كتبت المحللة كاثرين هوبكنز تقريرا يتحدث عن أفضل عشر دول لديها امكانات تؤهلها لمكانة مرموقة فى قطاع التعهيد، مشيرة الى ان هناك بلدانا يمكنها تكرار تجربة الهند الناجحة لتصبح وجهة تقليدية لطالبى خدمات التعهيد.
1. بلغاريا
تعتبر واحدة من البلدان الأوروبية الأكثر فقرا بالنسبة للكثيرين لكنها كسبت سمعة باعتبارها مكانا جذابا للشركات الأجنبية لإقامة مراكز تكنولوجيا المعلومات، ويميل قطاع التعهيد لديها الى التركيز فى معظمه على تطوير البرمجيات التقليدية.
ومع ذلك ظهر لديها عيب واحد وفقا لبحث أجرى مؤخرا من قبل مستشارى مؤسسة ايه تى كيرنى وهى أنها لم تنفذ بعد توجيهات أمن المعلومات الصادرة من الاتحاد الأوروبى، وهو ما قد يعنى أن البلاد قد لا تكون مناسبة للتعامل مع معلومات العملاء ذات الطبيعة الحساسة.
واحتلت بلغاريا المركز التاسع فى مؤشر المجموعة الاستشارية للخدمات العالمى عام 2014 وهو أعلى من أى دولة أخرى فى نفس المنطقة. ويراقب هذا المؤشر السنوى الجاذبية المالية، ومهارات الموظفين وانتشارها.
وتحتل بلغاريا المرتبة الـ 38 من أصل 189 فى سهولة ممارسة الأعمال وفق مؤشر الأعمال السنوى التابع للبنك الدولى فى 2016.
2. البرازيل
يعد الاقتصاد البرازيلى، حاليا، أكبر سابع اقتصاد فى العالم لكنه يمر بحالة سيئة جدا بسبب التضخم الاعلى خلال 12 عاما وتراجع ربحية الشركات وهبوط القوة الشرائية للمستهلكين.
وبحسب وكالة موديز وهى واحدة من ثلاث وكالات تصنيف ائتمانى كبرى أنها تتوقع هذا العام حدوث ركود أكثر حدة، مما كان متوقعا فى السابق بانكماش يصل الى 2%.
ومع ذلك، يبدو أن البرازيل فى ظل تدهور التوقعات الاقتصادية وتنامى الاضطرابات السياسية لم تتأثر من حيث جاذبيتها كمركز عالمى للتعهيد فقد قفزت من المرتبة الـ 12 الى المركز الثامن فى بحث أيه تى كيرنى لعام 2014.
ووصف البحث البرازيل بأنها «منبع قوة فى مجال البرمجيات» بفضل توافر العديد من المدن، حيث يمكن لمشغلى الخدمات عالمية فتح فروع لها بما فى ذلك ريو دى جانيرو، وكامبيناس، وكوريتيبا، وبورتو أليجرى وساو باولو.
3. كوستاريكا
قد تكون بلدا صغيرا يبلغ عدد سكانه أقل من خمسة ملايين شخص، ولكن الحكومة لم تدع ذلك يمنعها من جذب الشركات العالمية لإنشاء مكاتب فى وسط الغابات المطيرة.
والفوائد الكبيرة للتعهيد تفوق حجم هذا البلد بكثير وفقا لتقرير لجارتنر وهى شركة أبحاث للسوق تناول الاستثمار عبر الحدود بفضل بيئة سياسية تعتبر الأكثر أمانا والأكثر استقرارا بين جميع البلدان فى الأمريكتين.
وصنف المنتدى الاقتصادى العالمى كورستاريكا فى المرتبة الأولى فى أمريكا اللاتينية والـ34 فى العالم من حيث التعاون البحثى والتطوير بين الجامعات والصناعة.
ومع ذلك فإن مساحتها الصغيرة وعدم القدرة على توفير العمالة الماهرة بما فيه الكفاية لتقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات تعرقل تحقيق معدلات نمو افضل فى مجال التعهيد.
4. جمهورية التشيك
تتمسك التشيك بقدرتها كلاعب رئيسى فى قطاع التعهيد بدول أوروبا الشرقية بفضل التكاليف والرواتب التنافسية على الرغم من أنها ليست هى الأقل فى المنطقة وفقا لبحث مؤسسة جارتنر.
ووجد البحث أن مدنا مثل براغ وبرنو واوسترافا ايضا التى تتقدم بشكل متنام، توفر امكانات كبيرة لمجموعة واسعة من خدمات تكنولوجيا المعلومات واصحاب المهارات حيث تمتلك مجموعة من الكفاءات العملية التجارية فى مجال التعهيد، بالاضافة الى قدرات إدارة بنية تحتية عالية.
واحتلت التشيك المركز 36 من أصل 189 فى مؤشر سهولة ممارسة الاعمال السنوى فيما يتوقع المفوضية الأوروبية والبنك الدولى أن تسجل نموا اقتصاديا 2.2% فى العام الجارى.
5. مصر
وشهدت مصر فترة صعبة على مدى السنوات القليلة الماضية مع تداعيات الربيع العربى والهجمات المسلحة خصوصا فى الوجهة السياحية الاهم لها شرم الشيخ.
ومع ذلك، يعتقد كيرى هالاردا الرئيس التنفيذى للجمعية الوطنية للتعهيد أن مصر تبدو فى حالة جيدة فمع التكاليف التى تبقى منخفضة بالمقارنة بمعظم الأماكن القريبة عبر الحدود ووفرة المواهب بين خريجى التعليم العالى ونشاط الأسواق المحلية والإقليمية الآخذة فى النمو تصبح فرصها افضل فى قطاع التعهيد.
يبلغ عدد سكان مصر 85 مليونا منها 50% أقل من سن 25 وهناك 500 الف شاب يدخلون سوق العمل سنويا و49% من سكانها قادرون على العمل فى قطاع الخدمات.
وتمتلك مصر 90 الف موظف يعملون فى قطاع التعهيد منهم 50 الفا لخدمة الأسواق الخارجية بفضل القدرات اللغوية المرتفعة خصوصا اللغة الإنجليزية فهى لغة الأعمال لأن جميع الخريجين تقريبا يجيدونها.
ومع ذلك، تحذر بحوث السوق من حالة عدم الاستقرار السياسى الذى يلقى بظلاله على قدرات مصر الجذابة للتعهيد فى مجال خدمات تكنولوجيا المعلومات التى تعرقل تحولها الى لاعب عالمى.
6. المجر
وفقا لمؤسسة جارتنر، فإنه من الممكن العثور على مجموعة واسعة من خدمات تكنولوجيا المعلومات فى المجر، مثل خدمات تعهيد العمليات التجارية وإدارة البنية التحتية، حتى لو كانت قوتها النسبية تميل نحو خدمات التطبيقات.
ومع ذلك، فإنه لا يزال لدى المجر أدنى مستوى من الكفاءة فى اللغات الأجنبية فى الاتحاد الأوروبى، على الرغم من أن الحكومة مستمرة فى الاستثمار فى التعليم، كما أن العبء الضريبى على قطاع الشركات مرتفع مقارنة مع الدول الأوروبية الأخرى، ولكن هى مزايا ضريبية متاحة لمراكز الخدمات المشتركة.
7. ماليزيا
تحتل ماليزيا المرتبة الـ18 فى سهولة ممارسة الأعمال وفق مؤشر البنك الدولى عام 2016 ولديها القدرة على أن تصبح لاعبا عالميا بقدرات عالية فى خدمات تكنولوجيا المعلومات المتخصصة. وتستفيد من مهارات اللغة الإنجليزية المتقدمة لدى ابنائها والقدرة على التكيف الثقافى، والتى يمكن أن تضع البلاد فى موقف يسمح بها بتلبية الطلب على خدمات التعهيد من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، بمجرد توسيع نطاق الخدمات المعروضة.
وتتميز على وجه الخصوص بقوة عاملة مدربة بشكل كبير ومما لا شك فيه مثار لاعجاب الشركات الأجنبية حيث يتخرج سنويا أكثر من 135 الف خريج بدرجة البكالوريوس، فضلا عن المعرفة بإدارة علاقات العملاء ومرافق تكنولوجيا المعلومات، وخدمات الموارد البشرية.
والاكثر من ذلك وفقا للرابطة الوطنية للتعهيد فإن الحكومة تضع أولوية قصوى التعليم وهو ما يفسر ارتفاع عدد الطلاب الذين يدرسون فى الخارج فى مؤسسات عليا ويعودون بدرجة العالية من المهنية الحقيقية، مما يعطى ماليزيا مجموعة كبيرة من المواهب.
8. المكسيك
تعتبر المكسيك بحسب تقرير المجموعة الاستشارية العالمية ايه تى كيرنى جنبا إلى جنب مع الصين على طريق اللحاق بالهند باعتبارها مركزا رئيسيا لتصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات. وفى السنوات الأخيرة، استقطبت الشركات الأمريكية بفضل المهارات القوية للغة، ومهارة العمالة التقنية التى يصل قوامها الى 500 الف شخص على مقربة جغرافية منها.
وصنف التقرير المكسيك فى المركز الرابع من أصل 20 من النجوم الصاعدة فى مؤشر التعهيد فى مجال تكنولوجيا المعلومات بعد الهند والصين وماليزيا. ويشير التقرير الى ان لديها العديد من محاور قطاع تكنولوجيا المعلومات، لا سيما وادى سيليكون يضم مواهب كبيرة ومنخفضة التكاليف ايضا بالنسبة للعمالة.
وتقول الشركة الاستشارية إن معظم الشركات الأمريكية أنشأت بالفعل مراكز لها فى المكسيك، مثل اتش بى واى بى ام.
9. البرتغال
عانى اقتصاد البرتغال بشكل كبير فى أعقاب التباطؤ العالمى، وترك حكومتها بلا أى خيار سوى أن تذهب إلى السلطات الأوروبية للاستجداء وطلب خطة انقاذ مالى للبقاء واقفة على قدميها.
ومع ذلك، منذ ذلك الحين حققت البرتغال تقدما جيدا وخرجت مؤخرا من برنامج الإنقاذ فى العام الماضى لكن معدل البطالة لا يزال مرتفعا بنحو 12%.
ويعتقد جارتنر ان البرتغال حافظت لنفسها على موقعها كدولة جذابة قريبة من الشواطئ الاوروبية لتقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات للعملاء فى أوروبا، كما انها منفذ بحرى لأمريكا اللاتينية بالاضافة الى المواهب المؤهلة بشكل جيد وقدرات تعدد اللغات.
وفى الواقع فإن تحديات الوضع الاقتصادى مستمرة والشركات متعددة الجنسيات تستغل انخفاض الأجور وارتفاع مستوى البطالة لدعم مراكز الاتصال والخطوط الساخنة لخدمة العملاء فى البرتغال.
10. فيتنام
جرى اختيار فيتنام باعتبارها واحدة من الدول ذات النمو المرتفع والذراع التجارية من بين 20 دولة بالنسبة لحكومة بريطانيا ويعتقد الاقتصاديون أن لديها امكانات ضخمة على المدى الطويل.
جدير بالذكر، أن سكانها الذين تبلغ اعمارهم 3 اقل من 30 عاما تبلغ نسبتهم 60% من بين 90 مليونا فيما تعمل السلطات الفيتنامية جاهدة على خلق قوى عاملة ذات قاعدة عريضة من ذوى المهارات العالية.
ويجعلها هذا مؤهلة للمنافسة لتصبح وجهة الخدمات التعهيد بشكل كبير فى المستقبل فى قطاع خدمات تكنولوجيا المعلومات، وذلك بفضل قوتها العاملة الشابة والمدربة تدريبا جيدا، وهيكل تكلفة تنافسية منخفض وبيئة تجارية مستقرة لكن يبدو أن المهارات اللغوية عائق يجب التغلب عليه.
