رئيس تركى فوق شجرة الانقلابات مرة أخرى قد لا تكون الأخيرة، لكن محاولة قطع الشجرة قد تدمر نجاحاته الاقتصادية وتحوله لذلك الدكتاتور الذى يدهس كل أحد يقف أمامه.
يمكن القول، إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان نجح فى القضاء على محاولة التمرد من قبل كبار قادة الجيش، لكن الرغبة فى استغلال هذا الانتصار للتخلص من الخصوم سيطيل أمل النزاع وعدم الاستقرار.
ويعتبر الاقتصاد التركى أكبر الخاسرين فى هذه المعركة، نظراً لأن الاضطرابات السياسية طاردة للاستثمار الأجنبى التى تحتاجه البلاد فعلاً لدعم النمو المتراجع فى الفترة الأخيرة.
وتسببت الانفجارات المتكررة فى الأشهر الماضية والخلافات مع روسيا حول الملف السورى فى الحد من حركة السياحة إلى البلاد بنسبة 23%، حيث وصلت لأقل من 35 مليون زائر فى العام الماضى.
وتثير رغبة أردوغان فى الانتقام قلق المراقبين من أن النموذج التركى الذى جمع النجاح فى تحقيق التنمية الاقتصادية وازدهار الطبقة الوسطى ليرتفع حجمها إلى 40 من السكان، مما جعلها الدرع الواقى للنظام الحاكم ضد الانقلاب العسكرى مع مساحة كبيرة من الحرية والمساواة فى الحقوق والعدالة.
ولكى يتعافى الاقتصاد من كبوته التى قد تتحول إلى أزمة مزمنة يجب على حكومة العدالة والتنمية أن تسرع فى إغلاق ملف الانقلاب والعمل على تهيئة البيئة السليمة لجذب الاستثمار الأجنبى وعودة السياحة إلى سابق عهدها.
الملف التالى يعرض للأضرار التى لحقت بالاقتصاد التركى إثر محاولة تمرد الجيش ضد النظام الحاكم بالإضافة إلى التداعيات الدولية له.