“حنين”: لدينا فرصة لتكوين شراكات حقيقية بين الكيانات المصرية ومنظمى الرحلات الروس
شركات الطيران المصرية يجب أن تسيطر على الخطوط الجوية بين القاهرة وشرم وموسكو
الوافد العربى ينفق 3 أضعاف الأجنبى بحد أدنى.. ولابد من زيادة الترويج بالخليج
قال مجدى حنين، رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية، إن السياحة أصبحت الآن مكلفة للغاية.
وأضاف فى حوار لـ”البورصة”، أنه بدلاً من أن تدر السياحة دخلاً للدولة، أصبحت الحكومة تحتاج أموالاً طائلة لاتباع الإجراءات الأمنية الحديثة لتأمين جميع الزائرين لمصر، كما لم يعد التسويق وحده كافياً لجذب السياح، بل أصبح الجذب محكوماً بسياسات عالمية تدير العلاقات بين الدول.
وطالب حنين، بإلغاء الدعم من قاموس السياحة سواء للرحلات أو للسياح، وتوجيهه لمستحقيه من الفقراء ومحدودى الدخل، لأن دعم السياحة “فاشل” من وجهة نظره.
كما طالب الحكومة بتحرير السياحة الروسية من الشركات التركية، خصوصا أن الأخيرة تقدم لمصر ما يفيض عن حاجة فنادقها من سياح، مشيرا إلى أن شركات الطيران المصرية يجب أن تسيطر على الخطوط الجوية بين القاهرة وموسكو، وشرم الشيخ وموسكو.
كشف حنين، أن الاتراك توقفوا عن دفع مستحقات الشركات المصرية لديهم، التى تقدر بملايين الجنيهات عقب الأزمة الأخيرة فى شرم الشيخ، إلى جانب الأزمة بين تركيا وروسيا التى نشبت مع إسقاط تركيا طائرة مقاتلة روسية وتعليق عدد من الاتفاقيات بين البلدين.
وأوضح أن الفترة المقبلة يجب أن تمثل فرصة لشركات السياحة المصرية ومنظمى الرحلات الروس، لتكوين شراكة حقيقية استثماراً للعلاقات القوية التى تجمع مصر وروسيا فى معظم المجالات الاقتصادية والسياسية.
وانتقد حنين، جميع الحملات الترويجية لمصر بالداخل والخارج، باعتبارها غير مجدية بسبب الصورة الذهنية السلبية عن مصر بالخارج التى لا يمكن تغييرها من خلال الحملات الترويجية فقط.
وأشار إلى أن قطاع السياحة سواء الرسمى أو الخاص، يبذل قصارى جهده لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الحركة السياحية الوافدة لمصر، والحفاظ على حجم الاستثمارات التى تم ضخها خلال الأعوام الماضية بقيمة تزيد على 200 مليار جنيه للتطوير والإنشاءات.
وأضاف أن معظم الأسواق المصدرة للسياحة لم تعد تتقبل سفر مواطنيها فى هذا التوقيت، فى ظل تتابع الأحداث الإرهابية التى يقف وراءها تنظيم داعش، سواء فى أوروبا أو الشرق الأوسط.
فهجمات “داعش”، كانت سبب تأجيل شركات الطيران رحلاتها حتى إشعار آخر لمعظم المقاصد السياحية.
وفيما يتعلق بالسياحة العربية، التى تسعى الوزارة لاستقطابها لتعويض تراجع الوفود الأجنبية، قال إن السياحة العربية ستدعم مصر الفترة المقبلة بسبب تشابه الظروف بين جميع البلدان العربية، إلى جانب وجود مصالح مشتركة بين هذه البلدان مما يضطرها لدعم مصر.
وشدد حنين، على ضرورة تكثيف الدعاية فقط فى الأسواق العربية خصوصا دول الخليج والمغرب العربى، وتيسير إجراءات منح التأشيرات، بهدف جذب أكبر عدد من السائحين خلال هذه الفترة.
وقال إن السائح العربى ينفق 3 أضعاف الأجنبى بحد أدنى، لأن الأخير يلتزم ببرنامج محدد لا يزيد عليه.
وطالب بوضع أسواق الشرق الأقصى وخصوصا الأسواق الواعدة مثل الصين والهند، على رأس أولويات المستثمرين والحكومة، وتنفيذ برامج شاملة تتماشى مع نوعية هؤلاء السائحين وتلبية جميع متطلباتهم.
وقال إن البرامج الجاذبة لهذه البلدان لا تقتصر على السياحة الثقافية فقط أو الشاطئية، لكن يجب أن تشمل الأماكن التراثية بسبب ميل الصينيين والهنود لزيارة هذه الأماكن.
وأوضح أنه لا يمكن التكهن بخسائر السياحة خلال العام الحالى، لعدم وجود أرقام ونتائج محددة يمكن القياس عليها من جانب وزارة السياحة، فكل عام له نتائج خاصة.
وشدد على أن الدبلوماسية المصرية هى المسئولة عن تحديد مصير السياحة، عبر تحسين صورة مصر فى الاجتماعات الخارجية.
وحول المهرجانات التى يتم تنظيمها فى شرم الشيخ واستضافة الفنانين العالميين، قال إنها تساعد فى تحسين الصورة الذهنية عن مصر، والحفاظ على شرم الشيخ كما هى فى أذهان العالم الخارجى، لكنها فى الوقت ذاته تؤذى مشاعر أهالى ضحايا الإرهاب.
وفيما يخص استغلال الركود السياحى لمصر، قال حنين إن على الشركات وأصحاب المنشآت، تطوير وصيانة المنشآت حتى تكون مؤهلة لاستقبال أفضل أنواع السائحين الأكثر إنفاقا، لأن الفترة الحالية لا يحتاج فيها المستثمر إلى إخلاء المنشآت الخالية بالفعل.
وأشار إلى أنه يجب على جميع المنشآت السياحية والفندقية البدء فوراً فى صيانة منشآتها لتطوير منتجها السياحى، حتى تستطيع بعده البدء فى رفع الأسعار لتتناسب مع الامكانيات التى يتمتع بها المقصد السياحى المصرى، مشيرا إلى أن ذلك سيساهم فى زيادة الدخل القومى للبلاد، عبر سداد هذه المنشآت للضرائب والرسوم المستحقة عليها للدولة فى وقتها.
وطالب أصحاب الفنادق بعدم استغلال القروض التى منحتها لهم البنوك لإجراء عمليات الصيانة، فى أغراض أخرى، لأن الصيانة أهم من أى التزامات أخرى.
وفيما يتعلق بأعمال اللجنة حالياً، قال إنها على اتصال دائم بالشركات البريطانية، وتجيب على جميع الأسئلة التى توجهها الشركات البريطانية عن مصر، وتوضح الأمور التى ترغب الشركات فى معرفتها، خصوصاً أن الغرفة تضم عدداً كبيراً من المستثمرين.