رأت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن المكانة التي تبوأتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على مدار الأعوام الماضية، كأكثر زعماء القارة الأوروبية نجاحا على الصعيدين، الداخلي والخارجي، باتت مهددة الأن في ظل تعثر الجهود الرامية إلى إيجاد حل لأزمة ديون اليونان.
وقالت الصحيفة-في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم – أن تفاقم الأزمة اليونانية وضع ميركل أمام خيارين كلاهما سيء ؛ سواء كان خروج اليونان من منطقة اليورو محدثة اول انشقاق داخل الهيكل الأوروبي ، أو الموافقة على الاستمرار في دعم الاقتصاد اليوناني المتعثر ، برغم رفض اليونانيين مقترحات الدائنين بإجراء إصلاحات اقتصادية وتبني برنامج للتقشف مقابل الحصول على حزمة الانقاذ.
وأوضحت, وفقا لوكالة انباء الشرق الاوسط, أن موافقة ميركل على تقديم حزمة مساعدات جديدة لليونان ، تنذر بإثارة غضب واسع بين أوساط دافعي الضرائب من الألمان والذين تحملوا العبء الإقتصادي الاكبر من وراء منح اليونانين حزمتين انقاذ خلال الاعوام السابقة، كما من المتوقع أن تشعل هذه الموافقة ثورة عارمة داخل حزب ميركل المحافط الغاضب من الموقف الذي يتبناه رئيس الوزراء اليوناني الكيس تسيبراس حيال مقترحات المقرضين.
على صعيد أخر ، لفتت الصحيفة إلى أن خروج اليونان من منطقة اليورو سيترك ميركل أمام موجة من الانتقادات الدولية لفشلها في إبقاء البنية الأوروبية متماسكة.
ووافق البرلمان اليوناني بأغلبية ساحقة، اليوم ،على المقترحات الأخيرة للاصلاح التي قدمتها حكومة رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، والتي تهدف إلى تفاوض الدول الأوروبية المثقلة بالديون على خطة إنقاذ جديدة تحول دون خروجها من منطقة اليورو.
وقال تسيبراس، في بيان صدر بعد التصويت في البرلمان، إن لديه “تفويضا قويا لاستكمال المفاوضات للتوصل لاتفاق قابل للتطبيق من الناحية الاقتصادية وعادل من الناحية الاجتماعية.”
وكانت دول منطقة اليورو قد حددت لليونان مهلة حتى يوم الخميس من أجل تقديم مقترحات جديدة للدائنين، ودعت إلى مؤتمر قمة لدول الاتحاد الأوروبي غدا الأحد لمناقشة المقترحات وبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق مع اليونان.