تدفق التمويل يساعد على توفير الكهرباء بأسعار فى متناول الجميع
ساهمت المصادر المتجددة فى زيادة قدرة توليد الطاقة العالمية بما يزيد على %50 بالمقارنة بكل التقنيات الأخرى مجتمعة فى 2015 فى علامة بارزة على نجاح الجهود العالمية التى تقودها الامم المتحدة فى تقليص الاعتماد على مصادر الطاقة الملوثة للبيئة خصوصا الوقود الاحفورى.
وفى ذات السياق، جذبت محطات توليد الكهرباء من الفحم والغاز أقل من نصف الاستثمارات التى حصلت عليها مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة وفقا لتقارير دولية.
ووجدت التقارير التى نشرها موقع الأمم المتحدة أنه للمرة الأولى، تفوقت الاستثمارات فى الطاقة المتجددة فى الدول النامية على نظيرتها المتقدمة حيث نمت الاولى بنسبة %19 بينما انخفضت الثانية بنسبة %8.
وبلغت جميع الاستثمارات فى مصادر الطاقة المتجددة، بما فى ذلك عملية تطوير تكنولوجيات فى مراحلها المبكرة والبحث العلمى والتنمية، وكذلك الإنفاق على زيادة قدرات جديدة للمشاريع القائمة 286 مليار دولار فى عام 2015 بزيادة %3 عن الرقم القياسى السابق فى عام 2011. ومنذ عام 2004 استثمر العالم 2.3 تريليون دولار فى الطاقة المتجددة بحسب نتائج تقرير الاتجاهات العالمية فى استثمارات الطاقة المتجددة لعام 2016، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة «يونيب».
وقال المدير التنفيذى لبرنامج يونيب أكيم شتاينر إن مصادر الطاقة المتجددة أصبحت أساس أكثر من أى وقت مضى لأنماط الحياة التى تعتمد بشكل اقل على المواد الكربوينة، حيث حققت استثمارات قياسية فى عام 2015 وهو ما يعد دليلا آخر على هذا الاتجاه، مشيرا الى مفارقة زيادة استثمارات الطاقة المتجددة فى البلدان النامية عن نظيرتها المتقدمة لأول مرة فى العام الماضى.
وأضاف أن الحصول على طاقة نظيفة ومتطورة أصبحت مسألة ذات قيمة هائلة لجميع المجتمعات لا سيما فى المناطق التى سوف تسهم الطاقة بشكل اكيد فى توفير تحسينات كبيرة فى طبيعة الحياة فيها من خلال تأثيرها على التنمية الاقتصادية المستدامة.
ويعد استمرار تدفق الاستثمار فى مصادر الطاقة المتجددة بشكل متزايد أمرا جيدا ليس فقط للبشر وكوكب الأرض، ولكنه أيضاً عنصر أساسى فى تحقيق الأهداف الدولية بشأن تغير المناخ والتنمية المستدامة.
ومن خلال اعتماد الأهداف الإنمائية المستدامة فى العام الماضى تعهد العالم بالعمل على القضاء على الفقر وتعزيز التنمية المستدامة، وضمان حياة أفضل من الناحية الصحية والحصول على الطاقة النظيفة المستدامة للجميع وباسعار فى متناول الجميع لكن استمرار وزيادة تدفق الاستثمارات فى مصادر الطاقة المتجددة سيكون العامل الأهم فى الوفاء بهذه الوعود.
وساعد على تحقيق مزيد من الانخفاض فى تكاليف توليد الطاقة بمعدل ميجاوات/ ساعة لا سيما من خلال الخلايا الشمسية وارتفعت مساهمة الطاقة المتجددة بدون حساب المائية لنحو %54 من الطاقة الانتاجية المضافة فى 2015 من جميع مصادر الطاقة العام الماضى. وهذه هى المرة الأولى التى تتفوق فيها المصادر المتجددة على التقليدية فى القدرة المضافة للانتاج العالمى من الكهرباء.
وبحسب التقرير الدولى فإن 134 جيجاوات إضافية ولدتها الطاقة المتجددة فى جميع أنحاء العالم فى العام الماضى مقابل 106 جيجاوات فى عام 2014 و87 جيجاوات فى 2013.
وبدون حساب الطاقة الكهرومائية فإن مصادر الطاقة المتجددة منعت زيادة حجم الانبعاثات من ثانى اكسيد الكربون بنحو 1.5 جيجا طن فى عام 2015.
وكما هو الحال فى السنوات السابقة يبين التقرير خضوع السوق فى 2015 للطاقة الشمسية وطاقة الرياح كأهم مصدرين للطاقة المتجددة وأضافت معا 118 جيجاوات مقارنة بـ 94 جيجاوات فى عام 2014. وقد أضافت الرياح وحدها 62 جيجاوات والخلايا الشمسية 56 جيجاوات. وساهمت بنسب اقل مصادر نظيفة اخرى مثل الكتلة الحيوية وتحويل النفايات إلى طاقة والطاقة الحرارية الأرضية، والطاقة الشمسية الحرارية والطاقة المائية الصغيرة.
وشهد 2015، توجيه مزيد من الاهتمام لبطاريات التخزين كعامل مساعد لمشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والأنظمة الكهروضوئية ذات النطاق الصغير.
ويحصل تخزين الطاقة على اهتمام كبير لأنه أحد السبل لتوفير التوازن فى شبكة إمداد الكهرباء سريعا سواء للتعامل مع ارتفاع الطلب أو تنويع طرق توليد الطاقة المتجددة من الرياح والطاقة الشمسية.
وفى العام الماضى تم تركيب بطاريات حول العالم بقدرات تخزين 250 ميجاوات (باستثناء بطاريات الطاقة المائية وبطاريات الرصاص الحمضية) بالمقارنة بـ 160 ميجاوات فى عام 2014.