من الممكن أن تسمع فى القريب العاجل، وأنت فى مراكز التسوق اليابانية أو داخل أحد بنوكها كلمة «مرحباً» تصدر تلقائياً من الإنسان الآلى بدلاً من البشرى، والأكثر من ذلك أن يساعد الروبوت شركات البيع بالتجزئة على تحسين جودة خدمة العملاء وذلك بفضل التكنولوجيا الحديثة.
وأوضح مؤيدو استخدام الروبوت، أن الإنسان الآلى يساعد على جذب الزبائن وزيادة المبيعات مع قدرته على التعامل مع المهام التفصيلية والمتعددة، إضافة إلى إمكانية استخدامه فى عملية دمج مع العمليات الحسابية لتجميع البيانات عن العملاء، وأيضاً يمكنه أن يواجه مشكلة نقص الأيدى العاملة ويخفض تكاليف الموظفين.
ويخطط بنك طوكيو ميتسوبيشى يو إف جي، لتعيين الروبوت فى فروعه المختلفة كموظف استقبال.
وفى أبريل الماضى أجرى البنك فى المكتب الرئيسى الواقع فى حى تشيودا، فى طوكيو، عملية تشغيل تجريبية للروبوت ناو، وهو إنسان آلى يشبه البشر صنع بواسطة الديباران روبوتكس، شركة صناعة الروبوتات الفرنسية وشركتها الأم سوفتبنك، شركة الاتصالات اليابانية.
وقال تاكوما نوموتو، مدير تكنولوجيا المعلومات فى البنك: «إن الحكومة اليابانية طالبتنا باستخدام الروبوت فى التعامل مع السياح الأجانب، وكلّفتنا بالعمل على تطوير الإنسان الآلى لتنفيذ هذه المهمة، وبالفعل حتى هذه اللحظة يتحدث ناو، ثلاث لغات مختلفة اليابانية والإنجليزية والصينية، وتهدف الخطة إلى برمجته للتحدث بنحو 19 لغة أخرى.
وعمل البنك مع شركة الديباران، لإنشاء تطبيق مخصص لخدمة العملاء. وقال تاداشى بيتو، أحد كبار المديرين: «إن تطوير التطبيق سهل نوعاً ما، ويأخذ أسبوعاً واحداً فقط، وتكلفته تقدّر بأقل من مليون ين يابانى، ما يعادل 8.058 ألف دولار لكل روبوت».
وأضاف بيتو، «قد يواجه البنك صعوبةً فى إدخال تحسينات على الروبوت، حيث يقوم الروبوت ناو، بالإجابة عن الأسئلة المطروحة بشكل متكرر، ويميل إلى الانتظار طويلاً؛ لأنه ببساطة يقوم بقراءة ردود خطية.
ويساعد بيبر، روبوت آخر من إنتاج الديباران، شركة نستلة السويسرية، على بيع آلات تحضير القهوة التى تصنعها فى محلات الإلكترونيات الكبرى.
وتخطط شركة المواد الغذائية السويسرية لضم حوالى 1000 مساعد مبيعات آلى بحلول نهاية العام الجارى، حيث يستطيع بيبر، أن يتعرف على وجه الزبون، ويتجاوب معه عندما يتحدث أحد العملاء إليه.
وقال كينسك أوتاني، رئيس قسم آلات تحضير القهوة لدى شركة نستلة فى اليابان، إن اهتمام الناس بالروبوت وتوقعاتهم له تنمو، ولذلك أردنا أن نوفر طريقةً جديدةً فى البيع والشراء.
وسوف يقدّم بنك ميزوهو، الربوت بيبر، فى بعض فروعه يوليو المقبل وبعد نجاح الفكرة سوف يعممها فى الفروع فى جميع أنحاء اليابان.
وقال تاداهيرو إيهارا، عضو فى قسم الخدمات المصرفية الشخصية لدى بنك ميزوهو، سوف يتم تأهيل بيبر، للنزول إلى أرض ملعب المنتجات المالية للعملاء وقت انتظار العملاء والتحدث إلى الشخص الفعلى وعلى سبيل المثال، سوف يقص بيبر، عليهم قصة مضحكة عن شخص حدثت له متاعب كبيرة لأنه لم يقم بالتأمين على حياته.
واكدّ شينتارو كانيكو، أحد كبار المديرين فى القسم، أن الروبوت بيبر، يساعد البنك على تحسين خدماته عن طريق القيام بأشياء لا يستطيع البشر القيام بها. وأضاف أن الروبوت عادة لا يحتاج عدة أشهر مثل البشر لأجل التدريب والتعرف على مزيد من المنتجات، ويمكنه أيضاً التواصل بسرعة كبيرة وبلغات متعددة.
وطوّرت توشيبا، من الروبوت تشيهيرا ايكو، بالتعاون مع المختبر الذى بدأ بتصنيعه فى جامعة أوساكا، ومعهد شونان وشيبارا للتكنولوجيا وأظهروا الروبوت كوجه نابض بالحياة من خلال مجموعة أفكار يقودها هيروشى إيشيجورو، أستاذ فى كلية الهندسة والعلوم جامعة أوساكا، ويشتهر إيشيجورو بأبحاثه وجهوده المستمرة لتصميم روبوت فى شكل إنسان.
وفى الوقت الحالي، يمكن للروبوت تشيهيرا ايكو، قول وفعل فقط ما يطلب منه القيام به من خلال برنامجه ولكن، لا يمكنه الإجابة عن الأسئلة مباشرة أو التحدث المطلق مع الناس.
وأعلن فندق هين هان، اليابانى أنه سيكون أول فندق «ذكى» يتم تقديم خدماته من قبل طاقم عمل يتكون من روبوتات تكلف بعدة مهام، كاستقبال الزبائن وتقديم التحية وتقديم الإرشادات لهم، وحمل حقائبهم، بالإضافة إلى تنظيف غرفهم، والإجابة عن أسئلة بسيطة وسوف يتم افتتاح الفندق على أساس تجريبى يوليو المقبل. وسوف يعمل الفندق على إدخال نظام يحدد الضيوف باستخدام برنامج التعرف على الوجه بحيث تكون الروبوتات قادرة على دخول غرفهم دون مفتاح والقيام بالمهام المكلفة بها. وسبق الفندق اليابانى المتوقع افتتاحه قريباً، مطعم صينى يلجأ أيضاً إلى خدمات روبوتات لتحضير الطعام وتقديمه إلى الزبائن فى خطوة دفعت بها بعض المطاعم للتخفيف من كلفة أجور العاملين. ويلقى الإنسان الآلى التحية على الزبائن ويقدم لهم الأطباق ويعد وجبات اللحم والخضار فى المطعم الصينى الذى يقع فى مدينة كونشان.
وصرّح سونج يوجانج، صاحب المطعم لمجلة مودرن تايمز، بأن تكلفة الروبوت بلغت حوالى 40 ألف يوان ما يعادل 6500 دولار.
وأضاف: الروبوتات تستوعب 40 جملة شائعة الاستخدام بالاضافة إلى أنها لا تصاب بالمرض ولا تطالب بإجازات ويكفى شحنها لمدة ساعتين حتى تعمل لخمس ساعات. وتشير أغلب الدراسات إلى أن ظهور الروبوتات فى مجال الصناعة كان من الأسباب الرئيسية فى ارتفاع نسبة البطالة، حيث أصبح من الطبيعى أن يحل الروبوت محل الإنسان التكنولوجيا تغزو قطاع الخدمات فى المصانع نظراً لسرعة عمله وإنتاجيته الكبيرة.