الحكومة تدعم أسعار الخلايا الشمسية المنزلية لتشجيع السكان
3.5 مليون وحدة طاقة شمسية منزلية جرى تركيبها
تغيرت الحياة فى قرية فى شمال شرق بنجلاديش منذ بدأ السكان تركيب الألواح الشمسية على أسطح منازلهم، ففى الليل تتجمع العائلات فى محل بقالة لمشاهدة التلفزيون مما يعزز النشاط التجارى كما تمكن الأطفال من المذاكرة فترة أطول فى جزء من الليل.
يرجع ذلك جزئيا إلى مشروع يموله البنك الدولى لتعزيز وصول شبكة الكهرباء الى المجتمعات الريفية، وفى 2016 أصبح المشروع هو أول برنامج للطاقة المتجددة فى بنجلاديش يصدر كوبونات بأرصدة الكربون التى تشجع خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحرارى بحوافز مالية فإذا نجح مصنع او شركة فى خفض ملوثاته عن النسبة المطلوبة منه بينما آخر زاد عن النسبة المحددة له يمكن للاول ان يبيع للثانى الفارق بتسجيل الزيادة فى رصيده مقابل مبلغ مالى وهو أيضا أول برنامج فى العالم من الأنشطة لأنظمة الطاقة الشمسية المنزلية فى إطار آلية التنمية النظيفة التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لادارة أرصدة الكربون.
ومع الحصول على الكهرباء يمكن للناس أن يجدوا طرقا جديدة لزيادة دخلهم وهى مسألة تنتشر بسرعة فى مختلف القرى فصاحب البقالة زادت مبيعاته الشهرية بسبب العمل ليلا بعد تركيب نظام الطاقة الشمسية المنزلية.
وبعد أن ركبت السيدة هجرة الألواح الشمسية فإن أولادلها لديهم وقت اطول للمذاكرة ليلا كما ان صحتهم باتت افضل بعد التخلص من دخان الكيروسين وسيلة الاضاءة ليلا فى الماضى والذى كانت أدخنته الضارة تملأ منزلها.
يعد هذا المشروع بحسب دراسة للبنك الدولى أحد برامج الطاقة المتجددة الأسرع نموا فى العالم حتى الآن فقد تم تركيب أكثر من 3.5 مليون وحدة طاقة شمسية منزلية فى ريف بنجلاديش، وخلق 70 الف فرصة عمل مباشرة.
وتمثل الطاقة المتجددة فى بنجلاديش أقل من 1% من مصادر توليد الطاقة فى البلاد، ولكن الحكومة لديها هدف لزيادتها الى 10% من الشبكة الوطنية بالطاقة المتجددة بحلول عام 2020 ولذلك فان إضافة الألواح الشمسية إلى المنازل الريفية جزء مهم من استراتيجية التنمية المستدامة للبلاد.
ومن المتوقع ان يسهم البرنامج فى تقديم 1.1 مليون شهادة بتخفيضات الانبعاثات أو ما يعرف بأرصدة الكربون بحلول عام 2016 ضمن إطار آلية التنمية النظيفة، حيث يتم بيع أرصدة الكربون إلى صندوق الكربون للتنمية التابع للبنك الدولى، ويتم توليد سداد المستحقات من قبل الشركات العاملة فى مجال التمويل وتركيب وصيانة الألواح الشمسية لتوسيع نطاق البرنامج.
وتم اعتماد نظام ارصدة الكربون لاول مرة ضمن مشروع خلايا الطاقة الشمسية المنزلية فى بنجلاديش، حيث شارك فيها نحو 13 مشروعا مماثلا فى إطار برنامج «مظلة واسعة لبلد واحد» لخفض تكاليف المعاملات وخلق إمكانية لإضافة مشاريع مماثلة فى المستقبل فى عملية مبسطة.
وتقدم الحكومة فى بنجلاديش الدعم للسكان الراغبين فى شراء الألواح الشمسية عبر تمويل من شركة تطوير البنية التحتية المحدودة، وهى مؤسسة مالية مملوكة للدولة وتقدم للأسر التى لديها موافقة على المنح والاعتمادات جزء من تكلفة التركيب فى بلد تصل الكهرباء لـ60% فقط من سكانه وتنخفض النسبة بين اهل الريف الى حوالى 42% حيث توجد 13 مليون اسرة تعيش بدون كهرباء، فضلا عن تكرار الانقطاع المتكرر وقت الذروة.
وأصبح تركيب الألواح الشمسية يلقى اقبالا جيدا وعلى نحو متزايد فتكاليف نظام شمسى بقدرة 20 واط تصل الى 150 دولارا فقط يدفعها المستخدم على مدى ثلاث سنوات فتوفر ما يكفى من الكهرباء لتشغيل اثنتين من اللمبات وشاحن جوال واحد.