ورد في كتاب «تأثير فيسبوك» للكاتب الشهير ديفيد كيركباتريك تصريحات لبعض المستثمرين عن موقع فيسبوك في بداياته قائلين: من هذا الذي يصطف في الطابور ليعرض المليارات مقابل مشروع رائد خاسر؟ يبدو أنهم لا يعلمون أن هذا الموقع استطاع أن يحظى حالياً بمليار ونصف مليار مستخدم! ليصبح الموقع الأكبر في التاريخ ويستخدمه 1 من أصل 5 أشخاص على ظهر كوكب الأرض.
في هذا الكتاب أيضاً الذي نشر عام 2011 استعرض الكتاب الذي يحكي عن الأيام الأولى للشركة، فإنها كانت هدفاً رائجاً للاندماجات والاستحواذات وحظي بالكثير من المحاولات لشرائه في بدايته، فبعد أربعة أشهر فقط من إطلاق الفيس بوك اصطف طابور من أصحاب الأموال (أو من ممثلي الشركات) ليحاولوا إقناع أحد مؤسسيها ومديرها العام مارك زوكربيرغ أن يأخذ مبلغا ضخما مقابل الشركة، ولكن زوكربيرغ رفض جميع العروض، حيث كانت لديه رؤية وطموح حول هذا المشروع، كانت أيضا العديد من العروض غير مجدية ولكن بالرغم من ذلك كان بعضها مغرياً أكثر مما كان متوقعا.
عرض بعد 4 أشهر فقط من التأسيس بـ 10 ملايين دولار
عندما ظهرت شركة Facebook في فبراير من عام 2004 كان اسمها حينها TheFacebook.com، وبعد 4 أشهر فقط وقبل أن تتلقى العديد من الاستثمارات الخارجية الأولى، حصل مارك زوكربيرغ الذي كان في العشرين من عمره على عرض من رأسمالي من نيويورك لم يذكر اسمه، وكانت قيمة الصفقة 10 ملايين دولار. كتب ديفيد كيركباتريك في كتابه، «لم يفكر جدياً ولا دقيقة بأن يقبل هذا العرض»، نظراً لأن العرض لم يكن مغرياً بشكل كاف.
محاولة شركة Friendster
كانت شركة Friendster – بحسب بعض الوثائق – من أول الراغبين في شراء Facebook حيث كانت في حاجة ماسة للمال، ولكن الصفقة كانت تتوقف على قدرة Friendster على إجراء دورة تمويل (توفير أموال من أرباحها)، لكن فيسبوك استطاعت جلب استثمارات كافية، ولم يحصل ذلك.
بداية محاولات جوجل عام 2004
في ذلك الوقت كان مارك وأصدقاؤه في السكن الجامعي في هارفارد يستأجرون بيتاً في بالو ألتو الخضراء (بالقرب من مقر جوجل)، قال كيركباتريك في كتابه إن بعض المسئولين في جوجل تواصلوا مع مؤسسي شبكة الفيس بوك وقتها ليعرفوا طريقة عمل الشركة وسبل التعاون، لكن لم يتم إبرام صفقة وقتها وفشلت المحاولة.
Viacom تضع على الطاولة 75 مليون دولار
تعد Viacom هي أولى الشركات التي تطرح أرقاما مغرية، ففي ربيع 2005 كانت فيسبوك (وهي لا تزال The Facebook) تجري مفاوضات حول الاستثمار مع The Washington Post Company. وفجأة ظهرت شركة Viacom لتعرض 75 مليون دولار مقابل الشركة، بحسب كيركباتريك كان مارك سيحصل على 35 مليوناً فوراً، ولكن شون باركر رئيس Facebook حينها لم يستجب للعرض بل قام باستغلاله لصالح الفيس بوك ليفاوض The Washington Post ويطالب بشروط أفضل، لكن تغلبت عليها في النهاية شركة Accel Partners. التي قامت باستثمار مبلغ ضخم في الفيس بوك.
2005 ومحاولة Myspace دون أن تدرك مصيره
لعل معظم مستخدمي الإنترنت في هذا الوقت يدركون مدى شهرة وشعبية الموقع ماي سبيس، في عام 2005 كان كريس دي وولف المدير العام لشركة ماي سبيس قد قام بزيارة مارك وفريقه من أجل «جس إمكانية شراء TheFacebook»، يقول كيركباتريك إن مارك ورئيس شركته شون باركر ومستشاره مات كولر وافقوا على مقابلة كريس لأنهم كانوا يعتبرونه شخصاً لطيفاً وكان لديهم اهتمام بمشروع Myspace.
لم يكن يدري كريس دي وولف أن هذا المشروع الصاعد (فيسبوك) سوف يلتهم منها كل شيء فيما بعد، لكي يتم بيع ماي سبيس بعد أشهر قليلة خلال عام 2005 إلى شركة نيوز كروب.
Viacom تعود في خريف 2005
لم تستسلم Viacom حتى نهاية سنة 2005، أظهرت الإحصائيات أن مشاهدي MTV يقضون أوقاتاً طويلة على موقع فيسبوك مما كان هذا دافعاً للجدية في شراء الفيس بوك، لذا جاء مارك في الخريف إلى نيويورك ليلتقي مع المدير العام للشركة توم فريستون. سعى توم إلى طرح جميع أنواع التعامل بين MTV وFacebook، ولكن لم يهتم مارك بأي منها.
محاولة NBC مع Facebook في سنة 2005
كان هناك عرض من إدارة NBC في سنة 2005 لشراء الفيس بوك، لكن لم يذكر المؤلف كيركباتريك أي تفاصيل عن هذه الصفقة.
محاولة نيوز كروب شراء فيسبوك بعد ماي سبيس
في يناير 2006 وبعد نجاح صفقة شراء ماي سبيس، دعا روس ليفينسون رئيس الشعبة الرقمية في نيوز كروب زوكربيرغ وأحد أهم مستشاره مات كولر إلى لوس أنجلوس. كان روس يريد شراء TheFacebookلكنه كان قلقاً حول قدرة الشركة على المحافظة على وتيرة النمو. يستشهد كيركباتريك بكلمات مارك: «هذا هو الفرق بين شركة من لوس أنجلوس وشركة من وادي السيليكون. كنا نبني لنبقى بينما المسؤولون في ماي سبيس لم يكن عندهم أي فكرة عن ذلك».
Viacom تعود في 2006 كمحاولة يائسة لآخر مرة
في بداية سنة 2006 أرسل مدير شبكة MTV إلى مايكل وولف ليتحدث معه مرة أخرى عن الفيس بوك، فقال زوكربيرغ له أنه يقدّر قيمة شركته بـ 2 مليار دولار. وبعد أسبوعين أرسلت Viacom عرضاً إلى فيسبوك بـ 1.5 مليار دولار، 800 مليون منها فوراً والباقي لاحقاً. كتب كيركباتريك في كتابه «تأثير الفيس بوك» أن الشركة كادت أن تقبل العرض، لكنها طالبت أن يكون المبلغ الفوري أكبر. رفض المدير المالي لـ Viacom بدفع كل هذا المبلغ مقابل شركة ذات عائدات منخفضة، فلم تحصل الصفقة، ولم تعد Viacom لأي محاولات أخرى بعد ذلك.
شركة ياهو تقرر خوض المنافسة في يونيو 2006
في صيف 2006 قررت ياهو أن تعرض على فيسبوك مليار دولار. أراد المستثمرون والكثير من المديرين أن يوافقوا على هذه الشروط. ولكن فيسبوك كانت تنوي إطلاق News Feed، فقرر مارك زوكربرغ أن في حال النجاح ستكون قيمة الشركة أعلى بكثير من مليار واحد، لكن فيما بعد ظهر تقرير في غاية السوء عن تدني الأرباح عن الربع الثاني، مما دفع ياهو لأن تخفض إلى 850 مليون دولار. وحسب ما ورد في كتاب «تأثير الفيس بوك» احتاج مجلس الإدارة في فيسبوك إلى 10 دقائق فقط ليرفض العرض.
في سنة 2006 فيسبوك تجذب اهتمام AOL
في منتصف سنة 2006 قرر مدير عام AOL جوناثان ميلر شراء فيسبوك. وقبل أن يخاطب الشركة الأم/ استطاع أن يقنع بالانضمام إلى الصفقة آن مور مدير عام شركة تايم، وكانت خطته كما يلي: أن تقوم AOL ببيع MapQuest وTegic، وTime Inc وكذلك IPC، ومعاً يمكنهم أن يعرضوا أكثر من مليار دولار. رفض مدير عام شركة Time Warner جيف بيوكرس هذه الفكرة. كتب كيركباتريك عن هذه الواقعة «قال لهما إنه في حال كانت الشركة تستطيع الاستغناء عن هذه الاتجاهات، فعليهما ببيعها وتحويل النقود إلى الشركة الرئيسية».
ياهو تعود مجدداً في خريف 2006
عادت ياهو في خريف 2006 إلى فيسبوك وعرضت عليها مليار دولار أو أكثر. ولكن في تلك الفترة كانت فيسبوك والتي كانت مخصصة خدماتها لطلاب الجامعات والثانويات بفتح موقعها لجميع الراغبين، مما رفع عدد التسجيلات الجديدة يومياً من 20 إلى 50 ألف مستخدم، وفقا لما كتبه كيركباتريك أن الرأسمالي المغامر والمستثمر جيم براير الذي كان يتوق لبيع فيسبوك وافق على رفض الصفقة. الشخص الوحيد الذي لم يكن موافقاً هو المدير التشغيلي الرئيسي أوين فان ناتا الذي لم يدم في الشركة طويلاً.
2007 وأولى المحاولات الجادة من جوجل
في عام 2007، استطاع تيم آرمسترونغ إقناع مجلس إدارة شركته جوجل أن يسمحوا له بتقديم عرض إلى فيسبوك، تحصل بموجبها جوجل على حق تقديم الإعلانات في فيسبوك. كتب كيركباتريك: «أقر المجلس إجراء المفاوضات إن كان فقط لذلك مغزى»، لم تحصل جوجل على ما تريد، ولكن عرضها للاستثمار في فيسبوك كان يمكن أن يرفع القيمة السوقية لشركة مارك زوكربيرغ إلى 15 مليار دولار ليغير الكثير من الأشياء.
ستيف بالمر مدير مايكروسوفت يعرض 15 مليار دولار
في سنة 2007 قام ستيف بالمر المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت بسؤال زوكربيرغ: «لم لا نشتري شركتكم ببساطة مقابل 15 مليار دولار؟» ، قد يبدو الأمر جنونيا ولكن في الحقيقة كان يتسم بالجدية، كان ستيف بالمر ( الذي يصمم على منع فيسبوك من الوقوع في أيدي جوجل) قد قرر أن يشتري شركة فيسبوك. كان ستيف يعرف أن مارك لن يتخلى أبداً عن إدارة فيسبوك، فقرر تطبيق مخطط جربته هوفمان لاروكي عندما قام بشراء Genetech.
يشرح كيركباتريك في كتابه «أرادت مايكروسوفت أن تشتري حصة أسهم صغيرة في فيسبوك لترفع قيمتها السوقية إلى 15 مليار دولار. وبعد ذلك كانت ستحصل على حق شراء 5% من أسهم فيسبوك مرتين في السنة، وكان الاستيلاء التام على الشركة سيستغرق بين خمس وسبع سنوات».
لم تعقد الصفقة، إلا أن مايكروسوفت استطاعت أن تشتري 1.6% من فيسبوك مقابل حوالي 250 مليون دولار. ومن شروط الصفقة التي رفعت فعلاً قيمة الشركة إلى 15 مليار دولار أن فيسوك ملزمة بإبلاغ مايكروسوفت إذا قررت يوماً دراسة عرض جوجل. ويزعم الكاتب أن فيسبوك لم تحصل بعد ذلك على أي عروض
المصدر : ارقام