استمرار البرامج التليفزيونية لفترات طويلة يعتمد بشكل كبير على نجاح هذه البرامج وتأثيرها لدي الجمهور،فكلما استمرعرض البرنامج لفترات طويلةكلما كان هذا دليلا علىزيادة الاقبال عليه، وردود الأفعال التي يحققها لدي المشاهد مما يساهم في استمراره.
عزيزي القاريء.. عليك ان تنسي السطور السابقةوتمحوها من ذاكرتك، إن كنت ترغب فعليا في التعرف على العوامل الحقيقية لاستمرار البرامج في مصر.. فالمتابع للوسط الإعلامي والبرامجي بشكل جيد يدرك ان هناكعوامل اخري تساهم في هذا الاستمرار..يمكنك أن تتعرف عليها من خلال النصائح التالية..
النصيحة الاولي: لا تهتم
“لا تهتم بأي شيء.. لا بأخلاق ولا أعراف ولا قوانين مهنية”..
أينعم.. الأمر بسيط جدا.. أي شيء تقع عليه يدك تتصور أنه قد يتسبب في جدل تمسّك به، واعرضه بكل جرأة ودافع عن عرضه حتى وان كان هذا العرض ينتهك خصوصية أشخاصا ويقتحمها وحتى إن كنت لا تمتلك حق عرض هذه التسجيلات .. اعرضها ولا تلتفت لأي انتقادات هكذا فعلتها المذيعة ريهام سعيد في برنامجها ” صبايا الخير ” واذاعت صور شخصية لاحد ضيوفها بل وقامت بالتلميح لامتلاكها المزيد من الصور.. لا تخف لو توقف البرنامج فسوف يعود بقوة كما حدث معها فهاهي تستعد للعودة بعد حوالي شهر من توقفه.. لا تهتم أبدا..
النصيحة الثانية: اقطع البث
هذه الحيلة سهلة وبسيطة وغالبا ما تأتي بنتائج قوية..
المخلص: لو أغضبك حديث الضيف لا تفكر أبدا في انهاء الحوار بطريقة مهنية.. فلا تناقشه ولا تجادله أو تحاورهبالمنطق.. لا مكان هنا للمنطق..
فقط انظر في عينيه وطالب القائمين علي انتاج البرنامج بقطع البث او بقطع الكهرباء. كما فعلها المذيع وائل الابراشيخلال حديثه مع ضيفه المرشح السابق لرئاسة الجمهورية حمدين صباحي.. الأمر سهل جدا
النصيحة الثالثة: افتي..
“أو بمعني أدق: اعرض أي شيء يقع في ايدي فريق الإعداد ولا تهتم بالتاكد من صحته .. فهذا يساهم في إضافة نوع جديد من التسلية لدي المشاهدين كما حدث في أحد حلقات برنامج “على مسئوليتي” للمذيع أحمد موسى..عندما أذاع جزء من أحد العاب الفيديو جيم على أنه هجوم بالطائرات من القوات الروسية علىأحد معسكرات داعش!
وبعدما انكشف الامر توقع الكثيرون أنها سوف تكون نهاية البرنامج او على الأقل سينتهي الموقف باعتذار موسى لجمهوره عن هذا الخطأ ولكن في الحقيقة لم يحدث أي شيء أما البرنامج فاستمر عرضه دون توقف أو اعتذار.
النصيحة الرابعة:الجأ للتهديد
إذا لم تنجح تلك الخطوات السابقة فعليك بالتهديد .. هدد أي شخص بأي شيء..بعد ساعات سيتحول هذا التهديد الي مقطع فيديو قصير سينتشر مواقع التواصل الاجتماعي، يضحك عليه البعض ويطالبالبعض بإيقافك، لكن لا تخف.. لن يحدث أي شيء وستتمكن من الهاء الجميع. هذه النصيحة برعاية المذيع توفيق عكاشة الذي يخرج يوميا بتهديد جديد “هدد السوريين المقيمين في مصر بأن المصريين سيدمرون منازلهم وهدد وزير الداخلية بفضحة وهدد صاحب أحد القنوات الفضائية المنافسة بانه سيعتصم هو وفريقه أمام القناة “تهديداتتهديدات ومعها ستستمر في اثارة الجدل ولن يتوقف الحديث عنك ولا عن برنامجك.
وأخيرا عزيزي القاريء ان كنت ترغب في أن تكون مذيع مصري ناجح ومقدم برنامج مستمر دون انقطاع عليك بالنصائح السابقة، وإلا ستجد نفسك مذيع فاشل يطلبك صنّاع أهم المهرجانات العالمية لتحل ضيفا عليها وتسير على سجاجيدها الحمراء وتتهافت عليك الكاميرات والقنوات لتحصل على تصريح واحد منك.. تأتيك عروضا لتقديم أهم الجوائز الفنية في العالم وينبهر العالم بكلماتك.. وينتظر الجميع بشغف كل كلمة تقولهاوكل برنامج تظهر فيهوكل تغريدة تكتبها، ويصبح أجرك هو الأعلى في الوطن العربي ..ويصبح لك تصنيف عالمي ويصبح اسمك باسم يوسف ، كل هذا لأنك ببساطة لم تلتزم بهذه النصائح الثمينة التي يسير عليها زملائك من الإعلاميين المصريين”الناجحين جدا.. جدا” من أصحاب البرامج المستمرة..دون انقطاع.