تقرير.. أزمة الدولار تلتهم المبيعات الرمضانية لشركات الأغذية..وتوقعات باستمرار تراجع النمو

معدلات تراجع أرباح «جهينة» و«إيديتا» و«دومتى» و«أراب ديرى» بين 28 و77% الربع الثانى

مراكز البحوث تخفض القيم العادلة لشركات الأغذية بسبب توقعات تراجع قيمة الجنيه

ضغطت أزمة الدولار على الطفرة التى حققتها مبيعات شركات الأغذية خلال شهر رمضان، وعلى الرغم من زيادة المبيعات خلال الربع الثانى لشركات الأغذية المقيدة فى البورصة، فإنَّ خسائر فروق العملة تسببت فى تراجع صافى الأرباح.

وتوقع محللون استمرار تأثير الأزمة على نتائج أعمال الشركات الربع الحالى أو حتى نهاية العام، فى ظل عدم ظهور أى بوادر لحلول جذرية خلال الأجل القصير، مع انتظار أثر إيجابى لقرض صندوق النقد الدولي، الذى قد يسهم فى تعافى سوق الصرف.

وتراجعت أرباح أكبر 4 شركات فى قطاع الأغذية بالبورصة؛ «جهينة» و«دومتى» و«إيديتا» و«أراب ديرى» بين 28 و77% خلال الربع الثانى من العام الحالى.

ووفقاً لحسابات البورصة، سجلت أرباح الشركات الأربع، الربع الثانى من 2016 نحو 99 مليون جنيه، مقابل 172.8 مليون جنيه حققتها خلال نفس الفترة من العام الماضى، وذلك بالرغم من ارتفاع إجمالى مبيعات الشركات الأربع بمعدل 13%، لتصل 2.44 مليار جنيه الربع الثانى 2016، مقابل 2.16 مليار جنيه الربع الثانى 2015، بدعم من ارتفاع معدلات الطلب فى شهر رمضان.

قال أبوبكر إمام، رئيس قطاع البحوث فى شركة «برايم المالية القابضة»، إن شركات قطاع الأغذية تأثرت سلباً بارتفاع أسعار الدولار أمام الجنيه فى السوق الموازى، مع أزمة نقص العملة التى اضطرت الشركات إلى توفير احتياجاتها عبر السوق السوداء، ما أثر بشكل مباشر على ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج من لبن البودرة وغيره، لذا تكبدت غالبية الشركات خسائر فروق عملة، ما أدى إلى تراجع أرباح شركات الأغذية، وامتصاص ارتفاع مبيعات الربع الثانى لهذه الشركات.

وتوقع «إمام» استمرار الأزمة على نتائج أعمال الربع الثالث، وأيضاً الرابع؛ نتيجة استمرار ارتفاع أسعار الدولار فى السوق الموازي، مع زيادة معدلات الطلب على الدولار، وانخفاض حجم المعروض منه فى السوق الرسمي.

وتوقع تحسن أزمة الدولار خلال العام المقبل 2017، خاصة مع الحصول على قرض صندوق النقد الدولى البالغ 12 مليار دولار، وما سيؤثر إيجاباً على ارتفاع معدلات الثقة من قبل المستثمرين فى الاقتصاد المصرى، مرجحاً أن يتزامن مع ذلك تحسن نتائج أعمال الشركات.

ويتوقع أن يتبنى البنك المركزى نظاماً أكثر مرونة فى سعر الصرف كخطوة ضرورية، من أجل تأمين قرض صندوق النقد الدولي، ومع ذلك، أن يكون الاقتصاد المصرى على استعداد للتعويم الكامل للعملة فى الوقت الراهن، وأن يحدث تدريجياً، مع ضرورة مراعاة توافر مصادر للعملات الأجنبية لتلبية الطلب، خصوصاً فى بلد مثل مصر تعتمد بشكل رئيسى على الاستيراد فى توفير مدخلات إنتاجها.

وتوقع 3 سيناريوهات للخفض، الأول أن يكون سعر الصرف 10 جنيهات للدولار، والثانى أن يكون السعر 10.25 جنيه، والأخير بأن يكون سعر الصرف 10.5 جنيه / دولار.

وأكد أن شركات الأغذية ستتضرر من خفض الجنيه المصري، على رأسها «جهينة»، التى ستنخفض قيمتها العادلة من 6.75 جنيه إلى 6.02 جنيه للسهم فى الحالة الأولى، وإلى 5.88 جنيه فى الحالة الثانية و5.74 جنيه فى الحالة الثالثة.

وأيضاً شركة «إيديتا»، ستتراجع قيمتها العادلة من 10.47 جنيه للسهم إلى 9.89 جنيه للسهم فى الحالة الأولى، و9.78 جنيه للسهم فى الثانية و9.67 جنيه للسهم فى الأخيرة.

وقال هادى مدحت، محلل قطاع الأغذية ببحوث شركة «نعيم» لتداول الأوراق المالية، إن ربحية شركات قطاع الأغذية تأثرت بشكل كبير خلال الربع الثانى من العام الحالى، بالرغم من ارتفاع مبيعاتها، وذلك نتيجة ارتفاع تكاليف المبيعات بشكل أكبر، نتيجة عدم تمكنها من الحصول على الدولار من البنوك بالسعر الرسمى، والاتجاه إلى الشراء من السوق السوداء، ما أدى إلى امتصاص ارتفاع المبيعات.

وتوقع «مدحت» استمرار تراجع الأرباح لشركات الأغذية خلال الربع الثالث لاستمرار أزمة ارتفاع أسعار الدولار، مع تراجع المعروض منه، فيما رجح أن يبدأ التحسن الجزئى لهذه الأزمة فى الربع الرابع من العام الحالى، مع اتجاه كثير من الشركات إلى رفع أسعار منتجاتها على المستهلك.

حيث اتجهت شركة جهينة إلى البدء فى رفع بعض منتجاتها بنسب تصل إلى 10%، وتعتزم الشركة الاستمرار فى رفع الأسعار لتصل إلى 20% قبل نهاية العام، كما قامت شركة «إيديتا» برفع أسعار منتجاتها، ما سيؤثر إيجاباً على ربحية الشركة، ولكن ليس بشكل كبير، تأثراً بتراجع نسب الطلب على المنتجات نتيجة المنافسة من شركات أخرى تحمل نفس الجودة.

تراجعت الأرباح الصافية لشركة «جهينة» خلال الربع الثانى من العام الحالى 54% على أساس سنوى مع بلوغها 30 مليون جنيه، مقابل 65 مليون جنيه العام الماضي.

وأرجع «مدحت» انكماش الأرباح إلى الارتفاع الكبير بأسعار العملات الأجنبية بنسب تصل 40%، كما تكبدت الشركة غرامات جمركية تقدر بنحو 11 مليون جنيه، بالرغم من ارتفاع المبيعات بمعدل 20.9% لتسجل 1.33 مليار جنيه خلال الربع الثانى، مقابل 1.1 مليار جنيه خلال فترة المقارنة بدعم من مبيعات شهر رمضان، لكن التكاليف ارتفعت بنحو 240 مليون جنيه لتصل إلى 956 مليون جنيه.

ما دفع بحوث «نعيم» لتداول الأوراق المالية، تخفيض القيمة العادلة لسهم الشركة من 10.4 جنيه للسهم إلى 6.4 جنيه للسهم، مع إمكانية رفع القيمة العادلة مرة أخرى مع قيام الشركة بإنتاج الجبن.

وتراجعت أرباح شركة إيديتا للصناعات الغذائية بنسبة 28% الربع الثانى 2016، ليسجل صافى الأرباح 48 مليون جنيه، مقابل أرباح صافية 66.9 مليون جنيه بالربع الثانى 2015.

وذلك بالرغم من ارتفاع مبيعات الشركة إلى 550.2 مليون جنيه خلال الربع الثاني، بارتفاع 6.9% عن الربع المماثل من العام السابق والبالغة 514.8 مليون جنيه.
تقلصت، أيضاً، أرباح شركة الصناعات الغذائية العربية (دومتي)، إلى النصف تقريباً خلال الربع الثانى من 2016، لتسجل صافى ربح بلغ 20.7 مليون جنيه، مقارنة بـ39.5 مليون جنيه.

حققت الشركة ارتفاعاً فى المبيعات خلال الفترة بمعدل 3% لتسجل 415.99 مليون جنيه، مقابل 403.8 مليون جنيه خلال فترة المقارنة، لكن زيادة التكاليف كانت بنسبة أكبر 8.5% لتسجل 327 مليون جنيه مقابل 301.2 مليون جنيه خلال فترة المقارنة.

وتراجعت أرباح العربية لمنتجات الألبان «أراب ديري»، بنسبة كبيرة 77% إلى 320.7 ألف جنيه بالربع الثاني، مقابل أرباح بلغت 1.38 مليون جنيه بالربع المماثل من 2015.