التعليم الرقمى غير الفعال يحول الطالب الى روبوت يعتمد على التلقين
التكنولوجيا هى السبيل الوحيد للتوسع بشكل كبير الوصول إلى المعرفة، وفقا لأندرياس شلايشر، مدير التعليم والمهارات فى منظمة التعاون والتنمية نادى الدول المتقدمة.
لكن منظمته هذا العام تسببت فى ارتباك بين التربويين فى جميع أنحاء العالم بسبب تقرير يكشف فشل مركب للجهود العالمية الرامية لجعل التكنولوجيا مساعدة للتعليم.
فى بعض البلدان الغنية، كان الأطفال الذين يتمتعون بمهارات القراءة والكتابة الجيدة ليس بالضرورة من المستخدمين الواثقين والفعاليين للإنترنت وفى مكان آخر منع الافتقار إلى مهارات القراءة الأساسية الأطفال من الحصول تعليم أكثر عبر الإنترنت، وأدى استخدام الكمبيوتر بشكل متكرر فى المدرسة فى عمر الـ 15 عاما الى تحقيق درجات اسوأ فى الاختبار من أقرانهم.
ويمكن بحسب تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز للتكنولوجيا والتصميم المبتكر ان يوفر حلولا جديدة لمشكلة التعليم فى المناطق النائية من العالم وخاصة للطلاب فى المناطق المتضررة من الأزمات أو الدول النامية.
لكن البعض فى العالم المتقدم يرى الأطفال حتى فى نظم التعليم التى تحصل على درجات اختبار جيدة وتتمتع بمستوى عال من الاستثمار فى التكنولوجيا، غير قادرين على التعامل مع الانترنت بشكل فعال.
الكثير من التلاميذ، بحسب تعبير شلايشر ضحية للتشويش الرقمي.
بعض خبراء التقنيات الحديثة يعتقد ان التعليم وعلماء التكنولوجيا على طرفى نقيض.
وقد تم وضع حلم افلاطونى للتعليم الرقمي، كما يقولون، من قبل صناع القرار والمبدعين واتخذ اتجاهات مختلفة منها الاتجاه الأول الراغب فى شراء الحلول التى تعزز طرق التعليم التقليدية؛ والثانى هو هذه الأخيرة تريد تعطيل وإلغاء التعليم بتلك الطريقة والاتجاه نحو شخصنة فى التعلم والاختراع بطريقة فوضوية.
كما يقول أوستن دان هوس وهو خبير استراتيجى فى تصميم الاستوديوهات فى شركة فرى رينج بسان فرانسيسكو إن افتتان مجتمعنا بالتكنولوجيا لحد الإفراط فى التركيز على ابتكار تكنولوجيا جديدة للمدارس ادى الى عدم إيلاء اهتمام كاف بتطوير نماذج جديدة كلية للعملية التعليمية ذاتها.
ويقول جيم نايت، وهو وزير تعليم سابق فى المملكة المتحدة وحاليا رئيس كبير مستشارى التعليم فى مؤسسة تى اى اس لموارد والتعليم، إن الحطومات لاتزال مرتبطة بتقييم الاختبارات الوطنية والتصنيفات العالمية، وهذا يؤدى الى بطء التكيف مع العصر الرقمى والتردد فى التحول من التدريس من تلقين المعرفة إلى الإبداع الذى يحتاجه الطلاب لمهن الغد فإذا كنا نستخدم أدوات التكنولوجيا مجدرة دون إعادة تعريف لما يحدث فى الفصول الدراسية فسيصبح الأمر مثل البطاقات التعليمية على الشاشة، وهو اشبه بتلقين الروبوت معلومات معينة لتكراها.
وبحسب تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية فإن برامج التدريب والدعم للمعلمين باستخدام التكنولوجيا الجديدة لم تعد موجودة فضلا عن توفير شاشات الكتابة التفاعلية من خلال المشتريات الحكومية لم يجر لها تبديل او تحديث منذ عقد من الزمن.
ويعتبر الاستخدام المبتكر للتكنولوجيا سبيل النجاة بشكل كبير فى تحسين فرص الحصول على التعليم فى المناطق النائية والريفية – حتى عند تشغيل المعدات المتطورة فعلى سبيل المثال تقدم دروسا عن بعد تظهر على سطح الشاشة أمام الفصول فى مونتيفيديو يشرح فيها معلمون فى شمال لندن من خلال دائرة تليفزيونية مغلقة.
ويشير السير/ كيفان كولينز، الرئيس التنفيذى للمؤسسة الخيرية للتعليم فى لندن إلى أن التكنولوجيا لا يمكن ان تكون بديلا للعملية التعليمية ولكنها مكملة لها. موضحا أن افضل الخطط تلك التى تؤدى الى مساعدة ممارسة التلاميذ لأنشطتهم وتعزز مهاراتهم.
وبحسب نايت فإن التعليم يبقى هو دائما عملا إنسانيا وستبقى كل التقنيات مجرد ادوات لكن المنافسة فى المستقبل ليست مع الصين ولكنها بين الناس والروبوتات ونحن البشر نحتاج ان تتوافر لدينا القدرة التنافسية فى سوق العمل.