“سانتا كلوز” أو “بابا نويل” يقف بجوار شجرة الميلاد فى إحدى أركان المنزل يتكرر هذا المشهد نهاية شهر ديسمبر من كل عام، وتحتفل الطوائف المسيحية الغربية بذكرى ميلاد السيد المسيح فى 25 ديسمبر، بينما تحتفل به الطوائف المسيحية الشرقية فى 7 يناير من كل عام.
اما عن عادة تزيين شجرة الميلاد فهى ترجع لأكثر من قصة، حيث تروى إحدى القصص أن الفكرة ربما بدأت فى القرون الوسطى بألمانيا، الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التى تعبد الإله “ثور” إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار ويقدم على إحداها ضحية بشرية.
وفى عام 727 أو 722م أوفد إليهم البابا القديس بونيفاسيوس لكى يبشرهم، وحصل أن شاهدهم وهم يقيمون حفلهم تحت إحدى الأشجار، وقد ربطوا ابن أحد الأمراء وهموا بذبحه ضحية للاله”ثور” فهاجمهم وخلص ابن الأمير من أيديهم ووقف فيهم خطيباً مبيناً لهم أن الإله الحى هو إله السلام والرفق والمحبة الذى جاء ليخلص لا ليهلك.
وقام بقطع تلك الشجرة ثم نقلوها إلى أحد المنازل وزينوها، وصارت فيما بعد عادة ورمزاً لاحتفالهم بعيد ميلاد المسيح، وألغيت منها بعض العادات كوضع فأس وأضيف إليها وضع النجمة رمزًا إلى نجمة بيت لحم التى هدت المجوس الثلاثة.
غير أن انتشارها ظل فى ألمانيا ولم يصبح عادة اجتماعية مسيحية ومعتمدة فى الكنيسة، إلا مع القرن الـ 15.
وانتقلت إلى فرنسا وفيها تم إدخال الزينة إليها بشرائط حمراء وتفاح أحمر وشموع، واعتبرت الشجرة رمزًا لشجرة الحياة المذكورة فى سفر التكوين من ناحية ورمزًا للنور، ولذلك تمت إضاءتها بالشموع، وبالتالى رمزًا للمسيح وأحد ألقابه فى العهد الجديد “نور العالم”.
كما نسبت إضاءة الشجرة إلى مارتن لوثر فى القرن الـ16، غير أنه لم تصبح الشجرة حدثًا شائعًا، إلا مع إدخال الملكة شارلوت زوجة الملك جورج الثالث تزيين الشجرة إلى إنجلترا فى عام 1840، ومنها انتشرت فى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وتحولت معها إلى عادة وتقليد يتبعه المسحيين فى الشرق والغرب بحلول عيد الميلاد.