أنفقت مصر العام الماضى الملايين من الدولارات لإبراز صور الأهرامات، والمنتجعات الشاطئية على الحافلات واللوحات الإعلانية فى نيويورك ولندن لدعم القطاع السياحى الذى يشهد اضطرابات منذ 2011.
وابتعد الزوار الأجانب عن مصر نتيجة سنوات من الاضطرابات فى أعقاب ثورة الربيع العربى وعادوا بحذر شديد، حتى تحطّمت طائرة محملة بالسياح الروس فى صحراء سيناء يوم 31 أكتوبر الماضى بعد إقلاعها من مدينة شرم الشيخ، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها.
وقال ناديجدا بوبوفا، محلل السفر فى «يورومونيتور»، إن الحادث وتحذيرات السفر بمثابة تطور كارثى بالنسبة لمصر.
وأضاف أنه من المرجح أن يتجه السياح إلى الأماكن الأكثر أماناً مثل دبى وقطر وأبوظبى وعمان فى فترات الشتاء، وزادت التكهنات من خبراء السياحة بأن المتشددين قصفوا الطائرة، الأمر الذى سيعود بالضرر على القطاع السياحى فى مصر.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبيرج»، أن روسيا علقت رحلات الطيران المتجهة الى مصر، فى الوقت الذى اوقفت فيه المملكة المتحدة الرحلات الجوية الى شرم الشيخ وسعى البلدين لجلب الآلاف من المسافرين المحصورين فى الدولة، كما حثّت هولندا وألمانيا مواطنيها على عدم القدوم إلى مصر.
وأعلن أحمد حمدى، نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة، أن مصر قامت بتعليق الحملة الترويجية التى أسندتها لوكالة جى والتر تومبسون، العالمية فى نيويورك بقيمة 68 مليون دولار لمدة ثلاث سنوات وقامت بإلغاء أحداث إطلاقها.
وأوضحت «بلومبيرج»، أن كارثة تحطم الطائرة ضربة كبيرة لجهود الرئيس عبدالفتاح السيسى لإصلاح صورة الاقتصاد وسط الاضطرابات السياسية والانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان.
وكان من المفترض أن يكون القطاع السياحى جزءاً رئيسياً من التحول، حيث ولد 7.4 مليار دولار من العملات الأجنبية فى السنة المالية التى انتهت فى 30 يونيو الماضى، وفقاً لبيانات البنك المركزى، وكانت أعداد السائحين – رغم أنها أقل بكثير من المستويات المرتفعة المشهودة فى 2010 عند 14 مليون سائح تتعافى، ووصلت إلى 10 ملايين سائح فى 2014.
وساهمت كبرى الشركات المصرية فى تكاليف الحملات الإعلانية السنوية، الامر الذى رفع عدد الزوار، لكنه لايزال أقل بكثير من أعلى مستوى فى 2010، حيث سجّل 14 مليون سائح، وتعافى حتى وصل إلى ما يقرب من 10 ملايين فى العام الماضى.