أسعار «النخالة» تسجل ارتفاعاً قياسياً بنسبة 60% لدى مطاحن محافظات الوجه البحرى
قليعى: ارتفاعات محافظات الصعيد الأقل بواقع 15% بسبب خضوع المبيعات لضوابط محددة
«شرق الدلتا» توقع عقود حجوزات 15 يوماً قادمة و«جنوب القاهرة» لشهر كامل
شركات القطاع العام تركب موجة الارتفاعات.. والربع الأخير الحصان الرابح لأرباح الشركات
كشف مسئولون بشركات المطاحن لـ «البورصة» قيام الشركات برفع أسعار النخالة تدريجياً خلال الشهر الماضى، لتصل فى محافظات الوجه البحرى إلى مستويات قياسية تجاوزت 60%، مما تمكنت الشركات من توقيع حجوزات لشهر قادم وخلق عمولات وحوافز.
ووصلت نسب الارتفاعات إلى 30% لدى المحافظات التى تشهد انخفاضا فى أعداد المواشى، حتى تدرجت إلى 15% بمحافظات الصعيد لخضوع المبيعات الى قواعد وضوابط محددة.
وجاء ارتفاع أسعار النخالة ضمن تبعيات ارتفاعات الدولار الأخيرة فى السوق السوداء والتى طالت أيضاً أسعار الأعلاف إلى أن وصلت حالياً إلى النخالة التى تستخرج عند طحن القمح، وعلى الرغم من عدم تأثر شركات مطاحن القطاع العام بارتفاعات الدولار، حيث تخصص الدولة القمح المحلى لمطاحن القطاع العام لانتاج الخبر البلدى، إلا أن الأخيرة لم تتردد فى استغلال موجة الغلاء لرفع اسعار النخالة لديها هى الاخرى.
وتتأثر شركات المطاحن سلباً بارتفاعات الدولار، نتيجة استيرادها الأقماح المستخدمة فى إنتاج الدقيق 72 الفاخر، إضافة إلى زيادة الطلب على النخالة بالموسم الصيفى لعدم وجود البرسيم والعلف الاخضر، لتصبح هى البديل المتوافر.
وتوقعت الشركات تعويض الارتفاعات الحالية لأسعار النخالة، التكاليف الباهظة التى تتكبدها وأن تُعظم الربحية خلال العام المالى الحالى 2015 -2016 ليكون الربع الأخير هو الحصان الرابح الذى يدعم نتائج الأعمال ويحقق لها نمو الأرباح.
قال ناصر مبروك العضو المنتدب للشئون المالية والإدارية بشركة «مطاحن وسط وغرب الدلتا»، إن ارتفاع الطلب على النخالة ساهم فى ارتفاع اسعارها بنسبة 43% منذ بداية الشهر الماضى ليصل حالياً سعر الطن فى الشركة الى 2425 جنيها، بخلاف الحافز والعمولات التى قد ترفع السعر الى 66%.
وأشار مبروك إلى أن اسعار الردة تخضع للعرض والطلب حيث تنخفض اسعارها خلال موسم الشتاء وتزدهر خلال الصيف بالتزامن مع عدم وجود البرسيم والذرة، ما يصب فى مصلحة الشركات.
أوضح أن الزيادة الأخيرة ستنجح فى تغطية تكاليف الشركة خلال العام المالى الحالى لتكون بمثابة تعويض عن الانخفاضات التى شهدتها اسعار النخالة بالموسم الشتوى، من ثم اضطرار شركات المطاحن حينها إلى البيع بأقل من سعر التكلفة.
ولفت الى أن الشركة تتحمل أعباء مختلفة من اجور وكهرباء وصيانة والفوارغ، اضافة الى فروق العملة بعد ارتفاع اسعار الدولار والذى تتجه الشركة لتوفيره عبر السوق السوداء لاستيراد القمح الخاص بانتاج دقيق فاخر 72، وذلك لتخصيص الدولة القمح المحلى لانتاج الدقيق البلدى الخاص بالمخابز الحكومية.
ومن ناحية اخرى، قال العضو المنتدب للشئون المالية ان شهر رمضان يشهد ازديادا فى الطلب على الدقيق الفاخر ما يعزز من الإيرادات.
وكشف القواتلى أحمد مدير المبيعات والتسويق بشركة «مطاحن ومخابز جنوب القاهرة والجيزة» أن الشركة لديها حجوزات وتعاقدات لبيع النخالة لشهر كامل قادم، كما أنها تتلقى عروض شراء من قبل كثير من العملاء ويتم رفضها لنفاد الكميات.
واوضح احمد ان الاسعار ارتفعت بنسبة 63% لتصل الى 2450 جنيها للطن مقابل 1500 جنيه للطن بنهاية ابريل الماضى، متوقعا مواصلة الارتفاع حتى اغسطس المقبل لعدم وجود اعلاف خضراء للمواشى.
واضاف ان فترة الرواج تغطى بالكاد أشهر الركود التى مرت بها الشركة فترة الشتاء، لتسهم زيادة أسعار النخالة الأخيرة فى تعظيم ربحية الشركة، موضحاً أن ايرادات الربع الحالى سيكون لها كل الفضل فى تحويل الشركة للأرباح بعد تكبدها خسائر خلال الارباع الماضية من العام المالى الحالى.
كما توقع ارتفاع الطلب على الدقيق الفاخر 72 خلال الشهر الحالى، لتزامنه مع شهر رمضان المبارك والذى يشهد زيادة فى الطلب على الحلويات والكحك وغيرها من المؤكولات التى تحتاج الى الدقيق، ما يعد الربع الأخير من العام المالى الحصان الرابح والمنقذ لنتائج أعمال الشركة.
وفى سياق متصل، أوضح سمير السيد مدير علاقات المستثمرين بشركة «مطاحن شرق الدلتا» أن اسعار النخالة تختلف من مكان الى آخر، حيث شهدت ارتفاعا بنسبة 30% فقط لدى شركته مقارنة بزيادات كبيرة فى مناطق أخرى، ما يعتمد على كثرة المواشى فى مناطق عن غيرها، حيث تقوم شركته ببيع الطن بسعر 3300 جنيه مقارنة بـ 1750 جنيها منذ شهرين.
وأوضح السيد ان الشركة لديها حجوزات لبيع الردة لمدة 15 يوما قادمة، كما انها قامت ببيع كميات كبيرة من النخالة الأسبوعين الماضيين.
واشار الى أن تحرر اسعار النخالة ومنح أصحاب المطاحن التموينية النخالة مجانا مقابل طحن القمح جعل الأسعار خاضعة لمدى كفاءة قطاع التسويق بالشركات، مشيرا الى ان ارتفاعات النخالة ترجع الى زيادة سعر الفول الصويا والذرة المستورد ما أثر بالتبعية على اسعار الردة هى الأخرى.
وألمح مدير علاقات المستثمرين الى استفادة شركات المطاحن العامة استفادت هى الاخرى من ارتفاعات النخالة الحالية، حيث تعانى الشركات من كثرة العمالة وارتفاع الاجور مقارنة بانخفاض العمالة وتوافر الماكينات الحديثة لدى الشركات الخاصة.
ومن جانبه، قال ربيع قليعى رئيس مجلس إدارة شركة «مطاحن مصر العليا» إن الاسعار ارتفعت لديهم بنسبة 15% فقط بالمعدل الطبيعى للزيادة بالموسم الصيفى، كما جاءت مدعومة برفع السعر من قبل المطاحن الخاصة وبالتبعية اتجاه مطاحن القطاع العام إلى رفع الأسعار هى الاخرى.
ولفت إلى أن ارتفاع أسعار النخالة بمحافظات الصعيد تختلف عن الوجه البحرى، وتعد الأقل ارتفاعاً فى الصعيد نتيجة خضوع مبيعات النخالة فيها لضوابط وقواعد معينة، حيث تقوم الشركة بالبيع للتجار السابق التعامل معهم من قبل ولابد ان يكونوا من ابناء المحافظات التابعة لها، وعن المربين واصحاب المزارع فالشركة تطلب اوراقا من الرعاية البيطرية ويتم الصرف طبقا لعدد المواشى التى فى حوزته، وذلك لعدم خلق سوق سوداء والتلاعب بالاسعار، ما يجعل ارتفاعات الأسعار فى محافظات الصعيد محدودة.
وأكد قليعى أن ارتفاع اسعار الدولار الاخيرة ادت الى رفع اسعار القمح المستورد ما أدى بالتبعية الى رفع اسعار النخالة.