اتفق مسئولو قطاع التأمين، أن ارتفاع التكلفة وزيادة الأخطار الطبيعية التى تتعرض لها محطات الرياح والطاقة الشمسية تمثل تحديات رئيسية أمام قدرة الشركات على توفير التغطيات التأمينية لها، خاصة إنها تحتاج نوعية خاصة من الحماية.
وقال عماد سعيد، مدير التأمينات الهندسية بشركة مصر لتأمينات الممتلكات «مصر للتأمين»، إن السوق المصرى يحتاج إلى ضخ استثمارات جديدة بمجال الطاقة الجديدة والمتجددة لتفادى الانقطاعات المستمرة للتيارالكهرباء، والتى أثرت بالسلب على إنتاجية المصانع.
وأوضح أن ارتفاع تكاليف إنشاء محطات الطاقة الجديدة والمتجددة يعد أبرز المشكلات التى تواجه التوسع فى تلك المشروعات، حيث تصل تكلفة انشاء محطة تعمل بالطاقة الشمسية مليارى جنيه مقابل مليار جنيه فقط لإنشاء محطة الكهرباء التقليدية.
أضاف أن مشروعات الطاقة تتطلب مساحات أراضٍ شاسعة لتنفيذها وهى غير متوفرة، لكنها تتميز بقصر مدة تنفيذها، التى لا تتجاوز 6 شهور مقابل ما يتراوح ما بين 3 و4 سنوات لتأسيس محطات تقليدية.
وفقاً لمدير التأمينات الهندسية بـ«مصر للتأمين»، ينعكس ارتفاع التكلفة على زيادة قيمة الأقساط التأمينية الخاصة بتغطيات المحطات، والتى تتنوع ما بين أخطار التركيب والإنشاءات إضافة إلى مخاطر النقل البحرى والأضرار المادية.
واتفق حسن الشافعى، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مصر للاستثمارات المالية «MAM» إحدى الشركات المملوكة للقابضة للتأمين وشركاتها التابعة، أن إنشاء محطات جديدة للطاقة الشمسية تتطلب مساحات شاسعة لا يمكن توفرها سوى فى الصحراء، مما يعرضها للعديد من المخاطر الجوية مثل عوامل التعرية وهبوب الرياح والأعاصير والتى تؤثر سلباً على قدرتها الإنتاجية وترفع التكلفة التأمينية لتغطية المخاطر المعرضة لها.
وأشار الشافعى أن هناك فرصة كبيرة لشركات التأمين العاملة بالقطاع لتوفير تغطيات محطات الطاقة المتجددة، فى ظل اتجاه الحكومة لإنتاج ما يزيد على 4 آلاف ميجاوات، موزعة ما بين محطات شمسية ورياح، رغم ارتفاع تكلفتها بنسبة 20% عن المحطات التقليدية.
وقال المهندس عادل شاكر، رئيس مكتب أبناء شاكر رياض للوساطة، إن هناك أهمية كبيرة لالتزام الجهات المنفذة لمشروعات المحطات بتوفير وسائل الأمان والوقاية للمحطات خلال مراحل التركيب والتشغيل مثل توفر شركات حراسة وأمن قوية إضافة إلى اختيار أفضل الطرق المثلى لربط تلك المشروعات بالشبكة القومية للكهرباء وسهولة استبدال مكونات المشروع حال وجود تلف أو عطل بأى منها.
أشار شاكر إلى أن الملتقى الإقليمى للوسطاء الذى عقد مؤخراً، شدد على أهمية توفير منتجات تأمينية متطورة ومشجعة لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة بما يساعد على تعظيم معدلات الاستثمار المستهدفة للسوق المصرى.
أوضح أن وسطاء التأمين يجب أن يتوفر لديهم الدراية الكافية بمدى توفر وسائل الأمان الذاتى بالمحطات، والتعرف على طبيعة الأخطار التى تواجهها، إلى جانب نوعية العملاء الذين سيتاح لهم التأمين.
وقال ريتشارد موكوت، رئيس تطبيقات الطاقة بشركة lt الشرق الأوسط وأفريقيا، إن نقص الشركات المنفذة لمشروعات الطاقة المتجددة، التى لديها خبرة كبيرة فى التنفيذ يعد أبرز التحديات التى تواجه الدول النامية ومنطقة الشرق الأوسط، موضحاً أن 80% من تلك المشروعات تقوم بتنفيذها شركات دولية.
وأضاف موكوت، أن سرقة الألواح المستخدمة فى تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية تمثل تحدٍ أمام شركات التأمين فى توفير الحماية لها، خاصة أنها مصنوعة من مادة النحاس ذات القيمة العالية.
وقال عطا الخطيب، نائب الرئيس الأول بشركة لكتون_دبى بالإمارات، إن الطاقة المتجددة تمثل 22% حالياً من إجمالىالطاقة المنتجة عالمياً، مضيفاً أن هناك نمواً متوقعاً بنسبة 5% فى زيادة الاتجاه لمحطات الطاقة المتجددة فى ظل انخفاض الإنتاج العالمى من النفط والغاز.
وأوضح أن مصر بها العديد من الفرص الاستثمارية بمجال الطاقة المتجددة لما تتمتع بطبيعة جغرافية متميزة وزيادة مساحة الأراضى الصحراوية التى تستوعب تأسيس محطات شمسية، وطبيعة المناخ والطقس التى تدعم نمو هذا النوع من الطاقة مقارنة بالدول الأخرى، إلى جانب اتجاه الحكومة لرفع الدعم عن الطاقة التقليدية وتوفير البنية التحتية اللازمة لتنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وأشار إلى أن محطات الطاقة تتطلب نوعيات خاصة من التغطيات التأمينية، خاصة بالنسبة للمسئولية المدنية تجاه العاملين الذين يتعرضون لدرجة عالية من المخاطر نتيجة الارتفاعات العالية للأبراج.