كشفت وزارة البيئة، اليوم، عن الأسباب النهائية لأزمة نفوق الأسماك بمحافظتى البحيرة وكفر الشيخ، والتى يعد أبرزها نمط تغذية الأسماك، ومحاولة أصحاب الأقفاص للهروب من حملات الإزالة، ما أدى إلى غمر الأقفاص أعماق المجرى المائى.
أوضح الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، أنه تم أخذ عينات من المياه قبل وبعد مناطق ظهور الأسماك النافقة وتحليلها لمعرفة الأسباب الحقيقية لذلك، كما قامت مديرية الصحة بأخذ عينات من الأسماك النافقة لتحليلها للتأكد من خلوها من أى مواد سامة.
قال فهمى، أن هناك عدة أسباب أدت للظاهرة تتمثل فى: نمط تغذية هذا النوع من الأسماك «السيلفر» والذى يتغذى على الطحالب، مشيراً إلى أنه لزيادة المحتوى العضوى لنمو الطحالب يقوم أصحاب الأقفاص باستخدام سَبْلة وكَنْسة مزارع الدواجن، وينتج عن ذلك حمل عضوى كبير يؤدى إلى استنزاف الأوكسجين الذائب فى المياه، ما يساهم بدوره فى نفوق الأسماك.
أضاف أن ممارسات أصحاب الأقفاص التى من شأنها غمر الأقفاص إلى أعماق المجارى المائية لإخفائها عن أعين الأجهزة الرقابية التى تقوم بإزالة الأقفاص السمكية تعد سبباً فى حدوث الأزمة أيضاً.
أشار إلى أن الأيام الماضية شهدت حملات مكثفة مشتركة بين محافظتى البحيرة وكفر الشيخ لمنع ترحيل الأقفاص من محافظة إلى أخرى حيث إنهما متقابلتان على ضفتى النيل.
أكد أنه تمت إزالة ما يقرب 212 قفصاً سعة القفص الواحد 10 أطنان على جانب كفر الشيخ والجانب المقابل بالبحيرة، والتى تحتوى على أسماك السيلفر رخيصة الثمن.
أضاف أنه فى محاولة أصحاب الأقفاص للهروب من حملات الإزالة يتم غمر الأقفاص إلى أعماق المجرى المائى ونظراً إلى قلة الأوكسجين الذائب، موضحاً أنه كلما زاد العمق تنفق الأسماك الأمر الذى يشكل سبباً رئيسياً للظاهرة.
قال إن الطاقة الاستيعابية بنهاية وأطراف فرع رشيد محدودة للغاية نتيجة تلقى فرع رشيد لمياه المصارف الرئيسية (الرهاوي، سبل، تلا) المحملة بالصرف الزراعى والصحى المعالج وغير المعالج، ما يجعل هذه المنطقة ذات هشاشة بيئية.
تابع أنه نظراً للحمل العضوى الإضافى الناجم عن تكدس الأقفاص السمكية بشكل عشوائى بهذه المنطقة تزيد نسبة تركيز الأمونيا الناجمة من تحلل المواد العضوية خاصة البروتينية.
أوضح تقرير وزارة البيئة اليوم، أن حلول موسم السدة الشتوية أدى إلى نقص كمية المياه المتدفقة بمنطقة حِبس النيل فى المسافة المحصورة بين محافظتى كفر الشيخ والبحيرة، ما يعنى زيادة تركيز الأمونيا ونقص الأوكسجين الذائب فى الماء.
قال الوزير إن كل ذلك يؤدى إلى نفوق الأسماك داخل الأقفاص، ما يضطر أصحاب الأقفاص إلى تفريغ هذه الأسماك النافقة فى مياه النهر للتخلص منها، فتظهر على سطح المياه وتتحلل سريعاً وتتعفن، الأمر الذى أدى إلى انبعاث الروائح الكريهة وعكارة المياه مع ظهور طبقة من الدهون التى تحويها هذه الأسماك على سطح المياه.
حيث أصدر الوزير توجيهاته للأفرع الإقليمية لجهاز شئون البيئة بوسط وغرب الدلتا والبحيرة باستمرار أعمال المسح والمتابعة وأخذ العينات وتحليلها حتى يتم التأكد النهائى من زوال الآثار السلبية لنفوق اﻷسماك بمركزى فوه بكفر الشيخ والمحمودية بالبحيرة.
وكان «فهمى» وجه يوم الخميس بالدفع بلجان من الأفرع الإقليمية للجهاز بوسط وغرب الدلتا والبحيرة وبمشاركة المحافظات المعنية وممثلى وزارات الصحة والرى والزراعة والداخلية لعمل مسح كامل لمناطق النفوق، وذلك فور رصد الواقعة.