السويس الجديدة، مشيراً إلى ان الفجوة بين العرض والطلب فى قطاع العقارات، ساهمت أيضاً فى تحقيق شركاته لإيرادات ضخمة، الأمر الذى جاء بالتزامن مع ارتفاع حالات الزواج السنوية إلى 900 ألف حالة.