تأسيس شركة تجارية مصرية لبنانية للترويج للصادرات المحلية بأفريقيا

الحكيم: بيروت ستكون منصة القاهرة لاقتحام أسواق غرب القارة السمراء
“عبد الحميد” يدعو الشركات اللبنانية لزيارة المصانع المحلية
جمال الدين: الاتجاه لأفريقيا «حتمى» لتعويض فقدان البلدان العربية

انطلقت فعاليات مؤتمر مصر لبنان من أجل إفريقيا المقام خلال الفترة من 29 فبراير إلى 2 مارس بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وبحث المؤتمر سبل دعم العلاقات الإقتصادية والتجارية بين مصر ودول غرب أفريقيا عبر التجار اللبنانين الأكثر توريدا وتصديرا للقارة السمراء.
وشهد المؤتمر توقيع مذكرة تفاهم لتأسيس شركة مصرية لبنانية ببيروت بين أحمد عبد الحميد رئيس غرفة مواد البناء باتحاد الصناعات ورئيس شركة تكنو ماربل للرخام، وماجد المنشاوى، رئيس شركة مينا فارم للأدوية ورجل الأعمال اللبنانى طلال نصر الدين أحد رجال الأعمال والتجار اللبنانيين الموردين لإفريقيا.
وتهدف الشركة المزمع تأسيسها لتسويق المنتجات المصرية فى السوق الأفريقى.
وتضمنت بنود المذكرة التى حصلت «البورصة» على نسخة منها، أن تحصل على الحق الحصرى فى بيع وتسويق وتعيين موزعين محليين لبعض الشركات المصرية المصنعة لمواد البناء والمنسوجات والصناعات الهندسية والمعمارية فى نطاق الدول المتفق عليها، والإشراف على تسويق المنتجات المصرية فى تلك البلدان ووضع الخطط التسويقية والترويجية لذلك.
وتم الاتفاق على تسويق المنتجات فى دول نيجيريا وأنجولا وزئير وكونغو وتنزانيا وزامبيا وساحل العاج وغانا، مع إمكانية إضافة دول أخرى وفقا للدراسات التى تتم لكل دولة منفردة، على أن يقوم الجانب المصرى بالتواصل مع الشركات المصرية والمصنعيين للحصول على الحقوق الحصرية من هذه الشركات وأفضل الأسعار والمساعدة فى التواصل مع الجهات الحكومية.
ويقوم المساهم اللبنانى بتوفير كامل المعلومات عن الأسواق الأفريقية وكيفية دخولها وتسجيل هذه المنتجات والتواصل مع الحكومات واختيار أفضل الوكلاء فى المنطقة.
وقال ألان الحكيم وزير الاقتصاد والتجارة اللبنانى، إن لبنان ستكون بمثابة منصة لمصر لدخول الأسواق الأفريقية، خاصة بقطاع البناء والإنشاءات.
وأضاف أن مؤتمر مصر من أجل لبنان يعد استكمال للاجتماعات المكثفة التى تمت خلال نوفمبر الماضى لتعزيز العلاقات بين البلدين، واستكمالا لمشوار توحيد جهود المشاركة وتراكم الخبرات وزيادة التعاون فى الأسواق الإفريقية من خلال قطاعات البناء والتشييد الذى يعد من أهم ركائز التعاون بين البلدين.
وأشار إلى أهمية هذا القطاع فى مصر ولبنان بما يزخر به من طاقات وقدرات.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حضور ألان الحكيم وزير الاقتصاد والتجارة اللبنانى، والدكتور محمد بدر الدين زايد سفير مصر فى لبنان وأحمد عبد الحميد رئيس غرفة مواد البناء باتحاد الصناعات المصرية ووليد جمال الدين رئيس المجلس التصديرى لمواد البناء وجمال الجارحى رئيس غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، ورئيس مجموعة الاقتصاد والأعمال اللبنانية ومدير عام المغتربين فى وزارة الخارجية اللبنانية، وممثلى 23 شركة مصرية وعدد من الشركات اللبنانية.
وقال الدكتور محمد بدر الدين زايد السفير المصرى فى لبنان، إن العلاقات المصرية اللبنانية اعتادت أن تكون حيوية، وان السفارة المصرية أجرت دراسة حول السوق اللبنانى وبحثت عن أبرز القطاعات التى تكون بمثابة القاطرة لدعم التبادل بين البلدين، وكان قطاع مواد البناء هو القادر على ذلك.
وقال إن كيفية التعاون بين مصر ولبنان فى إفريقيا هى القضية الرئيسية فى الفترة الحالية.
أضاف ان مصر لها دور فى حصول بعض دول إفريقيا على استقلاليتها، وتمتع التجار اللبنانيين برصيد إنسانى شعبى لدى إفريقيا يمكن من خلالهم إنشاء شراكة لبنانية مصرية تقوم العمل العربى المشترك الذى دائما ما نشكو من ضعفة.
وقال إن مصر ولبنان الكيانين الأكثر قدرة على تفاهم العروبة والعمل العربى المشترك وأن مواد البناء ستسهم فى بناء هذه العلاقات المشتركة.
وأضاف أن ما تحقق من بنية تحتيه فى العلاقات والمصالح المتبادلة بين مصر ولبنان يسهم فى زيادة التبادل التجارى، وهو ما يمكن من إمتداد هذا التعاون إلى إفريقيا وتحقيق منافع للجانبين.
وتعقد غدا عدد من الشركات المصرية لقاءات ثنائية مع عدد من الشركات اللبنانية لتنفيذ مبادرة مصر لبنان من أجل إفريقيا.
وقال بدر الدين أن المبادرة ستكون مقدمة للقاءات أخرى تالية فى القاهرة وإفريقيا.
وأشار إلى أن الدور الذى لعبه رجال الأعمال والمثقفين اللبنانيين له دور كبير فى العلاقات الثقافية والاقتصادية العربية الحديثة.
ودعا أحمد عبد الحميد رئيس غرفة مواد البناء باتحاد الصناعات، الشركات اللبنانية لزيارة المصانع المصرية خلال الفترة المقبلة، لبحث جودتها وصلاحيتها للتصدير.
وقال عبد الحميد: إن حجم التبادل التجارى بين مصر ولبنان يوضح أنه ما زالت هناك فجوة كبيرة فى العلاقات الثنائية بين البلدين.
واضاف خلال كلمته بمؤتمر مصر لبنان من أجل أفريقيا الذى تقام فعالياته فى بيروت خلال الفترة من 29 فبراير إلى 2 مارس المقبل، إن مبادرة مصر لبنان من أجل إفريقيا تمثل حلقة جديدة فى العلاقات المصرية اللبنانية.
وتابع مخاطباً رجال الأعمال اللبنانين: «سنضع كل الطاقات الإنتاجية المصرية بين أيديكم للاستفادة من النجاحات التى حققها التجار اللبنانيون فى أفريقيا للانطلاق إلى أسواق أكبر على أن تكون وجهتنا خلال الفترة المقبلة بعد أفريقيا إلى أسواق الشرق، وعلى رأسها العراق».
وقال إن جمعية الصداقة اللبنانية المصرية تقدم وتبذل الكثير من الجهد لزيادة التبادل التجاري، ومن أجل عمل تكامل حقيقى بين البلدين.
وقال إن المنتجات المصرية تشهد تطورا كبيرا من حيث الجودة والتقنية وأن الحكومة المصرية ووزارة الصناعة والتجارة الخارجية واتحاد الصناعات المصرية لن يبخلوا أى جهد فى زيادة الجودة وتحقيق المستويات المطلوبة للتصدير وكل ما يخدم الصادرات وتوفير احتياجات المصدر اللبنانى إلى الأسواق سواء من خلال الأسعار والجودة.
وقال وليد جمال الدين رئيس المجلس التصديرى لمواد البناء: إن الظروف الصعبة التى يعانى منها الاقتصاد العالمى وحالة التباطؤ التى يشهدها، تحتم على مصر سرعة التفكير فى طرق تجارية جديدة متوافقة مع الوضع الحالى.
وأضاف جمال الدين خلال كلمته بمؤتمر مصر لبنان من أجل أفريقيا المنعقد ببيروت فى الفترة من 29 فبراير إلى 2 مارس المقبل أن المجلس التصديرى لمواد البناء يستهدف دعم الصادرات المصرية ودخولها إلى أسواق العالم عبر بوابة لبنان.
وقال جمال الدين: إن التوجه للسوق الأفريقية حتمى فى ظل خسارة أسواق القطاع الرئيسية خاصة ليبيا وسوريا.
أشار إلى السوق الأفريقى من أكبر الأسواق التى تحقق نسب نمو مرتفعة، فى ظل الظروف الصعبة التى يعانيها السوق الأوروبى والصين.
واضاف ان التوجه إلى إفريقيا مهم لمصر التى تتمتع بمزايا نسبية فى التصدير لدول شرق أفريقيا التى تربطهم اتفاقية الكوميسا، مضيفا أن غرب أفريقيا لا يتمتع بتلك المزايا ما دفع مصر للتعاون مع التجار اللبنانيين.
أضاف جمال الدين إن المبادرة تعد بداية لتعاون مثمر بين رجال الأعمال المصريين واللبنانيين سواء على مستوى التبادل التجارى بين مصر ولبنان أو التصدير إلى أفريقيا.
وتابع: نرجو أن تساهم المبادرة فى الاستثمار اللبنانى المباشر فى مصر أو إقامة استثمارات فى لبنان أو إفريقيا، وليس تعاونا تجاريا فقط.
أشار إلى أن مصر موقعة على عدة اتفاقيات مع أكثر من 60 دولة فى أفريقيا وأوروبا، بالإضافة إلى أن بها تنوع كبير فى مواد البناء من حديد التسليح والصلب المسطح والرخام والجرانيت والسيراميك والمواد العازلة.
وأكد أهمية زيارة الجانب اللبنانى للمصانع المصرية، خاصة أن هناك فرقا كبيرا بين التحدث عن حجم الصناعة المصرية والإثبات العلمى من خلال رؤية المصانع والمنتجات وحجم المستوى الذى بلغته جودة المنتجات المصرية ومدى قدرتها على التصدير.