يعانى النظام الصحى فى روسيا تدهوراً حاداً، نظراً لأن أسعار البترول المتراجعة أدت إلى انخفاض عائدات البلاد، الأمر الذى أجبر الحكومة الروسية على الاختيار بين أولويات الميزانية، وتحاول الحكومة حث المزيد من الروس على دفع ثمن الخدمات الصحية كما تخفض عدد الأطباء والممرضين لديها.
ويعد النظام الصحى فى روسيا غير فعال وفى حاجة ماسة للإصلاح، وازداد تأجيل العلاج للمرضى والناس يموتون بسبب عدم وجود عمليات زرع الأعضاء وغيرها من الرعاية الصحية التى كانوا يحصلون عليها منذ عامين فقط.
وفى الوقت ذاته، تمسك الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بزيادة الإنفاق على الدفاع، الأمر الذى أدى إلى اتساع الميزانية فى ظل العقوبات الغربية التى زادت من صعوبة الاقتراض، وخلال ثلاث سنوات ما بين عامى 2013 و2015، ارتفعت ميزانية الدفاع فى روسيا بما يزيد على %36، وفقا لبيانات المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية، وفى المقابل انخفض الانفاق على الصحة بنسبة %9 عن العامين الماضيين.
وتعتزم روسيا انفاق %4.2 من الناتج المحلى الإجمالى العام الحالى على الجيش، ويتساءل مارك شامبيون، فى مقال له على وكالة بلومبرج، عن المخاطر التى تواجهها روسيا والتى تبرر التضحية بصحة الأمة مقابل شراء المزيد من الدبابات ليكون السلام مقدماً على الدواء.
ويقول شامبيون، إن روسيا انخرطت فى حرب باختيارها فى أوكرانيا، وإصرارها على ضمان قبول الدولة المجاورة التى كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتى للهيمنة الروسية كان قراراً استراتيجياً ولم يكن قراراً يشكل خطراً وجودياً.
ومنذ فترة طويلة لم يكن الروس مضطرين للاختيار بين أولويات التمويل مثل الصحة والأمن، فارتفاع أسعار البترول من 20 دولاراً أو أقل للبرميل فى أواخر تسعينيات القرن الماضى إلى ما يزيد على 100 دولار للبرميل ضمن للحكومة الروسية القدرة على تحسين أى قطاع، وارتفع الانفاق على الصحة للفرد الواحد عشرة أضعاف فى الفترة ما بين 2000 و2013، ولكن هذه الأيام قد ولت، واختتم «شامبيون» مقاله قائلاً: إن العديد من الروس على استعداد لتحمل قدر كبير من المعاناة الاقتصادية مقابل الفخر القومي، ولكن إلى أى مدى؟