قررت صناديق التحوط أخذ استراحة من الذهب مباشرة قبل أن تعطى جانيت يلين، رئيس الفيدرالى، للمستثمرين أسبابا أكثر للتخلى عن المعدن الثمين.
وأوضحت وكالة أنباء «بلومبرج» أنه بعد بداية العام الصاخبة، هدأت الحماسة بشأن السبائك الشهر الجارى بسبب تزايد التكهنات بأن الفيدرالى يستعد لرفع أسعار الفائدة مجددا مع تحسن الاقتصاد، وقلص مديرو الأموال، الذين كانوا متفائلين بشأن الذهب منذ يناير، رهاناتهم بشأن مواصلة الأسعار ارتفاعها العام الجاري.
وفى خطاب لها الجمعة الماضية، دعمت يلين الإجماع المتزايد داخل البنك المركزى لصالح رفع قريب لأسعار الفائدة.
وتتضرر أسعار الذهب من الفائدة المرتفعة لأن المعدن يصبح أقل جاذبية أمام الأصول الحاملة لفوائد، كما أن ارتفاع تكاليف الاقتراض تميل لرفع قيمة الدولار، ما يجعل السبائك أقل جاذبية كاستثمار بديل.
وقال جوش كرامب، مدير الاستراتيجية فى صندوق «جولد مانى» الذى يدير أصولا بقيمة 1.7 مليار دولار: «من الواضح أن زخم مطاردة الذهب قد هدأت، ويقول الناس إنه ربما الوقت الحالى ليس الوقت المناسب لشراء المعدن الأصفر، وأن الفيدرالى قد يكون محقا فى أن الاقتصاد بخير».
وتراجعت الحيازات طويلة الأجل فى العقود الآجلة وعقود الخيارات للذهب بنسبة 26% إلى 169 ألفا و491 عقدا فى الأسبوع المنتهى فى 24 مايو الحالى، وفقا لبيانات اللجنة الامريكية لتداول العقود الآجلة للسلع.
وفقدت العقود الآجلة للذهب 2.9% من قيمتها الأسبوع الماضى لتستقر عند ألف و216 دولارا و70 سنتا للأوقية فى نيويورك، وهو التراجع الأكبر منذ 6 نوفمبر الماضي، ثم هبطت بنسبة 0.6% خلال تداولات اليوم الاثنين عند مستوى 1.209.70 ألف و209 دولارات و70 سنتا للأوقية.
وتتجه الأسعار فى مايو الحالى لأول تراجع شهرى لها خلال العام الجاري، كما أن تحسن النمو الأمريكى يضيف إلى التوقعات السلبية للمعدن، الذى يشتريه بعض المستثمرين لحماية أنفسهم من الأزمات الاقتصادية.
وارتفع الناتج المحلى الإجمالى الأمريكى فى الربع الأول بوتيرة أسرع قليلا من تقديرات الحكومة، حسبما أظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية يوم الجمعة الماضية.
ويقول جيفرى سيكا، رئيس صندوق «سيركل سكوارد أولترناتيف انفيستمينتس»، الذى يدير أصولا بقيمة 1.5 مليار دولار، إن الذهب خرج من الدورة الهبوطية ودخل فى حالة سوق صاعدة فى مارس الماضي، موضحا إنه رغم خسائر مايو الجاري، فإن الذهب لا يزال مرتفعا بنسبة 14% العام الجارى بسبب التعافى «الضعيف» للنمو العالمي.
وعززت المخاوف بشأن الاقتصادات فى أوروبا وآسيا الطلب على المعدن باعتباره ملاذا آمنا، وصب المستثمرون 8.9 مليار دولار فى صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب العام الجاري، وفقا لبيانات جمعتها «بلومبرج».
وفى ظل توقع المتداولين بأن احتمالات رفع الفيدرالى الفائدة فى يوليو أكثر من 50%، يستعد العديد من المستثمرين للتخلى على الذهب، وفقدت الأسعار أكثر من 7% منذ وصولها لأعلى مستوى لها العام الجارى فى 2 مايو الحالي.