قالت وكالة أنباء بلومبرج إن أسعار الغذاء سوف تتراجع على مدى العقد المقبل نتيجة هبوط عدد السكان وتباطؤ نمو الدخل فى الاقتصادات الناشئة.
وقالت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية ومنظمة الزراعة والأغذية «الفاو» التابعة للأمم المتحدة فى تقرير مشترك إن تكاليف الغذاء سوف تستقر عند مستوى أعلى قليلا من المستوى المرتفع المشهود فى السنوات السابقة لعامى 2007 و2008.
وأوضحت المنظمتان ان النمو السكانى الذى يعد المحرك الأساسى لأسعار الغذاء سوف يتباطأ بنسبة 1% سنويا حتى 2025.
وصعدت أسعار الغذاء العالمية بأكثر من الضعف منذ عام 2000 بسبب زيادة عدد السكان وارتفاع الدخول، ما رفع الطلب على اللحوم، التى عادة تكلف أكثر من الحبوب والبذور الزيتية، حسبما أظهرت بيانات منظمة الفاو.
ووصلت أسعار الغذاء إلى أعلى مستوى على الإطلاق فى 2011، ما دفع شركة «كارجيل انكوربوريشن»، أحد اكبر متداولى المحاصيل الزراعية، للقول بأن عصر تراجع أسعار السلع الزراعية قد انتهى.
وقالت المنظمتان: «يتراجع النمو العالمى للسكان، المحرك الرئيسى للطلب، ومن المتوقع أن يضعف نمو الدخل فى الاقتصادات الناشئة، وفى نفس الوقت، يظهر المستهلكون، خاصة فى الاقتصادات الناشئة الكثيفة بالسكان، ميلا أقل لإنفاق المكاسب من الدخل على استهلاك المزيد من المواد الغذائية الأساسية».
وتراجع مؤشر «بلومبرج» لأسعار السلع الزراعية خلال السنوات الثلاث الماضية فى أطول فترة هبوط منذ 2001، ولكنه تعافى العام الجارى بنسبة 12% إثر مخاوف من أن الأحوال المناخية غير المواتية سوف تتسبب فى تقليل محصول فول الصويا فى أمريكا الجنوبية، فى الوقت الذى تسببت فيه ظاهرة النينو والجفاف الناتج عنها فى تقليل مخاصيل القصب فى آسيا، ما دفع أسعار السكر للارتفاع.
وذكر تقرير المنظمتين أن إمدادات الغذاء العالمية سوف تقابل الطلب فى العشر سنوات المنتهية فى 2025، وسوف تتراجع الأسعار بمجرد استثناء التضخم، ومن المتوقع أن ينمو إنتاج الحبوب بنسبة 12% بحلول 2025، نتيجة تحسين إنتاجية المحصول، فى حين من المتوقع أن ينمو استهلاكها بنسبة 14%.
وقال التقرير: «سوف يتباين نمو الطلب العالمى بين السلع، ولكن بشكل عام، من المتوقع أن يكون هذا النمو أبطأ من العقد السابق، وفى ظل التوقعات بتباطؤ سوق السلع الزراعية ككل، فإن تداول السلع الزراعية من المتوقع أن يتوسع بنصف الوتيرة التى نما بها فى العقد الماضى».
وتوقعت المنظمتان نمو الطلب على اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان «بقوة نسبيا» ما سيعزز الحاجة للحبوب الخشنة مثل الذرة والوجبات البروتينية، ومسحوق فول الصويا، السلعة الأفضل أداءً العام الجارى.
وأوضح التقرير أن الطلب العالمى على الغذاء سوف يتم استيفاءه بشكل أساسى من تحسين الإنتاجية، ومن المتوقع أن يسهم تحسن الإنتاجية بـ80% من الزيادة فى إنتاج المحاصيل، وتتوقع المنظمتان مكاسب «متواضعة» فى المحاصيل والثروة الحيوانية.
وقالت المنظمتان إن هناك مجالا لزيادة الرقعة الزراعية بشكل مستدام خاصة فى أجزاء من أمريكا اللاتينية، ومنطقة أفريقيا جنوب الصحراء، وتوقعتا أن معظم الأراضى الزراعية الجديدة فى أفريقيا سوف تتم زراعتها بالحبوب، بينما سيتركز التوسع فى أمريكا اللاتينية على فول الصويا.