عندما سألت عن وظيفة والد المستشار محفوظ صابر، وزير العدل، علمت أنه كان «عمدة سابق» بإحدى قرى محافظة المنوفية، وأن خاله فلان كان رئيس محكمة أيام الملك وعمه فلان كان مستشاراً.. وكنت أظن أن والد سيادة الوزير باشا سابق من الممكن أن يخرج عنه هذا التصريح بحرمان أبناء عمال النظافة، ومن على شاكلتهم من سلك القضاء.. لكن أحد الأصدقاء علق قائلاً: «أبوه باشا إزاى هو فيه باشا اسمه صابر»!
وهو فيه وزير أو مسئول يقول هذا الكلام بعد ثورة 25 يناير، والتى كانت شعاراتها ومطالباتها الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.. بالله عليكم هل من المنطقى أن يأتى وزير بعد الثورة غير مؤمن بها وبمطالبهم ويعمل على تنفيذها.. وبتقولوا هو ليه الناس مش شاعرة بتغيير هو مين اللى بيغير مش السيد الوزير وزملاؤه وإذا كان السيد الوزير قد اتخذ قراراً بمنع أبناء الفقراء من العمل بسلك القضاء، فهل هناك قانون أو نص بالدستور يمنع أبناء طبقات معينة من العمل ببعض الوظائف.. إذن فسيادة الوزير يخالف الدستور الذى ساوى بين كل المصريين وكفر بثورة 25 يناير ومطالبها.. فلماذا السكوت عليه؟…
لماذا تتركوه وتتحملون أوزاره إذا كنتم صادقين فى تضامنكم مع الغلابة، تطهروا من هؤلاء.. أى صعوبة فى إقالة هذا الوزير وأى حرج لكم أن الدولة الآن مطالبة إما أن تنتصر للغلابة أو أن تبقى على الوزير وتعطى ظهرها لثورة 25 يناير ولمبادئ الدستور ووقتها لن يصدق الغلابة من يقول إنه يحنو عليهم أو من يدعى أن عينيه تدمعان لمآسى الفقراء فى هذا الوطن.. الفقراء الآن فى حاجة لمن يدافع عنهم ويرد لهم كرامتهم التى أهدرها نظام مبارك وأعوانه طوال ثلاثين عاماً لتأتى الثورة على هذا الظلم.. ثم نفاجأ بأن هذا النظام الظالم ما زال له أذناب.. لقد غضبنا من قبل أيام مبارك عندما انتحر شاب فقير، لأنه لم يستطع أن يلحق بالسك الدبلوماسى لأن والده فلاح بسيط.
أما الآن فيحدث هذا ويتكرر بعد الثورة ومع نظام يقول ويصرح دائماً بأنه مع الغلابة.. فأين هو الآن منهم.. وهل سيظل الفقراء هم مشكلة هذا الوطن فى الاقتصاد ودعم الفقراء هو مشكلة المشاكل وكأنه السبب الوحيد فى عجز الموازنة… فماذا نفعل فى هؤلاء الفقراء كيف نتخلص منهم بزلزال أو إعصار مش نافع معاهم حوادث قطارات أو غرق مراكب أو تسمم مياه وبرضه عايشين.. نعمل إيه فيهم.. نمنعهم من التعليم علشان عينيهم ما تروحش على وظايف الكبار ويرجعوا تانى يخدموا فى الوسية ويحفروا القناة ويروحوا الجهادية..
وترجع تانى الأميرة إنجى والبرنس علاء وساعتها يختفى الدعم وحوادث القطارات وعجز الموازنة وترجع مصر تسلف أمريكا واليابان والدول النامية والمحمل فى طريقه للتكية المصرية لتوزيع المعونات فى أراضى الحجاز.
وتوتة توتة خلصت الحدوتة وكان فيه ثورة رجعت للخلف.