تدير الماينا أكبر عملية تحول من الوقود الاحفوري والطاقة النووية الي الطاقة المتجددة في الدول المتقدمة لكن طريقها لم يكن سهلا.
ونقلت وكالة بلومبيرج عن فامك كرومبميوللر محلل في اوروشيا قوله ان تحولات الطاقة تواجه تحديات عملية وسياسية في آن واحد وحتاج لتعديل الخطط عدة مرات لجعلها ممكنة.
وفي هذا الاطار قدمت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل 4 دروس للرئيس الامريكي على طريق تنفيذ خطة تحول الطاقة.
الدرس الاول هو منع تسرب دعم الكهرباء حيث دعمت المانيا شركات الطاقة المتجددة عن الطريق السماح لها برفع تسعيرة الكهرباء بالمقارنة بشركات الطاقة التقليدية مما شجع الشركات على التوسع في السوق.
ومع انتشار الشبكات الطاقة المتجددة منذ 2004 بدأت ميركل مؤخرا خفض الرسوم التي تدفع للشركات ومنعت اي زيادة في الاسعار.
تبدو مهمة اوباما اسهل نظرا لان تكلفة طاقة الرياح والشمس تنخفض بسرعة وكذلك هبط سعر الغاز الصخري مما يجعل الطاقة رخيصة جدا.
الدرس الثاني هو تحديث شبكة الطاقة قبل زيادة مخاطر انقطاع التيار الكهربي حيث تتميز مصادر الطاقة متجددة بان حجم الكهرباء المنتجة يزداد وينقص حسب شدة الشمس والرياح.
واسست المانيا شبكات ربط مع دول مجاورة مثل بولندا والتشيك لتمرير الفائض وربطت المناطق الشمالية بالمصانع في الجنوب بتكلفة وصلت 23 مليار دولار.
وتحتاج شبكات كهربا اوباما الي التحديث الفوري نظرا لقدمها واعتمادها بشكل كبير على المحطات النووية المستقرة نسبيا.
ويتلخص الدرس الثالث في اشراك الراي العام في المشروعات حيث واجهت المستشارة الالمانية مظاهرات كبيرة احتجاجا على مشروعات الطاقة المتجددة بزعم انها لن تكفي مع اغلاق المفاعلات النووية ومحطات الفحم.
ويمكن لاوباما اللجوء الي استخدام وحدات الطاقة الشمسية في فوق اسطح المنازل لتكون قريبة من احتياجات الطاقة لان وضع محطة كاملة في الصحراء يثير المخاوف المواطنين من عدم الكفاءة، لكن قربها من المستخدمين يعزز الوعي بقدراتها.
الدرس الاخير هو الاستعداد لأثار جانبية غير مرغوب فيها حيث ما زالت بعض الشركات في الماينا لم تتكيف مع انظمة الطاقة الجديدة لاسباب مختلفة بعضها غير مقصود.
كما لجأت برلين للفحم مؤقتا مع اغلاق المفاعلات النووية في 2011 وهو ما زاد من التلوث ودفع الحكومة الي قرار اغلاق اكثر محطات الفحم ضررا بالبيئة في 2021 بعد تاكد فشلها في خفض الانبعاثات الكربونية 40% بحلول 2020.
وعموما فإن الطاقة النظيفة تنتج 26% من كهرباء المانيا حاليا بالمقارنة ب6.6% في عام 2000.