«الصناعة» تسند إنشاء محطة الصرف الصحى لـ«الهيئة الهندسية» بعد انسحاب «المقاولون العرب»
الحكومة تستكمل إنشاء المدابغ الصغيرة وتوصيل المياه والكهرباء.. و«أصحاب المدابغ»: الوزارة لم تبدأ خطوات توفير الخدمات الأساسية
بدأت وزارة الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، الخطوات الفعلية لتنفيذ خطة المهندس طارق قابيل، وزير الصناعة الجديد، لنقل مدابغ مجرى العيون لمدينة الروبيكى بحلول شهر أكتوبر من العام المقبل.
ورصدت «البورصة» فى جولة لها بمدينة الروبيكي، استئناف العمل بالمشروع مرة أخرى بعد توقفه الشهور الماضية على خلفية عدم توفر التمويل.
وأظهرت الجولة إسناد وزارة الصناعة والتجارة استكمال إنشاءات محطات الصرف الصحى وعدد من المبانى للهيئة الهندسية للقوات المسلحة بعد انسحاب شركة المقاولون العرب الفترة الماضية.
والتقت «البورصة» العديد من المقاولين العاملين بالمنطقة لرصد الوضع الحالى بالمدينة وجاهزيتها للنقل، وأوضح المقاولون أن العمل بالمدينة منذ 2008 يجرى على فترات، حيث تنشط الأعمال والإنشاءات عدة أشهر لكن سرعان ما تتوقف مرة أخرى.
وتوقع عدد من المقاولين الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى وتجهيزها للنقل خلال مدة أقصاها 10 أشهر تلبية لرغبة وزارة الصناعة والتجارة.
ورصدت الجولة عدم الانتهاء من إنشاء المدابغ ذات المساحات الكبيرة، التى تزيد مساحتها على 1000 متر، وكذا عدم تركيب أسقف الصاج الخاصة بكل مدبغة رغم جاهزيتها للتركيب، وما زالت أساسات المدبغة الخدمية النموذجية التى يطالب بها أصحاب مدابغ مجرى العيون كشرط أساسى للنقل، تعانق الأرض.
وكانت وزارة الصناعة والتجارة كلفت يونيو 2013، د.عبلة عبداللطيف، مستشار وزير الصناعة، بتلقى طلبات الانتقال من منطقة مجرى العيون أو الحصول على التعويضات مقابل النقل للروبيكي.
وتلقت وزارة الصناعة 300 طلباً من أصحاب المدابغ للنقل للروبيكي، و46 طلباً للتعويض مقابل ترك مدبغته بمجرى العيون فيما رفض نحو 300 مدبغة النقل.
وتحتاج «الروبيكي» نحو 1.6 مليار جنيه لإتمام مشروع الروبيكى بمراحل الثلاث، وخاطبت الحكومة المصرية جهات تمويلية كبرى كالبنك الدولى والحكومة الأمريكية والإيطالية لتدبير التمويل لكن دون جدوى.
كانت وزارة الصناعة قد خاطبت وزارة المالية لتخصيص 311 مليون جنيه، لاستكمال المرحلة الأولى من المشروع، لكن الأخيرة لم توافق حتى الآن، ما دفع وزارة الصناعة إلى مخاطبة وزارتى التخطيط والتعاون الدولى للبحث عن جهات مانحة محلية وأجنبية لتدبير التمويل.
وتخطط الوزارة إلى الانتهاء من مشروع نقل المدابغ للروبيكى بشكل كامل خلال عام 2017، شريطة توفير التمويل، حيث تتطلب المرحلة الثانية فقط 1.1 مليار جنيه، بحسب رئيس هيئة التنمية الصناعية.
ويتطلب استكمال محطة الصرف الصحى ومعالجة المياه وبناء المنشآت نحو 450 مليون جنيه، ومن المخطط أن يضخ صندوق دعم وترفيق المناطق الصناعية 140 مليون جنيه لاستكمال إنشاء المحطة قبل نهاية العام.
والتقت «البورصة» مع عدد من المقاولين العاملين بالمدينة، وقال أحد المهندسين المدنيين بالموقع– رفض ذكر اسمه– أن العمل بمحطة الصرف الثانية يستغرق عاماً ونصف العام، وأن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تولت العمل بها منذ نحو 4 أشهر، بعد انسحاب شركة المقاولون العرب مباشرة.
وقال أحد أفراد الأمن الإدارى أن المدينة لا يوجد بها كهرباء، ولا مياه، و«تعيش على جراكن المياه» التى يقوم أحد العمال بجلبها من مدينة بدر، حيث يقوم برحلة كل يومين لمليء الجراكن.
وقال محمد عبده، مقاول بالمدينة، إن ضعف التمويل هو سبب عدم الانتهاء من المرحلة الأولى حتى الآن، والتى بدأ العمل بها من أكثر من 5 سنوات.
وأضاف عبده أن الحكومة الحالية عازمة على الانتهاء من المشروع فى أقرب وقت، وأن تولى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بعض أعمال الإنشاءات، جاء لسرعة إنجاز المهام المكلفة بها.
وتبلغ مساحة مدينة الروبيكى حوالى 530 ألف فدان، تم تخصيصها للمشروع منذ عام 1994، وتتراوح مساحة المنشآت الخاصة بالمدابغ فيها من 300 متر حتى 1500 متر، مقسمة إلى بلوكات مجمعة على حسب المساحة.
يأتى ذلك فيما قال حسين عبدالحافظ، صاحب مدبغة أولاد حسين بمصر القديمة، إن 70% من مدابغ مصر القديمة لن تتمكن من النقل للروبيكى بسبب ارتفاع تكاليف تجهيزات المدابغ من آلات ومعدات.
وأضاف عبدالحافظ، أن ارتفاع أسعار الكهرباء والماء يؤثر سلباً على القدرة الإنتاجية للمدابغ الصغيرة والمتوسطة والورش، وهو ما يخفض الإمكانات المادية للنقل لتلك المدابغ.
وأشار إلى أن متوسط تكلفة نقل مدبغته للروبيكى بلغ مليون جنيه، مؤكداً أن معظم مدابغ منطقة مجرى العيون عبارة عن ورش صغيرة ومتناهية الصغر.
وقال عبدالحافظ إن التعويضات التى فرضتها وزارة الصناعة والتجارة الخارجية، وتقدر بنحو 2310 جنيهات للمتر «ضئيلة» مقارنة بالمكان الذى وصفه بالاستراتيجى الذى تقع به مدابغ عين الصيرة بمنطقة مصر القديمة، مؤكداً أن سعر متر الأرض يصل إلى 15 ألف جنيه كحد أدنى للموقع الذى تتميز به المنطقة.
وانتقد تقسيم المدابغ بالروبيكي، موضحاً أنه لا توجد أماكن أمام الإنشاءات الخاصة بالمدابغ، تسمح بإمكانية التوسع للراغبين فى ذلك، حيث تم تخطيط المدينة على شكل «بلوكات» مجمعة متلاصقة، تفصلها شوارع يبلغ عرضها نحو 6 أمتار على أقصى تقدير، وهو ما لا يسمح بإمكانية التوسع أمام كل مدبغة.
فى سياق آخر أظهرت الجولة عدم بدء الحكومة فى الإنشاءات الخدمية، مثل المستشفيات، ونقط الإسعاف، والمطافئ، والشرطة، إضافة للمقاهي، والمطاعم، كما لم يتم البدء فى الإنشاءات الخاصة بالعاملين أنفسهم، أو مدارس لأبنائهم.
وتبعد «الروبيكي» عن المجتمع العمرانى بمدينة بدر بما لا يقل عن 10 كيلومترات، وتفتقر المدينة إلى المواصلات خاصة فى حالة الخروج منها والتوجه إلى مدينتي بدر والعاشر من رمضان.
وقال أحمد حربى، صاحب مدبغة حربى فى منطقة مجرى العيون: مازالت هناك مفاوضات لتتحمل الحكومة تكلفة نقل المدابغ إلى منطقة الجلود بالروبيكي، لعدم قدرة الكثيرين على تحمل تكاليف النقل المرتفعة.