هالة مرجان ممثلة مؤسسة “اسمعونا” في حوارها لـ«البورصة»
«pdp» تسعى لتحسين فرص التوظيف بمشاركة المجتمع المدنى ومؤسسات الدولة
مرجان : نستهدف توفير دراسات كاملة لمشروعات تنموية تهدف للاستدامة
نعتزم تنفيذ فكرة «قرية واحدة ومنتج واحد» على قرى الصعيد الفترة المقبلة
تنفيذ مشروع مناشر نباتات طبية بقرية الباسل فى الفيوم مطلع 2016
تسعى مؤسسة “اسمعونا” لوضع استراتيجية لتنمية المجتمع المحلي اقتصادياً وصحياً وفكرياً بما يحقق الاستدامة فى المجالات التنموية.
قالت هالة مرجان، ممثلة برنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضارية والاستشارى بهيئة المعونة الألمانية فى حوارها لـ«البورصة»، إن الاستدامة عبارة عن خطة طويلة المدى لضمان دوام الجهود والمحافظة على التقدم بعدد من المجالات التنموية فى قطاعات كثيرة تضمن تنمية المجتمع المحلى اقتصادياً وصحياً وفكرياً.
وأوضحت مرجان أن دور المنظمة فى تنمية المجتمع المدنى تتركز على وضع استراتيجيات اتصال صحيحة تؤدى إلى التشبيك الفعال فى تنمية الجهود، ومن أهم ركائزها تعريف القطاع الخاص بدوره فى المجتمع عن طريق خلق ترابط بين الشركات الصغيرة والمتوسطة لتحقيق تعاون مشترك يصب فى صالح المجتمع ويؤدى إلى تنمية دائمة، التى لن تتم إلا عن طريق المشاركة بين جميع الأطراف.
أضافت: «مثلاً تبرع شركة صغيرة ومتوسطة بصفة دورية بمبلغ صغير إلى جهة معينة لن يحقق استدامة، إنما فى حالة ترابط مجموعة من الشركات تزيد قيمة الأموال وبالتالى ستساهم فى مشروع كبير يخدم المجتمع بصورة أفضل، ما يحقق الدوام».
وعن دور الهيئة فى مجال الاستدامة، قالت هالة مرجان إن دورها غير تمويلى أو تنفيذى للمشروعات التنموية ولكن يكمن فى توفير دراسات وأبحاث لمشروعات تتناسب مع قرى الصعيد، وذلك بهدف توجيه جهود وتمويلات متوفرة بالفعل فى القطاع الخاص لم يتم استغلالها بالشكل الأمثل.
إضافة إلى العمل على تحسين التعليم والصحة والبيئة، ويركز برنامج المؤسسة على تحسين فرص التوظيف لدى الشباب فى مصر بمشاركة المجتمع المدنى ومؤسسات الدولة، من خلال تقديم الدعم الفنى لتدريب الشباب على المهارات والتقنية الفنية اللازمة باتباع أساليب فى التدريب ليست فقط لتعليم مهنة أو حرفة ولكن بالحصول على مهارات التسويق والتخطيط وعمل دراسات جدوى تمكن الشباب من إيجاد فرص عمل، وهو ما يتجاوب مع خطة الدولة لخدمة الشباب والمجتمع.
واشارت مرجان إلى أنها تجرى حاليا دراسات لتطبيق «فكرة قرية واحدة ومنتج واحد» فى الصعيد، وأنه على الرغم من وجود كفاءات وأيدٍ عاملة قادرة على ذلك، إلا أن هذا التوجه بالدولة غير متواجد حتى الآن.
وألمحت إلى ان المنظمة تقوم حاليا بأعداد دراسات فنية ومالية بقرية قصر الباسل بمحافظة الفيوم لاستغلال مواردها البشرية ونباتاتها الطبية، خاصة أن هذه القرية تتميز بانتشار نباتاتها العطرية العلاجية مما يشجع على استخدام هذا المنتج وضع خطة لكيفية استخدامه وتصديره للخارج عن طريق لتوفير مساعدة مالية للشباب لإقامة مناشر التى تمكنه من زراعة تلك النباتات.
وقالت مرجان ان المؤسسة تعتزم الانتهاء من الدراسات الفنية والمالية فى الفيوم مطلع عام 2016 والبدء فى تسويق المشروع خلال العام المقبل.
وقالت إنه تم تنفيذ هذه الفكرة فى كثير من الدولة واثبتت نجاحها بشكل كبير فى اليابان وافريقيا وجنوب شرق آسيا وماليزيا، بالإضافة إلى نجاح تجربة مركز تحديث الصناعات فى دمياط مع جمعيات الأثاث لتحويلها من ورش صغيرة إلى مصدرين.
وعن الدراسة المالية قالت مرجان انه يتم اعداد دراسات مالية وفنية من خلال مركز تحديث الصناعة بالتعاون مع الجمعيات الاهلية التابعة للصندوق الاجتماعى ووزارة الصناعة والتجارة فى الحكومة السابقة وذلك لتحديد التكلفة الاستثمارية للمشروعات بالكامل.
واشارت إلى ان دور المنظمة ليس تقديم دراسات الجدوى للمشروع فقط ولكن متابعة التنفيذ والتشغيل الفعلى والتأكد من نجاح التجربة حتى تبدأ المنظمة تطبيقه على باقى القرى، كما ان مشروع قرية الفيوم يعتبر دراسة تجريبية لتطبيق الفكرة وفى حالة نجاحها سيتم تطبيق هذه التجربة على باقى القرى دون انتظار تنفيذها بالكامل.
وبالنسبة إلى تسويق وطرح المشروعات قالت مرجان إنها تقوم فى البداية بالتواصل مع الشركات وقطاعات الدولة ومنظمات المجتمع المدنى بحكم طبيعة كل مشروع الذى تعتزم تنفيذه.
ولفتت إلى أن تطبيق مبدأ المسئولية الاجتماعية ساعد شريحة كبيرة من المؤسسات الكبرى فى ادراك أهمية دورها فى تحويل جهودها بالمجتمع إلى استدامة، كما ان تبرعات الشركات كل عام بالمناسبات الدينية وللجمعيات الخيرية قبل ظهور مبدأ المسئولية الاجتماعية كانت مجرد جهود ذاتية.
ومن ناحية أخرى قالت مرجان: «لكى تتحقق استدامة الجهود اتجهنا إلى التبرعات من خلال مبدأ المسئولية المجتمعية» بعمل مؤسسة تشبه مؤسسة البنك التجارى الدولى، التى يكمن دورها فى إدارة جزء التبرعات الخاص بالبنك فى المجتمع المدنى ولهم أجندة مخصصة، وقامت بالتركيز على صحة الأطفال خلال العام المالى الماضى ووجهت جهودهم إلى تطوير مستشفى أبو الريش للأطفال.
ولفتت مرجان إلى أن المؤسسة قامت بدور الوسيط لتحقيق التشابك بين مؤسسة فودافون ووزارة الشباب بعد قرار الأولى أن تصل معوناتها إلى خارج القاهرة بمدن الصعيد، وهذا هو شكل الاستدامة التى يستطيع القطاع الخاص تحقيقها للمجتمع.
وقال ان الثقافة السائدة فى المجتمع هى المعوق الرئيسى أمام تفعيل الاستدامة لافتقاد مبدأ التشابك وعدم مبالاة الأفراد بأهمية دورهم التنموى بالمجتمع، وأن هناك عدداً كبيراً من شبكات المجتمع المدنى عبارة عن جمعيات يعملون فى نفس التخصص، إلا أنهم يفتقرون الجانب التفاعلى، فلا يوجد جهة تعمل على الحق أو أخرى على الجانب التعليمى والتوعية، وهذا ضدد الاستدامة.
أضافت: «جاء دور المنظمة فى تفعيل التشابك الفعال بين مؤسسات المجتمع حيث تشتمل على الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى والإعلام، وقامت المنظمة بمشاركة الإعلام لخدمة المجتمع عن طريق تفعيل الشراكة بين المنظمة وقناة النهار عبر برنامج “مصر تستطيع” لترسيخ مبدأ جديد بمصر لتعظيم شكل الجهود المنفذة.
وتساءلت مرجان متى سيتم تفهم الشركات الصغيرة والمتوسطة بضرورة تطبيق الاستدامة وأنها تنمية مجتمعية واجبة على كل فرد وليس مجرد تبرعات، مشيره إلى ضرورة وضع آلية توضح لصاحب التمويل كيفية توجيه هذه التبرعات فيما يخدم المجتمع وأنها ستؤثر بشكل كبير فى تنمية المجتمع وأن ذلك دور مهم لمؤسسات المجتمع المدنى.
وشددت على أهمية تدشين حملات إعلامية من أجل الوصول إلى المشروعات الصغيرة ومن ثم إمكانية تجميعها تحت مظلة عمل مؤسسى مستديم.
وعن إلزام الشركات بتطبيق المعايير قالت مرجان: لا يمكن إلزامها بتطبيق معايير الاستدامة، ولا يمكن الاجبار على التبرع.
وقالت إن المؤسسة تستهدف صعيد ريفى مصرى متطور دون الحاجة إلى الهجرة فى الداخل أو الخارج من خلال منظومة متكاملة للعمل الاحترافى ولذلك تعتزم المؤسسة إقامة مصنع ألبان لاستثمار الثروة الحيوانية المتوفرة بقرى الصعيد ليمثل “نقطة تجميع ألبان بالقرية” حيث سيتم طرحه على مصانع الألبان الكبيرة فى مصر لتوفير التمويل اللازم لتنفيذه.
وفى سياق متصل قالت مرجان، إن المؤسسة بدأت نشاطها فى ديسمبر العام الماضى وتم التسجيل القانونى فبراير 2015، واستهلت أعمالها مع عدد من الجمعيات ثم شاركت فودافون فى مبادرة محو الأمية ومن ثم جمعية دكتور جمال شيحة لعلاج مرضى الكبد ومكافحة فيرس سى بمساعدة أهالى الصعيد وتعمل أيضا مع جمعية الأورمان ومصر الخير.
وتدرس المؤسسة حاليا دخول بعض الكيانات فى القطاع الخاص المرحلة الثانية من مبادرة تطوير القرى الأكثر احتياجاً بمدن الصعيد بعد انتهاء المرحلة الأولى المكونة من 25 قرية.