نمو تدفق السفن العملاقة وقناة السويس يتأثر بتغير مسار التجارة 2.5 تريليون دولار التجارة بين الساحل الغربى الأمريكى ودول المحيط الهادئ
عندما تم الانتهاء من قناة بنما فى عام 1914، أصبحت محور طموحات عالمية للولايات المتحدة من خلال ربط مصالحها التجارية بنفوذها فى المحيط الأطلنطى مع القوة المتزايدة لها فى المحيط الهادئ وهو ما تدعمه قناة طويلة تصل الى 50 ميلا حققت ثورة فى نقل المنتجات من الشرق إلى الغرب والعكس بالعكس.
وقال سيمونى ماكارثى المحلل فى مجلة كريستين ساينس مونيتور الامريكية فى مقال له أنه بعد ما يزيد قليلا على 100 عام ياتى التوسع الهائل ليحول مرة أخرى ديناميكيات التجارة العالمية ويحدث تطورا كبيرا فى حجم الأعمال فى الشرق والساحل الغربى للموانئ الأمريكية بعيدا عن قناة السويس، مما يعنى مرة أخرى تغيير كيفية تدفق البضائع بين بلدان المحيط الهادئ والأمريكتين.
اصبحت القناة أعمق وأوسع واكثر قدرة على التعامل مع ضعف حجم البضائع السابق بفضل اضافة حارة ثالثة تذهب مباشرة إلى المحيط الهادئ بدلا من المرور ببحيرة ميرافلوريس والأهم للتجارة العالمية هو إمكانية استيعاب سفن الشحن الضخمة، التى كانت ضربا من الأحلام فى عام 1914.
ومن المتوقع أن تسهم قدرة السفن فائقة الحجم على المرور من خلال القناة فى احداث تحول فى طريقة نقل البضائع بين أمريكا ودول المحيط الهادئ التى تقدر قيمتها الحالية بـ 2.5 تريليون دولار وفقا لبيانات التجارة بين الولايات المتحدة ودول المحيط الهادئ عام 2013.
وبات وصول السفن العملاقة للساحل الغربى الأمريكى سهلا ومن المنتظر تزايد نقل البضائع اليه على نطاق واسع، ففى السابق كان أمامها خيار السفر من آسيا مرورا عبر قناة السويس والبحر الأبيض المتوسط، والمحيط الأطلنطى والانزال الى الساحل الشمالى أو خيار ثانى وهو التحرك من آسيا إلى الموانئ على طول الساحل الغربى ويتم نقل السلع التى تحتاج للوصول إلى قلب أمريكا عبر السفر شرقا بالشاحنات والقطارات.
وتستقبل موانئ لونج بيتش ولوس انجليس %37 من الشحنات المتجهة الى الولايات المتحدة من شرق آسيا، وبحسب تقرير لصحيفة لوس أنجلوس تايمز فإن %70 من البضائع التى يتم شحنها من آسيا تصل الى موانئ الساحل الغربي.
ويتوقع المسئولون على امتداد الساحل الغربى ان بعضا من هذه التجارة سوف تلجأ للمرور بالقناة مباشرة إلى خليج المكسيك وموانئ الساحل الشرقي.
وبحسب البيانات فإن هذا الطريق أقل فى تكلفة الشحن مما سيدفع بـ%10 من سفن الحاويات على الاقل للتحول إلى تسليم البضائع على موانئ الساحل الشرقي، وفقا لدراسة أجرتها مجموعتا بوسطن الاستشارية وسى اتش روبنسون.
ونقلت صحيفة لوس انجليس تايمز عن باحثين فى مجموعة بوسطن قولهم أن الوظائف المتاحة فى اعمال الشحن ستذهب بعيدا عن كاليفورنيا الجنوبية لبقية البلاد، حيث تصل البضائع الى المنافذ الأخرى.
وفى الوقت نفسه، تستعد الموانئ على طول خليج المكسيك والساحل الشرقى للتحول فى طرق التجارة عن طريق تحديث بنيتها التحتية لاستيعاب سفن الشحن الكبيرة.
على سبيل المثال، وضعت مدينتا نيويورك ونيوارك بولاية نيوجرسي، 1.3 مليار دولار فى مشروع لإنشاء جسر بايون يسمح لسفن الشحن الأطول المرور حسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.
ومن المتوقع زيادة النشاط التجارى فى خليج المكسيك بعد رفع الرئيس الامريكى باراك أوباما الحظر المفروض على صادرات البترول للخارج، كما بدأت مؤخرا واشنطن تصدير الغاز الطبيعى المسال.
وتوفر القناة مسارا مختصرا للشحن من الولايات الامريكية المنتجة للبترول والغاز فى الوسط والجنوب إلى الأسواق الآسيوية، كما اشار تقرير مجلة بيزنس تايمز الدولية.