أصحاب المحال : لا نريد تعويضات و نطالب بتسهيل إجراءات إعادة فتح المحلات
متضررون : سنتبرع بمبلغ الـ 5 آلاف جنيه لـ”تحيا مصر”
أصحاب الفروشات خارج حسابات الخسائر و التعويضات
50% من محلات الرويعي مملوكة لـ”الأوقاف” و تنجو من الحريق
محمد : ننتظر معرفة أسباب الحريق لهدم العمارات المتتضررة وإعادة بنائها
الحريق يذهب بآمال جنى أرباح رمضان و العيد
لم تخلف نيران حريق منطقة الرويعي بقلب القاهرة حطام مبانى ورمادا ًفقط لكنها تركت أيضا خسائر بمئات الملايين من الجنيهات وفوق هذا أيضا حسرة و حزنا من أصحاب المحال على الخسارة وقلقا من مصير مجهول لأماكن كسب عيشهم.
وقررت محافظة القاهرة هدم 4 عمارات بمنطقة الرويعى تفحمت جراء الحريق فى العتبة ما أثار سخط أصحاب المحلات والمخازن والمكاتب التجارية و شعروا بخيبة الأمل والإحباط .
وقال تجار لـ”البورصة” أثناء جولتها فى – منطقة الرويعى – “فقدنا تجارتنا وبضاعتنا بمئات ملايين الجنيهات و التعويضات لن توفى ثمنها”.
وأضافوا “تعاقدنا خلال الشهر الجاري على بضاعة تفوق 4 أمثال الشهور الماضية، على أمل تحقيق هامش ربح فى موسم رمضان وعيد الفطر المبارك فضلاً عن بداية الصيف.
وأبدى تجار اعتراضات على هدم العمارات الأربع التى التهمها الحريق وقالوا “هم بيعوضونا ولا بيشردونا ! الهدم يعني طردنا من المحال وتعويض أصحاب العمارات فقط”.
وقال البائعون إن المحلات معظمها مؤجرة، وبعضها مملوكة لتجار، ونحو 70% من المحلات غير مؤمّن عليها ضد الحرائق، وتعثر مديونياتهم للمستوردين قد يصل بهم إلى السجن في النهاية.
وذكر محمد ثابت صاحب أحد المحال المنكوبة “لا نريد تعويضاً من الحكومة و إنما نطالب بتسهيل إجراءات عودة تشغيل المحلات قبل بداية موسم شهر رمضان الكريم، للانتظام فى سداد المديونيات.
وأكد رفض أصحاب المحال للانتقال من محلاتهم ، ولا يريدون هدمها .
بدأت هيئة الاوقاف في حصر المحلات المتضررة من حريق منطقة الغورية بعد ان اشتعال النيران في عدد منها , وذلك بعد نجاة محلات الهيئة الموجود بمنطقة الرويعي من الحريق المدمر الذي لحق بالمنطقة .
قال المهندس عماد محمد مدير عام منطقة الأوقاف بالقاهرة إن الهيئة تمتلك ما يقرب من 50 % من إجمالي محال منطقة الرويعي، كما أنها تمتلك ما يقرب من 250 محلا في المنطقة التي تعرضت للحريق بداية الأسبوع الجاري .
أوضح محمد في تصريحات لـ”البورصة” أن جميع محال الأوقاف بالمنطقة لم تتعرض لأذى من جراء الحريق الهائل الذي شهدته المنطقة .
أضاف أن الهيئة أجرت المحال التابعة لها لتجار بالسوق بعقود سارية بعضها لمدة 5 سنوات والاخر ايجار بنظام المشاهرة – غير محددة مدة الإجارة – , مؤكدا علي أنه لا يوجد مبرر لتغير القيمة الايجارية للمحلات في الوقت الراهن .
تابع “تلقت المديرية عروض كثيرة لبيع المحال التابعة لها بالمنطقة لكنها رفضتها بالكامل باعتبار هذه المحال تدر عائدا استثماريا مرضيا وقيمتها الايجارية مناسبة الي حد كبير ” .
وفيما يتعلق بحريق منطقة الغورية الذي نشب قبل يومين أوضح مدير عام منطقة الأوقاف بالقاهرة أن الأوقاف تمتلك ما يقرب من 1000 محل بالمنطقة ومؤجرة بالكامل لصالح التجار .
لفت إلى أن الحريق الذي نشب بالمنطقة أدى إلى حريق بعض هذه المحال وستقوم المنطقة عقب انتهاء إطفاء الحريق بحصر الخسائر التي ستلحق بها .
أضاف أن الهيئة لن تقوم بترميم المحال التي تم إحراقها لكنها ستضع يدها على الأراضي التي سيتم هدم المباني بها من جانب الحي، وعند ظهور نتيجة التحقيقات ستقاضي المتورط فيها، و ستقوم ببنائها إذا ثبت أنها ليست بفعل فاعل .
قال إن القيمة الإيجارية تختلف وفقا لموقع المحل ومساحته، لافتا إلى أن الهيئة تخضع لقانون الإيجارات الذي يزيد القيمة بمقدار 2 % سنويا .
وذكر أحد التجار أن عمارة الأندلس التى أصابها الحريق فى الرويعى تضم أكثر من 200 محل ومكتب ومخزن، و تكلفة ترميم المحلات تتراوح بين 200 ألف جنيه و2 مليون جنيه بحسب مساحة المحل وطبيعة عمله، و الدولة لن تتحمل هذا العبء أبداً.
وكانت محافظة القاهرة قررت صرف تعويضات عاجلة بقيمة 5 آلاف جنيه، للمتضررين بصورة مبدئية لحين حصر التلفيات ، لكن أصحاب المحال الذين التقتهم ” البورصة ” قالوا إن هذا المبلغ لا يمثل شيئا و سنتبرع به لـ صندوق ” تحيا مصر ”
وقالوا ” نريد مساندة الدولة رغم انها ترفض الوقوف معنا ” .
وطالب تجار بإعادة ترميم المباني وتوضيب المحلات على نفقة الدولة، أو من خلال الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، وهو ما وصفه بعض أصحاب المحال بـ”شبه المستحيل” وأن العوض على الله وحده.
وقال أحد التجار إنه اشترى كونتينر به شحنة أحذية يوم السبت الماضي بقيمة 5 ملايين جنيه، وفوجئ بخبر اشتعال المخزن وحينما رأى بضاعته تحترق كاد يلقى بنفسه وسط النيران، لكن البائعين أنقذوه.
وحكى أحد البائعين من الطوابية أنه اشترى بضاعة بـ 22 مليون جنيه خلال الأسبوعين الماضيين وأتى عليها الحريق.
وقال محمد عبد العال صاحب محل أحذية أن قيمة الشيك المستحق على بضاعة اشتراها قبل الحريق فقط بلغت 600 ألف جنيه وهو ما لا يستطع سداده خلال شهري شعبان ورمضان، و أسرته بالكامل ستتشرد في تلك الظروف السيئة.
وأشار أصحاب محلات الكبرى أنهم مديونون بعشرات الملايين، قيمة البضاعة التى اشتروها لموسم الصيف و شهر رمضان.
أوضح أن التجار كل مشترياتهم بالآجل، وتم زيادة مشترياتهم بنحو 4 مرات خلال الفترة الأخيرة، على أمل أن يتم سداد الشيكات والديون قبل عيد الفطر المبارك.
و أضاف عدد من الباعة الجائلين أن رئيس الحي قال إن المحافظة لن تعوض المتضررين من الباعة الجائلين ، وطالبهم قبل أسبوعين بترك محيط الرويعي.
وذكروا أنه قال لهم “أحاسبكم على المخالفات الأول وبعدين حاسبوني على التعويضات”.
وقال صاحب أحد الفاترينات أنه اضطر لبيع ذهب زوجته لتمويل شراء بضاعة بقيمة 30 ألف جنيه خلال الأسبوع الماضي ، أصبحت رماداً في الحريق.
واقترح بعض الباعة الجائلين بتحويل حديقة الأزبكية إلى مقر لاستيعاب كافة الباعة في القاهرة.
وراح ضحية حريق الرويعي في ميدان العتبة 3 قتلى و91 مصابا ، وقدّرت الخسائر المبدئية للحريق بنحو 400 مليون جنيه، بعد تفحم مايقرب من 400 محل ومخزن ومكتب تجاري، فيما بلغ الحد الأقصى للتعويض 5 آلاف جنيه للمتضرر و 10 الاف جنيه للمتوفي.
كتب : مؤمن منير وأحمد جابر