90 مليار دولار سحوبات تؤكد المخاوف بشأن النمو اليابانى ومنطقة اليورو
سحب المستثمرون الأموال من صناديق الأسهم العالمية بأسرع وتيرة منذ عام 2011، بسبب انهيار المؤشرات القياسية قبل الذكرى السنوية للمستويات القياسية، التى تم تسجيلها العام الماضي.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن عمليات سحب الأموال من صناديق الأسهم سجلت نحو 90 مليار دولار منذ مطلع العام الحالى، إذ يكافح مديرو المحافظ وصناديق التحوط أثناء الابحار فى السوق الذى لم يعد يبدو مدفوعا بسياسة البنك المركزى المتشددة.
وتعافت الأسواق من موجة البيع العارمة مطلع العام الحالى.. لكن تراجعت الثقة، وانخفضت مؤشرات «ستاندرد اند بورز 500» و«يورو ستوكس 600»، ومؤشر «نيكاى» منذ مطلع الشهر الحالى. وتم سحب 7.4 مليار دولار من الأسهم الأسبوع الماضى وحده، وفقا لمزود البيانات «أى بى إف آر».
وقال جيم تيرنى، مسئول الاستثمار الرئيسى فى «اليانز برنستين»: إنه إذا لم تفلح السياسات النقدية فى حث الناس على الاستثمار عندما كانت أسعار الفائدة صفر.
وفى الوقت الراهن عند الأسعار السلبية، فما الذى يمكن القيام به أكثر من ذلك لحث الناس على الإنفاق والاستثمار.
ونقلت الصحيفة أن سحوبات الأموال تؤكد المخاوف بشأن النمو فى اليابان، ومنطقة اليورو، فضلا عن تساؤلات بشأن قدرة الشركات الأمريكية على مواجهة الخلفية الاقتصادية الهشة.
جاء ذلك فى الوقت الذى ظهرت فيه أرباح التكنولوجيا، أحد محركات النمو، مخيبة للآمال على نطاق واسع فى الربع الأخير، مع تراجع بأكثر من 80 مليار دولار فى قيمة «آبل» السوقية منذ إعلان أرباحها أبريل الماضى.
وتعانى الأسواق منذ مطلع العام الحالى من كثير من المخاوف من انهيار فى أسعار البترول، والمخاوف من الهبوط الحاد فى النمو الصينى، وحتى من الحديث عن الركود فى الولايات المتحدة، والذى خفت حدته فى الوقت الراهن.
وقال بول كريستوفر، رئيس الاستراتيجيين فى السوق العالمى مع معهد «ويلز فارجو» للاستثمار: «ستكون هناك العديد من المخاطر»، مضيفا أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى أولها، والانتخابات الإسبانية هى ثانى تلك المخاطر.. وآخرها الانتخابات الأمريكية فى نوفمبر المقبل.
وسجلت مبيعات التجزئة بيانات قوية فى الولايات المتحدة الشهر الماضى. لكن التحسن فى أرقام ثقة المستهلكين لهذا الشهر لا تكفى لتهدئة مخاوف المستثمرين.
وتسببت معظم القراءات الاقتصادية الأخيرة من الولايات المتحدة فى تثبيط الهمم، مع تراجع نمو الوظائف الشهرى عن التوقعات، فى الوقت الذى جاءت فيه أرقام الإنتاج الصناعى من أوروبا يوم الخميس الماضى ضعيفة.
جاء ذلك فى الوقت الذى تم فيه الالتزام ببرامج التحفيز غير التقليدية، بما فى ذلك تطبيق أسعار الفائدة السلبية من قبل البنك المركزى الأوروبى، وبنك اليابان، والتى قابلها تشكك من المستثمرين الذين يحذرون من عدم فاعلية هذه الجهود.
وقال كاميرون براندت، مدير الأبحاث فى «أى بى إف آر»: إن اتجاه المستثمرين لسحب الأموال من أسواق الأسهم يعود إلى الشكوك حول فعالية السياسات التى تنتهجها اليابان، ومنطقة اليورو، لانعاش النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى تآكل هوامش أرباح الشركات فى الولايات المتحدة، والصين، والمشكلات الهيكلية التى تعانى منها العديد من الأسواق الناشئة الرئيسية.
وخلال الأسبوع الماضي، أعرب 20% من المستثمرين عن تفاؤلهم بشأن سوق الأسهم فى الولايات المتحدة، بما يقرب من نصف المتوسط التاريخى، وفقا للجمعية الأمريكية من المستثمرين الأفراد.
واستفادت صناديق السندات وحسابات سوق المال من التحول من الأسهم فى الأسبوع الماضى، إذ حصدت صناديق السندات العالمية 3.5 مليار دولار كرءوس أموال جديدة فى 5 أيام تداول حتى يوم الأربعاء الماضى.
وأوضحت ليبر، الشركة التابعة لطومسون رويترز، لتحليل تداول البيانات وصناديق التحوط، أن حسابات سوق المال غالبا ما تعتبر بديلا عن النقود. وتلقت الشركة حوالى 5.1 مليار دولار من التدفقات الداخلة الأسبوع الماضي، وللأسبوع الثالث على التوالى من الإضافات.
وتدفقت الاستثمارات أيضا إلى سندات الشركات الأمريكية ذات التصنيف الائتمانى الاستثمارى بنحو 1.1 مليار دولار.
وعانت صناديق السندات دون الدرجة الاستثمارية بسبب التدفقات الخارجة منذ يناير الماضى، رغم أن المستثمرين كانوا يسارعون فى الإشارة إلى أن معظم السحوبات ترتكز على عدد قليل من الصناديق المتداولة فى البورصة.
وسجلت صناديق السندات العالمية تدفقات داخلة بلغت 59 مليار دولار منذ بداية العام الجارى، متجاوزة حاجز 56 مليار دولار فى عام 2015.