قالت شركة «كاتربيلر» الأمريكية، أكبر منتج فى العالم لمعدات الإنشاء والتعدين ومحركات الديزل والغاز الطبيعى وتوربينات الغاز الصناعية، يوم الجمعة، إن أعمالها فى البرازيل شهدت «تراجعًا جذريًا»، فى الوقت الذى تعانى فيه البلاد من وطأة الاضطرابات السياسية والركود المتفاقم.
وجاءت تلك التصريحات على لسان المسئول المالى بالشركة، برادلى هالفيرسون، مؤكدًا أنه رغم أن الشركة تعد أكبر بائع فى العالم لمعدات التعدين والبناء ويُنظر إليها بأنها تقود الطلب الصناعى العالمى، إلا أنها خفضت توقعاتها بشأن مبيعاتها وأرباحها السنوية.
وانخفضت مبيعات الشركة خلال الربع الأول من العام الجارى بنسبة 25.5% لتصل إلى 9.46 مليار دولار، فى حين تراجعت أرباحها بنسبة 77% ليصل سعر السهم إلى 46 سنتاً، وقد تراجعت مبيعاتها فى دول أمريكا اللاتينية بنسبة 43%، وعلى رأسها كل من البرازيل والمكسيك، جراء تأثير انخفاض أسعار البترول على الطلب على معدات التعدين.
وأضاف، هالفيرسون، لصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية قائلاً:«السوق البرازيلى كان يمثل أهمية بالنسبة لنا لفترة طويلة، ونحن حقا لا نرى أى أحداث إيجابية فى البرازيل فى ضوء تراجع أعمالنا بصورة جذرية، وهناك حاجة إلى إجراء إصلاحات مالية على وجه السرعة.. والمزيد من التعاون من جانب المسئولين السياسيين أيضًا».
وأردف قائلاً: «يتحتم العمل بجد للحفاظ على بيئة ملائمة للأعمال التجارية، وانطلاقًا مما شهدناه، نحن فى أدنى مستوياتنا، ولم يحدث أى تحسن حتى الآن».
وأشارت تقديرات «كاتربيلر» إلى أن إيرادات العام الجارى ستكون أقل من مليار دولار وهو أقل مما كان متوقعًا ما بين 40 و42 مليار دولار، وقالت الشركة إن هذا سيجعل الربحية تتراوح بين 3 و3.70 دولار للسهم مقابل التوقعات السابقة بأن تكون بين 3.50 و4 دولارات للسهم الواحد.
وتواجه «كاتربيلر» عامها الرابع على التوالى من هبوط مبيعاتها مع تأثر الاقتصادات بداية من البرازيل إلى روسيا بانخفاض أسعار السلع الأساسية وتباطؤ النمو فى الصين، وهو ما ألقى بثقله على الاستثمار فى الآت التعدين والبناء، وعلى الجانب الآخر، قالت الشركة إنها شهدت علامات تحسن فى سوق البناء فى الصين وأوروبا، ومع ذلك، فإن هذا التحسن ليس كافيًا للحد من التراجع فى المبيعات، خاصة فى ظل التوقعات المخيبة للآمال لمستويات التسعير المتوقعة لمعدات الشركة.
فبعد سنوات من النمو القوى فى الصين، بدأت الشركات الصناعية أمثال «كاتربيلر» ومنافستها اليابانية «كوماتسو» تستعد لانخفاض الطلب الكلى على معدات البناء على مدى زمنى طويل.
وقال دوغ أوبرهيلمان، الرئيس التنفيذى لشركة «كاتربيلر»، «كانت نتائج الأرباح خلال الربع الأول من العام الجارى أقل بكثير من الربع الأول من 2015، وانخفضت مبيعات الشركة جراء التخفيضات الهائلة لأنشطتنا فى قطاعات البناء والبترول والغاز والتعدين والسكك الحديدية، ورغم التحديات التى تواجه العديد من تلك القطاعات، واصلنا التركيز على ما يمكننا السيطرة عليه».
وأضافت الصحيفة أن شركة «كاتربيلر» ليست الشركة الوحيدة متعددة الجنسيات التى تعانى من تزايد الاضطرابات فى البرازيل، فقد نوهت كل من شركتى «بيبسى كولا» و«كوكا كولا» الأسبوع الماضى إلى أن البرازيل أصبحت أحد الأسواق الناشئة التى أصبحت آفاق العمل بها مصدر قلق خاص للكثيرين.
وتواجه البرازيل أسوأ حالة ركود لها منذ عقود جراء التأثير السلبى لتراجع الطلب على صادراتها والجهود التى تبذلها رئيستها ديلما روسيف، للتصدى لمحاولات إقالتها.