بعد خمس سنوات ونصف من المعاناة أصبح لدى الأشخاص الذين انتابهم الشعور بالاكتئاب بسبب انهيار صناعة السياحة فى مصر بصيص من الأمل.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أنه فى يوم 11 مايو الجارى اختارت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة مدينة الأقصر لاستضافة حدثين كبيرين فى وقت لاحق من هذا العام وهو ما قد يجذب ما بين 400 و600 شخص ويعطى مزيدا من الاهتمام لهذه المدينة القديمة الواقعة على ضفاف نهر النيل.
وكان مسئولو السياحة المصرية قد سارعوا بوضع الأقصر «عاصمة السياحة العالمية لعام 2016» على الرغم من أن هذه التسمية ليست فى الواقع من قبل الأمم المتحدة، ووضعوا خططا لملء الغرف الفندقية الفارغة، وإقناع الناس أن الذهاب إلى مصر أصبح آمنا.
وفى لحظة انحرف التخطيط لهذا الحدث بعد أن غرقت طائرة «مصر للطيران» فى البحر المتوسط الخميس الماضى ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها والبالغ عددهم 66 شخصا.
وقالت الصحيفة إن مصر وجدت نفسها خلال السنوات الأخيرة تصطدم مرة بعد الأخرى بكوارث متتالية أكثر من أى دولة وتخشى ضربات أخرى لقطاع السياحة الحيوى لديها.
وأوضحت الصحيفة أن الوجهات السياحية العالمية المختلفة من باريس واسطنبول إلى البرازيل وجزيرة فوكيت فى تايلاند، باتت أكثر خطورة لأسباب كثيرة، وأصبح الناس يدركون أن مصائرهم يمكن أن تتغير فى لحظة بسبب كارثة من صنع الإنسان أو الطبيعية.
وتكثف الحكومات والشركات قدراتها لزيادة التدابير الأمنية بسرعة وابتكار استراتيجيات لتسويق وجهات لإقناع السياح على العودة، وذلك باستخدام نفس وسائل الإعلام الاجتماعية التى ضخمت أخبار الأزمة فى المقام الأول.
وأظهرت دراسة حديثة من مجلس السياحة والسفر العالمى أن بعض الوجهات يمكن أن تكون سريعة فى التعافى فى أعقاب الأزمة.
وفى المتوسط، شهدت الوجهات التى تعرضت لهجوم إرهابى انتعاش الزيارات السياحية لمستويات قبل الأزمة خلال 13 شهرا، بينما استغرقت الوجهات التى ضربتها كارثة بيئية أو اضطرابات سياسية حوالى 24 إلى 27 شهرا على التوالى للتعافي.
ووجدت الدراسة أن أعداد الوافدين إلى إسبانيا بعد تفجيرات قطارات مدريد، عام 2004 تعافت فى غضون أسابيع، وفى تفجيرات مترو الأنفاق والحافلة ذات الطابقين فى لندن، عام 2005 لم يكن هناك أى تأثير ملحوظ على أعداد السياح الوافدين إلى المملكة المتحدة على الإطلاق.
وقال البروفيسور ديميتريوس بوهاليز، رئيس قسم السياحة فى جامعة «بورنموث» فى انجلترا إن المشكلة مع مصر أنها تلقت أكثر من نصيبها العادل من المشكلات.
وفى الواقع فإن قطاع السياحة فى مصر لا يزال بعيدا عن مستوياته القياسية التى سجلها فى عام 2010 عندما وصلت الأعداد إلى 14.1 مليون وفقا للبيانات الصادرة عن منظمة السياحة العالمية.
وتراجعت السياحة بعد انتفاضة 2011 التى أطاحت بديكتاتور مصر حسنى مبارك، وشهد القطاع بوادر انتعاش فى 2012 و2014 ولكن الانتفاضة الأخرى التى قامت فى عام 2013 وانفجار الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء المصرية العام الماضى قضيا على أى مكاسب.
وفى العام الماضى والذى شهدت فيه مصر مأساة محرجة بعد مقتل ثمانية سياح مكسيكيين عن طريق الخطأ من قبل القوات الأمنية المصرية فى الصحراء تراجعت الأعداد بين عشية وضحاها إلى 9.1 مليون نسمة.
وبسبب الورطة التى تقع فيها مصر صوتت الدول الأعضاء فى المجلس التنفيذى لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة على عقد لقاءات نهاية السنة فى الأقصر وكأنه بمثابة تصويت على الثقة.
وقال طالب الرفاعي، الأمين العام للمنظمة فى مقابلة أجريت معه فى الايام التى أعقبت تصويت مايو، إن مصر مهمة وأرادوا أن يظهروا أنهم كانوا يقفون بجوارها.